راي

العزف على الأوتار ــ يس الباقر ــ هل يفعلها كامل إدريس في زيارته غدا لمشروع الجزيرة؟ ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

تعود المسؤولين وبعض محافظي المشروع السابقين وممثلي المزارعيين عند زيارة كبار المسؤولين بالدولة بأن يضعوا لهم برنامجنا مزينا ومزخرفا محاك بأكاليل الورود والزهور المغشوسة والتي تخلوا من الأمانة والنزاهة.
فغير صادق من يجزم بأن مشروع الجزيرة بعافية مكتملة فهو قد ظل يعاني لأكثر من ثلاثة عقود عجلت بتسارع ألامه المرضية التي شلت من مقدراته كمشروع زراعي داعم للإقتصاد إلى مشروع كسيح يتكئ على عصي معوجة.
والمعضلات التي ظل يعاني منها المشروع لاتخفي على أهل المشروع والجزيرة وجميعها ترتبط إرتباطا وثيقا بسياسة الحكومة والمؤسسات التي تتبع لها وأول مشكلة واجهت المزارعين وبدأت تظهر للعلن في العام ١٩٩٢م هي مشكلة الري ثم بعد ذلك توسعت رقعة العطش وخاصة بأقسام الوسط والمسلمية حتي باتت بعض المناطق تعرف تاريخيا بأنها مناطق تعاني من مشاكل رياضية مزمنة فكان هذا إما بالإهمال من القائمين بأمر الري وتركهم الحبل للمزارعين يتجابدونه أو لضعف تمويل الدولة لعمليات الري وهو على قلته لم يتم توظيفه التوظيف الأمثل حسب الأولويات وإختناقات الري أضف إلى ذلك عدم ضبط إدارات المشروع للمساحات المحددة بل ويتباهي أهل المشروع مع الري أحيانا كثيرة بزراعة مساحات شاسعة أحيانا كثيرة تتجاوز قدرة وزارة الري على ريهام.
بالإضافة لإلقاء السياسات السابقة بظلال كثيفة على واقع المزارعيين وبالتالي وقع الوطن المأزوم بخروج السودان من السوق العالمي للقطن وأضحي هذا المحصول الذي كانت تعتمد عليه الدولة في إقتصادها مصدرا للرأسمالية الجدد والشركات الصينية والسورية وخلافها وأضحت لاتدخل عملتها الصعبة خزينة بنك السودان وإنما تذهب لشركات وأفراد.
بينما لاتقل المدخلات أهمية عن المدخلين السابقين فإن وضع البنك الزراعي كسمسار ربحي يتحكم في أسعار المدخلات الزراعية فاقم من أسعارها أضعاف أضعاف على المزارعيين بعد أن كان المشروع يستورد المدخلات الزراعية له ولبقية المشاريع المروية وتأتي للمزارعيين بأسعار رمزية.
غدا الإثنين نحن في ولاية الجزيرة موعودون بزيارة رئيس الوزراء وأمامه الكثير من القضايا المزمنة والحالية معظمها تجاوزتها دروب المسؤولين السابقين.
فهل يفعها كامل إدريس ويسلك طريقا أخر يقف عبره على مشاكل المزارعيين الحقيقية وينأي عن الطرق السالكة التي يرسمها له مسؤلي المشروع والري نتمني أن يخصص بعضا منها لمناطق المعأناة حتي يقف ميدانيا على المشاكل ووضع حلول لها؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى