راي

شاهيناز القرشي تكتب ..التفاوض _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

*شاهيناز القرشي*

يأتي التفاوض برعاية ودعوة أمريكية سعودية في جنيف والأهداف المعلنة للتفاوض ايصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار وخلق آليات لمراقبة تنفيذ الاتفاق، هذه الأهداف المعلنة المحددة الحاسمة تخبرك أن ما سيحدث في جنيف سيكون له ما بعده سواء اتفقوا واوقفوا الحرب أو لم يوقفوها.
إذا اوقفوا الحرب ستسعى أمريكا وحلفاؤها إلى إعادة الحكم المدني، بمشاركة عسكرية أو من دونها تخضع هذه التفصيلة لتقيمهم لمدى الاستقرار الداخلي في الحالتين، لأن أمريكا تبحث عن سلام في الداخل و سياسة خارجية سودانية مستقرة، تبنى على أسس غير التي بناها الإخوان المسلمين في الفترة الماضية، وهذا المطلب فرضته التغيرات العالمية الحالية والتغيرات المتوقعة
وإذا لم يوقف الطرفان الحرب ستدعم أمريكا وحلفاؤها الطرف الذي يوافق رؤيتها حتى ينتصر على الطرف الآخر.
*حال طرفي التفاوض*
يدخل الجيش التفاوض وفي يده أوراق إدانة للدعم السريع ولتقدم ولدول الجوار والإقليم والعالم، وعداء معلن لبعض الدول وفقد الكثير من سيطرته على عدد من الولايات، يدخل الدعم السريع التفاوض وفي يده أوراق تصالح مع الجيش ومع تقدم ومع دول أفريقيا والإقليم وانصياع لطلبات التفاوض وعداء معلن للإخوان المسلمين مع سيطرته على عدد من الولايات بشكل كامل وتهديده للبقية، يمكنك أن تصف وصفي للواقع كما يحلو لك بأنه نفاق، كذب، دعم للدعم السريع، ولكنه يظل الواقع ونكرانه لا يغير شياً، فهذا الموقف يجعل الدعم السريع يجلس على حجر المجتمع الدولي كقط مدلل مطيع، إذن ليكون السؤال كيف نغير شيء، ويجب أن يكون التغيير ليس لنصرة الجيش أو الدعم السريع بل لنصرة السودان لنضعه على طريق يبعده عن أهواء العسكر ومطامع الإخوان المسلمين.
بما أن تغيير الواقع العسكري على الأرض غير مضمون وليس باليسير هنالك طريق لتغيير الواقع السياسي بالخروج من الأجندة السياسية الكيزانية وذلك بالتصالح مع القوة السياسية الداعمة للثورة وعقد تفاهمات سريعة وعاجلة مع الدول الإقليمية لتتوقف عن دعمها للمليشيا وبذلك تسقط ورقة العداء مع الإقليم والقوى المدنية، ولتفكك هذه الكتلة المتحالفة التي يواجها الجيش السوداني يجب أن تقطع الخيط الرابط بينهم وهو العداء للإخوان المسلمين، عداء صنعه تاريخ الإخوان المسلمين في التعامل مع العالم والإقليم مما أفقدهم المصداقية في الوفاء بالعهد والالتزام بالاتفاق وسهولة انقلابهم على حليفهم بمجرد ظهور مصلحة ضيقة مع أعداء الحلفاء، حتى المواطن السوداني الذي لم يشارك في الحرب وفضل الابتعاد، ابتعد لأنه يعلم أنّ الطرف الآخر في الحرب هم الكيزان ومع أنه لا يرحب بالميليشيا ولكنه لن يدعم الكيزان
ربما يقول قائل أن العلاقة بين الجيش والكيزان هي علاقة عضوية غير قابلة للانفصال، وعلى الرغم من ذلك سنقدم الحلول لان هذا هو واجبنا حتى وأن تخلى الجيش عن واجبه .
*ماهي التغيرات العالمية المتوقعة*
قبل أن استعرض التغيرات يجب أن يعلم الطرفان أنّ المفاوضات ليست على الوضع الداخلي فقط بل هي لتحديد موقعك من العالم الخارجي أيضاً ومن الحروب الحالية وكذلك المتوقعة.
أهم التغيرات القادمة على رأسها الانتخابات الأمريكية مع انسحاب جو بايدن وترشيحه لكمالا هاريس بدلاً عنه ووجود دونالد ترامب في الطرف المنافس، فوز أحدهما يضع سيناريوهات مختلفة للعالم بعد الانتخابات، يتفق المرشحون على ضمان أمن إسرائيل، وضمان أمن اسرائيل يمر من بورتسودان التي تعتبر نقطة مناسبة لضرب العمق الإسرائيلي بالصواريخ في حالة تمدد الحرب بين الأطراف التي تدعمها الصين وروسيا وهي تمثل القوى التي تهدف لإضعاف أمريكا وحلفائها(أرجو مراجعة مقال من سيضرب السودان لمزيد من التوضيح) سيختلف الوضع بين ترامب والمرشح الديمقراطي في الموقف من حرب روسيا على أوكرانيا ففي الغالب سينسحب ترامب من دعم أوكرانيا ويهادن بوتين، بينما سيستمر المرشح الديمقراطي في مساندة أوكرانيا ضد روسيا، ولكن لترامب ذو العقلية الرأسمالية عداء اقتصادي لا يستطيع تجاوزه مع حليف روسيا الأول وهي الصين، والكثير من المحللين يرون أن ما يحدث في العالم كله ما هو إلا حرب اقتصادية بين الصين وأمريكا وحتى روسيا لاعب ثانوي، وإن الصين تسعى لإضعاف أمريكا قبل أن تشن هجومها العسكري المتوقع على تايوان تأتي أهمية تايوان من سيطرتها على صناعة الرقائق الإلكترونية واقتصادها القوي الذي يعد سابع اقتصاد في آسيا، وتوقع الكثير من المحللين الاقتصادين أن يفقد الاقتصاد الصيني مقدرته على النمو بنفس الوتيرة اذا لم تضم الصين تايوان قبل 2026الصين التي تكوم أطنان من الذهب في بنكها المركزي استعداداً لهذه الحرب أجرت في السنة الماضية محاكاة عسكرية لهذا الهجوم، وتسعى لإضعاف أمريكا اقتصادياً وعسكرياً عبر خلق صراعات تنهك أمريكا، مع محاولة لسحب بساط أفريقيا لصالحها ، العالم الان يتهيآ لوضع جديد يحاول كل قطب فيه أن يقضم ما يستطيع وموقع بورتسودان الاستراتيجي يجعل السودان منطقة مهمة بموقعها العسكري الخطير بالنسبة لأمن إسرائيل وبالنسبة للتمدد الاقتصادي في إفريقيا .
لذلك كله مفاوضات جنيف ستحدد الكثير والمصير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى