
حط رحال توت قلواك مستشار رئيس حكومة الجنوب بمدينة بورتسودان بعد طول غياب ما يربو عن العام حتى كاد السودانيين ان ينسوا هذه الشخصية التى اعتادوا على رؤيتها أسبوعيا بمطار الخرطوم فكل شأن الجنوب صغيرا ام كبيرا مع السودان كان بيد توت قلواك يديره ويوزع الأدوار كيفما يشاء وكان توت يجد الاحترام والتقدير من عامة الناس فى شارع الخرطوم ويتزاحم أصدقائه لزيارته بفندق السلام روتانا حيث كان يقيم ويتحرك توت بأريحية وطمأنينة داخل أحياء الخرطوم متفقدا اهله واصدقائه .
ولكن توت فى زيارته الأخيرة من بعد طول غياب للسودان يبدو غريبا وباهتا لم يتميز بحيويته المعهودة ولا بحضوره الطاغى فى أجهزة الإعلام هذا ببساطة لان الناس فى السودان ياخذون على توت دون غيره المواقف العدائية لقبائل جنوبية تجاه الحرب فى السودان يتهمون النوير بكل صراحة وهى القبيلة التى ينحدر منها توت قلواك بمساعدة مليشيا حميدتى والقتال إلى جانبها.
نعم قاتل النوير دون غيرهم سوى ان كانوا فى الحكومة او المعارضة خلف المليشيا وكانوا وراء اروح عديدة زهقت بسبب الضرب العشوائي بالمدافع على أحياء ام درمان ونهب المنازل والمحلات العامة كل هذا وقد كان الإعلام السودانى يتحدث عن مشاركة جنوبيين فى الحرب وتوت وغيره يلوذون بالصمت لم نسمع منهم تعليق أو إدانة او نفى فهل فى ظل كل هذا التوتر نصدق ان توت جاء للخرطوم ليبحث استئناف تصدير النفط وهل كل المشاعر والعلاقات بين الشعبين انتهت لمجرد حصر التفكير فقط فى تحقيق المنافع والمصالح المادية والاهتمام بخطوط النفط والتفاكر على كيفية إصلاحها اكثر من الاهتمام بالإنسان. اعتقد ان حكومة الجنوب تكون قد وقعت فى خطأ كبير لو انها تعاملت مع حرب السودان من زاوية النفط فقط وليس هناك من شخص يقتنع اليوم بان زيارة توت كانت من أجل النفط فقط بل قناعتى وقناعة غير ان المستشار يبحث عن شئ اخر يبحث عن مصالحة مغلفة بورقة النفط يريد أن يقول ويقول ولكن وقت القول لم يأتى بعد يا سعادة المستشار وما بين ليالى الخرطوم وبورتسودان يختلف الطقس و مياه كثيرة جرت تحت الجسر
لم يعجبني تصريح توت حول الزيارة فقد جاء خاليا من اى مشاعر تعاطف مع أهل السودان فى محنتهم وهو شعور سنبرره لو جاء من اى زعيم جنوب اخر غير توت لكونه الزعيم الاقرب بوجدانه لأهل السودان وسنعود