راي

علي النعيم ابوهاله يكتب …(مدني الجديدة) (3) _ (وزارة التعليم والتأهيل التربوي) _ بعانخي برس 

بعانخي برس

 

 

 

(وزارة التعليم والتأهيل التربوي)

يقول الإمام علي بن ابي طالب (كرم الله وجه):- (نقل الصخور عن موضعها أسهل من تفهيم من لا يفهم)
ربما أجد نفسي في راحة وحل في الحديث عن (فشل) تجربة مرحلة الأساس ام (تمانية سنوات) ويعود ذلك للقرار المتأخر من قبل وزارة التربية والتعليم الاتحادية بالعودة للنظام السابق (إبتدائي،متوسط،ثانوي) . . .بنظام (ستة، ثلاثة،ثلاثة) .والمؤسف حقا أن القرار رجع و وجود أن ليس هناك (مواعين أكاديمية) من فصول ومدارس علي ارض الواقع ،حيث تم تحويل جلها لاغراض لا علاقة لها ب(التربية ولا بالتعليم) . وهنا تكمن صعوبة عودة المرحلة المتوسطة مبدئيا .

التعليم في بلادي (وبكل أسف) كان ومازال من الاولويات (الصغري) حيث لا تجد إهتمام من الدولة والولاية بالمنظومة التعليمية بداءً من تدهور وتدمير البنية التحتية للتعليم من فصول وإجلاس وكتاب مدرسي ومعينات أخري، بل تم تجاهل العنصر الاساسي في العملية التعلمية الا وهي (المعلم) فغاب عنه التأهيل والتدريب والترغيب، بل تم تحويل العملية التعلمية كلها لجو طارد للتوظيف والرغبة في العمل في هذا المجال،ولضرورة وسد العجز أصبحت مهنة نسوية بحتة (مع كل الاحترام والتقدير لمعلمات بلادي) . . .فالمعلم لوقت قريب كان هو نجم الشباك في المجتمع وبين الناس وكان لحنا عذبا لغناء البنات والحكامات قبل ان يجور عليه الزمان .

الدولة والولاية جعلت المعلم مستهلك ومشتت الفكر ومنفطر الفؤاد بين الحصة الحكومية وحصص المدارس الخاصة والدروس الخصوصية (إسم الدلع لحصص البيوت) . . .ولا نستطيع أن نلوم المعلم الذي أصبح راتبه لا يتعدي مصروفات الاسبوع الاول من الشهر بين(الايجار،المواصلات،العلاج،المعيشة والكهرباء). . .لذلك أري ان الرؤية ل(مدني الجديدة) في مجال التعليم هي إعادة ترتيب الوزارة بداءً من الاسم والواجبات والمهام، نحتاج وزارة تهتم بالتلميذ والمعلم معا، بداءً من تغير الاسم لتصبح وزارة ل (التعليم والتأهيل) .التعليم للاهتمام بالتلميذ ومستلزماته ومعيناته من إجلاس وكتاب وفصول ، و التأهيل للمعلم . وهي فكرة ليست بجديدة بل هي إحياء لفكرة كليات ومعاهد التأهيل التربوي ، وومدني كانت بها أكبر كلية لتأهيل المعلمات علي مستوي السودان لذلك يجب إعادة مبانيها والتي آلت دون (وجه حق) لكلية القرآن الكريم وعودة مدارس التمرين التي كان يتدرب فيها المعلمات . . .وهناك من التربويين المتخصصين الذين يمكنهم إعداد البرامج التأهلية لإعداد معلمين مؤهلين (تربويا ومهنيا) . وأيضا تخصيص مدرسة حنتوب الثانوية وتحويلها لكلية معلمين متخصصة علي قرار معهد بخت الرضا الشهير (عليه رحمة الله) . . .بذلك نكون قد جعلنا للوزارة شقين من المهام، تعليم ومتعلقه بالطالب والدرس، وتأهيل متعلق بالمعلم .

قد يتبادر للذهن سؤال عن أن وزارة التربية والتعليم هي وزارة اتحادية وهنا اقول أن الوزارة الاتحادية لا علاقة لنا بها الا في أمتحانات (الشهادة السودانية) فقط .فحتي المنح والدعم المالي الذي كان يأتي في زمان سابق إنقطع ولم يعد واقعا ملموسا. فبمثل ماتعمل الوزارات الولائية الاخري بنظام ولائي نعمل علي فصل (وزارتنا الجديدة) عن المركز ، علي ان تظل الوشائج المتعلقة بالشهادة السودانية واجراءاتها محل تقدير واحترام وتبعية كاملة .فالمركز لا يعين المعلم ولا يتدخل في نقله أو ترقيته او تأهيله فلماذا مركزية الوزارة . ثم يكلف الوزير الجديد(وزير التربية والتأهيل التربوي لولاية الجزيرة) بأهم ملف ألا وهو المشروعات الانتاجية لدعم المعلم . تاتي هذه المشروعات في شكل مؤسسات صناعية صغيرة تختص بانتاج مستلزمات المعلم (زيوت،صابون،ملابس،لحوم وألبان،دواجن) وهي مصانع لا تكلف كثيرا تأسيسا وفكرةً . . .وعلي مايستقطع من المعلمين وماتملكه نقابات المعلمين من عقارات ومباني وغيره تسهم في ان تكون راس مال لتلك المصانع المقترحة،كما ان الدولة تساهم بإعفاء رسوم الانتاج والجمارك حتي تصل منتجات تلك المؤسسات الانتاجية للمعلم بمبلغ زهيد ، وأيلولة المطبعة الحكومية للوزارة كمشروع استثماري لانتاج الكتاب والكراس وطباعة الامتحانات واي مهام تسويقية اخري .

حينئذ نكون قد قللنا الجهد الذهني الذي يستهلك المعلم وهو يبحث عن قوت يومه ونفرغه للعملية التعلمية كاملا،ثم نبحث عن اجراءات جديدة متعلقة بالمرتبات والعلاوات والترقيات وان نجعل وظيفة (المعلم) وظيفة جاذبة نبحث فيها عن الراغب والمؤهل والذي يستحق ان نعينه معلما . . . ربما لا يصدق القارئ الكريم أن ولاية الجزيرة مهد التعليم وأم المعرفة بها مدارس في بعض محلياتها بها معلمين اثنين او ثلاثة لمدرسة كاملة . . .وهناك مدارس جففت لعدم وجود معلمين، والسبب أن المعلم ولظروف الحياة الذي سبق ذكرها يرفض النقل او العمل في تلك المدارس والمناطق . . .كان المعلم لوقت قريب ينقل للولايات الغربية والولايات الشرقية والجنوبية والشمالية فتجده حامدا شاكرا منفذا للنقل مع اسرته وابناءه .

لن نحقق آمالنا إلا بقوة القرار والنظر للمستقبل . . .والسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى