
كان يوم من ايام شهر يونيو. القائظ طقسه وكنت وقتها. وضمن مجموعه كبيره لملغايه من الزملاء والزميلات بحوشي الاذاعه والتلفزيون نفترش الارض ناحية مكتب تابع للهيئه خارج اسوارها. ننتظر مكافأة. قيل لنا. صدقت من قبل مدير عام الهيئه انذاك د. امين حسن عمر وكان ذلك بعد طردتنا من الخدمه بالجهازين بحجه الغاء الوظائف حيث هناك قانونا جديدا للهيئه لا يستوعبنا !! هكذا كانت حجه اولي الامر في ذياك الزمان تبريرا. لجريمه. مجزره بحق. في من اعطوا وقدموا وبذلوا نضارة العمر ابداعا وتفانيا وخدمه للسودان العظيم..كنا جميعا نجلس وكان طيور العالم كله تحط فوق رؤوسنا !! ولسان الحال يقول. ما هي جريرتنا. وماهو جرمنا الذي ارتكبناه بل ماهو ذاك الذنب العظيم الذي بموجبه. القي بنا وبتاريخنا الابداعي والاعلامي كله على قارعة الطريق ؟!! ..كنت مثلهم. افترش الارض ( في جلسه القرفصاء )! واصبعي علي. الرمل امامي. يكتب اللا شيئ !!واحدق ببصري نحو المبني العظيم الذي عشقناه جميعا نحن الذين منعنا من دخوله. في تلك الايام السوداء وبقينا خارج اسواره !! نعم احدق فيه ويطوف خيالي بجلوسي مع زملائي في مكتب المذيعين وقسم الاخبار وانا اهم بمراجعه نشره التاسعه مساء مع زملائي الفاتح الصباغ…. عمر الجزلي.. عبد الرحمن فؤاد.. عوض ابراهيم عوض. واخرين..! هرب مني طيف خيالي لاعود عقلا وجسدا ومعنويات. صفريه. علي. صوت هادئي يكلمني ! رفعت بصري لاستبين. من صاحب هذا الصوت الحنين وهادئي فاذا به. اخي العزيز الصحافي النابهه والمدير العام لفضائيه الخرطوم. الاستاذ الفخيم. عابد سيد احمد !يا الله !
نعم. هو عابد. الرجل الفنان ومبدع وانسان والصحافي الذي زاع صيته فملا الدنيا وشغل الناس عابد سيد احمد صديق واخ وحبيب لكل من عرفه رجل رقيق القلب لطيف وجميل التعامل مع الاخرين فناان. ومبدع وخلاق كيف لا وقد صنع من تلفزيون الخرطوم الذي كان وقتها ارضي البث فقط لا يشاهد حتي خارج حدود ولايه الخرطوم. ومن العدم بلا ميزانيات لصناعه فضائيه ( كلنا نعرف ونعلم. كم من الاموال الباهظه تكلف تلك الصناعه )!! بمزانيه التلفزيون الشحيحه للغايه في ذلك الزمان استطاع. الاستاذ عابد ان يصنع بدلا عنه فضائيه الخرطوم التي ارسالها غطي كل ولايات السودان وخارطه برامجها. القويه والهادفه جعلت منه المنافس الاخطر لتلفزيون السودان. فقد.حق عليه المثل القائل ( صنع من فسيخ الامكانات الهزيله. شربات فرح ) هادف ومثمر ! استقطب عابد وقتها لفضائيته كوادر مؤهله هكذا. يصنع الرجال النجاح
…. قال لي عابد وهو واقف امامي في تلك اللحظات كلاما كثيرا جله مواساة لي ولزملائي. وتخفيفا لنا. عما اصابنا و. كلام. كثر. مفاده. … سيدتي. اريدك معي. في فضائيه الخرطوم. عقد عابد اجتماعا دعي فيه. مديري الادارات بالفضائيه في جلسه رحب فيها. بي والمخرج الكبير بدر الدين حسني والمخرج الرائع عصام الدين الصائغ. وبشر الجميع بان الهرم الاعلامي الكبير د. عمر الجزلي سينضم الي طاقم فضائيه الخرطوم كان الترحيب بنا من قبل العاملين رائعا وجميلا. وكان ان قدمنا اجمل ماعندنا. من برامج ومشاركات في تقديم نشرات الاخبار و كان لبرامج الجزلي نصيبا هائلا في ازدياد متابعي القناه ومشاهديها بالداخل والخارج ( الله يديك العافيه حبيبنا الجزلي )!.سار عابد بفضائيته التي صنعها بنفسه من نجاح الي اخر وعمرت استوديوهاتها بالاكفاء والمبدعين من كل انحاء السودان خليه نحل تبدأ من بذوغ شمس اليوم وحتي فجر اليوم التالي وهكذا…( اذكر انه ذات صباح اذا بنا جميعا. وعابد معنا نفاجأ بالمجلس التشريعي لحكومه ولايه الخرطوم بكامل هيئته يزور القناه. ويطلبنا كي يتحقق هل نحن نعمل بالفضائيه ؟ ام هي برامج مسجله. استلفت من القومي!! ( هكذا كان حديثهم لي وللصائغ والعظيم الجزلي. واخرين )!! اي تقدير هذا واي اعتراف بنا ك فنانيين ومبدعين. من اعلي جهه تشريعيه بولايه الخرطوم بل اي وسام نجاح عظيم يعلق علي صدر الاستاذ عابد سيد احمد. صانع الجمال والعارف باقدار الفن والفنانيين !
سقت اليك عزيزي القارئي كل هذه المقدمه الطويله لتتحسر معي علي اهمال جهازنا التنفيذي الحالي لكادر كبير و( شاطر ) وخلاق ومبدع مثل الاستاذ عابد سيد احمد. هل تعلمون انه الي الان وهو مازال في سلك الخدمه المدنيه. رجل بلا مهام ؟ الاستاذ عابد سيد احمد اسم في حياتنا جميعا. اعلامي فذ وصحافي نابهه ورجل دوله خدم الوطن والمهنه وحالفه الحظ من نجاح الي نجاح في كل مرفق تولي ادارته .فيا. عزيزي الاستاذ خالد الاعيسر ماهكذا يكون رد الجميل لرمز من رموزنا. الابداعيه والاعلاميه . وياسعاده. رئيس الوزراء. د. كامل ادريس. امثال الاستاذ الكبير عابد سيد احمد قلائل جدا والبلد في حوجه شديده لهم. فهل لبيتم النداء واستجبتم لنا
حرام والف حرام ان يظلم عابد وهو في قمة عطائه !!!..
يسريه محمد الحسن
صحيفه اخبار اليوم
الخرطوم..