راي

ادم ادم ايساي يكتب ..البرهان في بورتسودان الخيارات الصعبة  ✍ آدم آدم إساي

بعانخي برس

 

 

 

 

 

البرهان في بورتسودان

الخيارات الصعبة

✍ آدم آدم إسا

قبل أن تحط طائرة البرهان
مدرج مطار بورتسودان حطت قبلها تكهنات شتى أبرزها أنه سوف يصدر قرارات مهمة ، اهمها إعلان مدينة بورتسودان الواقعة على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان عاصمة إدارية و مركز صناعة القرار ، هذه الخطوة _ طور التكهنات _ إذا تمت تعتبر مغامرة عبثية ، لا تقل خطورة عن مغامرة خوض الحرب المجنونة في 15/ أبريل الماضي ، هي خطوة بمثابة قفزة في جب الظلام ، معلومة النتائج و مكشوفة المالٱت ، فهي ستزيد من تعقيد الأزمة بالإضافة لأنها تعتبر غير ذات جدوى نسبة لوجود حكومة الأمر الواقع فعليا منذ إنقلاب 25 أكتوبر 2021م التي أصبحت بعد إندلاع حرب ، حكومة عاجزة غير ناجزة

 

، بالإضافة لذلك فإن تحويل العاصمة لمدينة بورتسودان يعتبر إنقسام للدولة السودانية و إقرار بالهزيمة داخل الخرطوم و ترك الجمال بما حمل لقوات الدعم
السريع ، التي قد تعلن حكومتها من داخل الخرطوم ، هذه النقطة أثارت مخاوف جهة عديدة ، على رأسها قوى الحرية و التغيير المركزي الذي عبر عن مخاوفه صراحة كخطوة إستباقية أراد بها درء شرور تمزيق السودان .

 

لا جدال حول كارثية خطوة أعلان عاصمة بديلة في بورتسودان الأمر الذي يتمناه الفلول الذين يتخندقون الأن في شرق السودان و يديرون مخططهم الشيطاني ، لكن كل التجارب التي تمت من حولنا برهنت فشل مثل هذا التوجه ، لو نظرنا للتجربة الليبية نجد فشل وجود حكومتين؛ في طرابلس و بنغازي ، كذلك في اليمن التي توجد فيه حكومتين متحاربتين ، إحداهما في صنعاء بقيادة الحوثيين ، أخرى خارج اليمن في الرياض بالمملكة العربية السعودية تحت قيادة عبد ربه منصور و التي عادت و استقرت في مدينة عدن ، لكن رغم ذلك لم تحقق اي نتائج على الأرض ، و مازالت الأزمة في اليمن تراوح مكانها كذلك الحال بالنسبة للبنان الذي عاش حالة تمزق سياسي و إجتماعي مسنود على الطائفية ، التي تم على اساسها تقسيم العاصمة بيروت إلى مناطق نفوذ بين المليشيات المتقاتلة ، لم يخرج لبنان من هذه الكارثة الماحقة إلا عبر إتفاق الطائف بالمملكة العربية السعودية في العام 1991م ،

 

الأن اعتقد جازما أن لا مخرج من الخروج من مأزق الحرب العبثية إلا عبر طاولة التفاوض و توحيد كل المبادرات و الجهود في المبادرة الأمريكية السعودية ، لأن الاوضاع الإنسانية و التشظي المجتمعي باتت تعصف بالدولة السودانية ، و لا طرف يستطيع إخضاع بقية الأطراف تحت اجندته .
هناك حقيقة يجب أن يستوعبها الجميع خاصة دعاة الحرب ، مفادها أن خروج البرهان من داخل قيادة الجيش لن يعتبر نصرا بالتالي لن يوقف الحرب ، لأن المعارك مازالت مستمرة داخل العاصمة بل أصبحت اشد ضراوة ، بالإضافة لتمدد جغرافيا المعارك داخل ولاية شمال كردفان و إقليم دارفور ، و لو استمرت على هذه الوتيرة ربما تصل ألسنة حريقها إلى الولايات المتاخمة لولاية الخرطوم و قد تذهب إلى ابعد من ذلك فتصل لمدينة بورتسودان نفسها

لذلك المطلوب من البرهان التعامل بواقعية و مواجهة المشكلة كقائد لجيش يدرك حساسية المرحلة الحالية و الكارثة التي تنتظر الجميع في المستقبل في حال إستمرار الحرب ، أنه الإمام خيارات صعبة و فرصة جهنمية_ حسب تعبير الأستاذ ياسر عرمان _ بعد خروجه من دائرة الفلول الشيطانية و التحرك في فضاء الوطن الشاسع , كما أن خروجه من داخل قيادة لقى ترحيب من القوى السياسية الساعية لتحول الديمقراطي و هي إشارة إيحابية يجب أن يبني عليها

خلاصة القول أن زيارة البرهان لبورتسودان تعتبر أنبوبة إختبار للمرحلة القادمة ، إما يعود إلى حضن الفلول و منه يواصل الحرب العبثية ، أو يفتح باب جديد و يطوي فترة الحرب و يقود بنفسه مفاوضات جادة تخرج السودان من أتون الجحيم و يعود للمسار الحل السياسي ، الأمر الذي يطلبه الشعب السوداني ، الذي بات يريد ٱنهى الحرب بأي ثمن لتعود الاوضاع إلى طبيعتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى