محمد الامين ابوزيد يكتب .. **المواطن السودانى ضحية مثلث الاجرام الحربى وتبادل الأدوار* _ بعانخي برس
بعانخي برس

*▪️مخطط خطير وتكتيك ماكر يشتغل عليه الكيزان يقوم على توظيف الشعب البسيط فى معركة وهمية*
*▪️الاطراف تتبادل الادوار لاطالة امد الحرب وقطع الطريق لجهود وقفها*
*▪️سوق الناس الى الميادين العامة والتجييش الشعبى تحت ستار الحماية والكرامة وبلا تأهيل وتدريب والانسحاب منهم ميدانياً،جريمة معدة وتوفير غطاء مجانى للطرف الآخر*
*▪️توفير الغطاء للدعم السريع لارتكاب الانتهاكات،وتوظيف دم المواطن المسكوب للاتجار به إعلامياً وسياسياً خطة كيزانية خبيثة*
المتتبع لمجريات الحرب العبثية فى السودان التى تدور رحاها منذ 15ابريل 2023 وتطوراتها العسكرية الفنية والسياسية تستعصى عليه فهم كثير من منعرجاتها ودلالاتها الا عند الغوص عميقاً فى تفكيك تفكير العقلية التى تقف وراءها،وطبيعة العقل السياسى الذى يديرها ومنطلقاته واهدافه الخفية،
وهذه العملية والتى تفسر كثير من الاحداث المصاحبة للحرب لاتتوفر للإنسان العادى الذى ينظر للاشياء من ظاهرها دون الاستبطان فى سبر اغوارها.
هذه الحرب من حيث بدايتها والمستفيد منها والذى يعمل على استمرارها وتاجيج اوارها لايختلف اثنان عاقلان انه تنظيم الاخوان المسلمين الذى فقد السلطة بفعل ثورة شعبية سلمية عارمة اقتلعت نظامه السلطوى بكل جبروته والته العسكرية باطرافها المتحاربة حالياً.ولكى نفهم كثير من الاحداث على وجهتها الصحيحة لابد ان ندرك ان هذا التنظيم يسيطر على قيادة الجيش ويوجه تفكيرها ويؤثر على عقلها الجمعى فى اتخاذ القرار وقد اصبح هذا واضحا جدا من خلال تصرف القادة العسكريين عسكرياً وسياسياً وسنقف على هذا من خلال بعض الشواهد.
عقلية تنظيم الاخوان المسلمين عقلية اجرامية ارهابية مرتبطة بطبيعة نشأة التنظيم التى تنتهج العنف كأسلوب فى العمل السياسى وتخضع لتربية قائمة على شعارات مضللة تستخدم الدين لتخدير العقل وحقنه باكاذيب تنطلى على وعى العامة وتقوم على المداهنة
وتحتقر مفهوم الوطن والمواطنة.
عند النظر الى طبيعة العقلية التى حكمت السودان ثلاثين عاما ويزيد فقد استطاعت ومن خلال تشابك المصالح والمفاسد ان تبنى حلفا عريضاً من الانتهازيين و المنافقين والنفعيين فى جهاز الدولة والمجتمع وبعض التنظيمات الانتهازية الباحثة عن نزوع سلطوى ،مدافعين عن السلطة وولاؤهم لها لحماية مصالحهم فقط،يقف على راس هذا التحالف قادة التنظيم على مستوى الجيش والامن والشرطة وجهاز الدولة والكتائب التى أشار اليها زعيمهم على عثمان قبل السقوط.
من المسلمات التى ينبغى فهمها والتى تساعد فى تفسير كثير من الأحداث الجارية ان الدعم السريع كقوة أنشأها الكيزان بذات العقل الارهابى الخبيث المشار اليه اعلاه ،بدوافع حماية النظام فى اطار لعبة التوازنات الأمنية داخله كما اشار الى ذلك البشير بوصف قائدها بحمايتى..من جانب اخر ايضا لتقوم المليشيا بادوار قذرة خارج دائرة القانون فى حرب دارفور ولكن للاسف لم يحسب تنظيم الاخوان حساب لتمدد هذه القوة وتناسلها وتطور مصالحها السياسية والاقتصادية ونفوذها العسكرى بالقدر الذى تبتلعه هو نفسه لاسيما بعد سقوط النظام وفشله فى استخدام المليشيا فى مرحلة قمع الثوار وتنفيذ رغباته فى اجهاضها،ولاحقا استخدم العقل الخبيث توريطها فى فض الاعتصام والانقلاب وغيرها من التجاوزات..والتى اكتشفها قادة الدعم السريع وتناقضت المصالح الى ان وصلت حد اشتعال الحرب.
لقد راهنت عقلية التنظيم السكونية الاجرامية على نهاية سريعة للحرب مع الدعم السريع تغير موازين اللعبة السياسية ،تؤؤل بموجبها السلطة لتنظيمها فى الجيش والامن ،ومن ثم يتجهوا لتصفية قوى الثورة السياسية والمدنية ويعودوا لحكم البلاد بمخطط سلطوى جديد وتحالف جديد قديم.ولكن سقطت تقديراتهم بفعل عقلهم القاصر وعدم تقدير سليم للقدرات الحقيقية للجيش وللدعم السريع.
من خلال سير الحرب وتبدد اوهام الحسم العسكري وتزايد اعداد الضحايا من المدنيين ،وتدمير البنى التحتية وهدر الموارد وعرض سيادة البلاد وشواطئها واراضيها لمن يمول استمرار الحرب .ابتدعت عقلية التفكير الكيزانية الخبيثة تكتيك مايسمى بالمقاومة الشعبية تحت ستار الكرامة والدفاع عن الارض والعرض والمال والذى يجب ان تتصدره القوات المسلحة والتى للاسف انسحبت من مهمتها فى اغلب الجبهات المباشرة وفى بعضها منيت بالهزائم من خلال العديد من المتحركات.
ابتدع الكيزان فى هذا الجانب مخطط خطير جداً واشتغلوا عليه خاصة بعد انسحاب الجيش المخزى من مدنى وسيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة ،يقوم المخطط الخبيث على توظيف مايسمى بالمقاومة الشعبية والمستنفرين وسوق الناس الى الميادين العامة والتجييش الشعبى والتدريب والتكبير مستغلين عقلية البسطاء وحشدهم تحت شعارات تندرج تحت غطاء كلمة حق اريد بها باطل.وقد اكتفى الجيش ازاء هذا المخطط بالدعاية للمقاومة الشعبية والمستنفرين بحسب ماقاله خطاب البرهان فى عزاء محمد صديق ومايردده الجنرال العطا فى تصريحاته المناصرة لهم ،بالرغم من التنبيه والتصريحات القوية التى اطلقها الجنرال الكباشى بشأن خطورة التجييش الشعبى والسلاح خارج سيطرة القوات المسلحة والتى انبرى لها الاسلاميون بدءاً من قائد كتيبة البراء والجوقة الاعلامية من جيش الهتيفة والبلابسة(الانصرافى،
ابورهف,ياسر عبيدالله،كجاب،…..الخ).
ان العقلية الكيزانية التى تدير الحرب من الكواليس
تدفع مايسمى بالمقاومة الشعبية والمستنفرين لشن هجمات ضد قوات الدعم السريع وتعلم جيداً انهم لايستطيعون مواجهة قوات الدعم السريع التى عجز عن مواجهتها الجيش المنظم،لكى تستخدم الهجمات والتجاوزات التى ينفذها الدعم السريع كرد فعل لهجمات المستنفرين إعلامياً وسياسياً لفك العزلة التى يعانى منها الجيش فى الميدان العسكرى الذى لايختلف اثنان فى اى جهة تميل كفته ،وصرف النظر عن الهزائم العسكرية المباشرة.
ان العقلية الخبيثة التى تدير الحرب تصرف النظر عن التجاوزات التى تقوم بها كتائب الكيزان ويقوم بها طيران الجيش واقربها مجزرة العلقة بالنيل الابيض والتى لاتقل عن مجزرة ود النورة ،وكذلك الهجمات التى يقوم بها الطيران الحكومى وتقتل المدنيين فى العاصمة وفى دارفور وكردفان وغيرها تحت ذريعةحواضن الدعم،انها عقلية مريضة تعمل على الاتجار فى دم المواطن لتحقيق مصالح سياسية وإعلامية وللاسف هو ذات المنهج المتبع فى قرى التكينة والحرقة وودالنورة وغيرها وسيستخدم فى اماكن اخرى يستخدم فيها الكيزان الحشود المستنفرة بالجهل والتضليل والشعارات الكذوبة ليساقون الى مجازر مماثلة تنعدم فيها كفة المواجهة العسكرية..
ان تطورات الحرب الماثلة تقول ان الكيزان والبلابسة يتجهون الى حافة الهاوية وينفذون التكتيك الاخير باشعال كل البلاد بالفتن والحرب الاهلية يفعلون ذلك فى الجزيرة والولايات التى لم تصلها الحرب من خلال التجييش الشعبى بلامقومات ولا اسس ولاتدريب وتغذيتهم بالشعارات المضللة.
ويغعلون ذلك فى دارفور من خلال خلق الفتن والانشقاقات وتسريع وتائر الصراع القبلى والتحالف مع اقسام من الحركات المسلحة لخلخلة حواضن الدعم السريع المتوهمة.
ومن جانب اخر تصعيد خطاب الكراهية والعنصرية والعنصرية المضادة لتسميم اجواء التفاعل بين مكونات المجتمع السودانى.
لقد اثبتت تطورات الحرب ان أطرافها لاتعير اهتمام لكارثة الحرب فى البلاد ولما سببته من تدمير للوطن فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية،بالقدر الذى يصعب مهام مابعد الحرب اذا قدر لها التوقف قبل ان تنتصر صفحة الحرب الاهلية الشاملة التى يخطط لها الكيزان وتحالفهم من خلال تكتيك على وعلى أعدائي.وتعمل فى ذات الوجهة على اطالة أمدالحرب من خلال الرفض المبطن والصريح للتفاوض وفق ماعبرعنه مالك عقار مؤخراً وتبادل الادوار لاطرافها المتحاربة قبولاً ورفضا.
من جهة اخرى تتبارى اطراف الحرب لاسيما الجيش وحكومة الامر الواقع فى التزلف لروسيا وعرض الخدمات اللوجستية لها مقابل الدعم بالسلاح،وكذلك مع إيران متوهمة بان هذا الاتجاه سيكون له تاثير كبير فى تغيير موازين القوى الدولى والاقليمى لصالحها.
ان المستهدف الرئيسى من هذه الحرب هو الانسان السودانى المتطلع للتغيير،وطريقه الذى اختطه بالسلمية فى تنفيذ ثورته،والمستهدفة الثورة التى حاول تحالف الكيزان وتوابعهم من النفعيين والانتهازيين واصحاب المصالح الاقتصادية والسلطوية قطع الطريق امامها بدءاً من فض الاعتصام الذى تاتى ذكراه الخامسة ضمن توقيت كتابة هذا المقال ،مرورا بالانقلاب الفاشل 21اكتوبر2021 والحرب المستمرة الآن كحلقة اخيرة ضمن مخطط شرير تستهدف العودة بحلقات التاريخ للوراء.وبالوعى بطبيعة المخطط والعقلية التى تديره وهزيمة نواياها ينتصر الشعب وثورته بالتنادى لبناء جبهة شعبية واسعة لوقف الحرب واستعادة الانتقال المدنى الديمقراطى، وابعاد العسكر واطراف الحرب فى معادلة الحكم وتحديد مصائر البلاد.