بلا شك أن لمركز القرار أحقية إتخاذ مايراه مناسباً،، ولا يهم هنا الجغرافية المكانية التي يصدر منها القرار، ان كان في الخرطوم، البحر الأحمر أو حتى الجزيرة؛ بقدر ما الأهمية تكمن في الفترة الزمنية التي يستصدر فيها القرار،، وكلنا يقين بأن لكل حدث مكاني حديث زماني يلازمه!!
لانود القول بأن السيادة السودانية اجحفت بقررها في إعفاء والي الجزيرة العاقب، فبهذا نكون قد جعلنا من الرجل قُداساً، وهو بشر كان يمشي بيننا دون تيه، والكل شواهد، لولا برمائية البعض..
نعم هناك من زايد وامتدح الرجل بعطاء ودون عطاء،، وحتماً أولئك سيفعلون مع الجديد، صنيعهم مع سابقه،، والجميع يعلم تعدد آلهة المصالح عندهم!!!
كتبنا كثيراً وكثيراً في مواجهة العاقب وحكومته التي كانت ، بغية الإصلاح والتقويم، وحتماً سنكتب في القادم ذماً كان أو مدحاً، فلا ارتزاق في مٍداد كلماتنا بكل تأكيد، ولكنها قضايا وطنية نتوافق عليها، أو نختلف…
هناك مثل انجليزي شائع يقول (ان تُقدم وردة للشخص وهو على قيد الحياة، خيراً من أن تضع بستاناً من الورود على قبره) ، لم تقتدي أحرف كلماتنا سابقاً بهذا المثل، إذ ان ورودنا كانت حضوراً في محافل الاستحقاق الوطني، وكذلك عتابنا الأليم كان حضوراً عند الاخفاق…
سأتحدث في بضع كلمات أجعلها تجلية لجوانب الرجل الإيجابية، وذلك ليس من باب الاقتداء بالمثل الانجليزي سابق الذكر، أو حتى محاولة لذكر محاسن الموتى،، فالرجل مازال على قيد الحياة، وربما في تمام التعافي الذهني، وحرية التصرف، ولكن من دواعي لفت الإنتباه للقادم ، وتحديد بعض ملامح الطريق، علها تُعينه…
العاقب كان رجل ذو إذن صاغية، يتمتع بمرونة اسفنجية، وسعة صدر، بالإضافة إلى ترابطه الإجتماعي الجيد مع العديد من فئات أهل الجزيرة…
ماسبق ذكرها ليست بكلمات إطراء بالرغم من أن ظاهرها يوحي بذلك، ولكنها صفات قيادية مكنت الرجل من التعامل مع العديد من ملفات الولاية المعقدة للغاية،، وهي بالتأكيد فروع من الحكمة التي يجب توفرها بشدة في شخصية القادم إلى دفة قيادة العمل التنفيذي بالجزيرة…
نعم، وبكل تأكيد لم يترك العاقب كرسي قيادة الجزيرة مرصع بالجواهر وممهد بالحرير وريش النعام، كما يُعتقد او يصوره أصحاب الأجندة من أصدقاء حكومة العاقب بالأمس، الباحثين عن سبل الصداقة مع حكومة الطاهر القادم،، و أراهم قد بدأوا في نظم القوافي والاشعار مستعينين فقط بإحدى صور الرجل التي جادت بها الميديا…
قرار إعفاء الوالي السابق جاء فوجد الرجل يتصبب عرقاً من الإجهاد، وهو متوسطاً قضايا حتمية وتحديات جسام تواجه الجزيرة وانسانها،، واظن الرجل ولو بعد حين استطاع التعرف على بواطن الأمور، ولكن جاءت أقدار قرارات السيادي لتجعل الرجل ينهض من على كرسي قيادة الجزيرة المنصوب فوق صفيح تحته لهيب،، وقد أطلق من بين أصابعه كل تلك الملفات الشائكة!!
بالتأكيد لم نكتب من اجل التخويف أو تمني الفشل للقادم، ونحن لا نعرف عنه الكثير كما لم نكن نعرف عن العاقب سوى أنه ضابطاً ادارياً درجته مسببات الخدمة المدنية،، واظن أن الأمر مماثل لخلفه، ولكن لابد لنا من توفير بعض الانارة، إذ ان معرفة دهاليز الجزيرة في حاجة إلى مساحات ومساحات زمنية،، ولا نعلم ان كان لنا من الوقت ما يكفي!!
أم سنظل فئران تجارب، ليمارس قيادات البلاد التشريح، كما يًفعل بالجسد المُباح….