
في قلب الصحراء الكبري وبعد ان تجاوزنا وادي هور أتجاها شمال غرب لا شئ من امامنا ومن تحتنا من غير رمال الصحراء ومن فوقنا سماء صافية وشمس حارة نهارا وليل بارد.. قال صديقي عمر شنو رايك انا حا اكورك بطول حسي اشوف البحصل شنو في الصحراء دي الما عايزة تكمل. لينا اسبوع ونحنا ماشين.. قلت ليهو كورك سااااكت، وكورك لي بكرة البسمعك منو ونشوف الراخي اضانوا ليك اضانوا منو…
قال لي هاك دي.. زولنا كورك.. وكورك.. من غير الصدي الراجع مافي حاجة.. وجع حلق.. وخم نفسوا سااااكت…
..ودا الحاصل والان.. مشروع الجزيرة والصراخ في واد الصمت.. كم من صرخة وكم.. وكم.. فهو وادي الصمت، ليس من احد يجيب النداء ، جلوس علي كرسي السلطة وزراء.. محافظين.. اتحادات ونقابات اكلوا وشربوا ثم ترجلوا ورحلوا بعيدا فلم يتركوا اثرا لذكري ليشار اليها…
مشروع الجزيرة المفتري عليه.. الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية للاقتصاد السوداني، حيث يساهم بشكل كبير في انتاج العديد من المحاصيل الاقتصادية.. القمح والقطن والفول السوداني، وهو لاعب اساسي وله دورًا مهمًا في تحقيق الأمن الغذائي في السودان غير انه تعرض لتدهور كبير في السنوات الأخيرة، مما أثر على إنتاجيته واقتصاد البلاد.
فهو يحتاج الان لقرارات صارمة وشجاعة لنهوض به وعلاجه من كبوته فهو الحل الأمثل لتحسين الاقتصاد السوداني، حيث يمكن أن يزيد من إنتاجية المشروع ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي.
انها الحقيقة التي لا يمكن انكرها فزيارة اغلب المسئولين للمشروع لا وجود لها من غير الوعود الذي لا تنفذ، بل هي عبأءا علي الولاية وادارة المشروع فعلي الحكومة ان تعلم جيدا لا خروج لها من المشكل الاقتصادي الا بالاهتمام بمشروع الجزيرة الذي تتجاوز مساحته (٢.٢)مليون فدان،
فصراخ المزارعين يعبر عن خطورة الوضع الذي يجب تداركة من حيث تقديم ما يمكنه تقديمه لانقاذ العروة الصيفية وما بعدها من مواسم زراعية، وان كانت المعطلة التي تقف من امام ارتفاع حصيلة الانتاج في المشروع هي القوانين التي تداخل اضافة لتقليدية الزراعة والتقاطعات مابين ادارة المشروع وادارة الري في الوقت الذي كلاهما يلعب دورا مختلف اساسي و متكامل لدعم الإنتاج و الإنتاجية لمساعدة المزارع صاحب المصلحة الحقيقي.
فزيارات المسئولين في كل الفترات السابقة لم تقدم شيئا. واخيرا جاءت زيارة د. سلمي عبدالجبار التي طافت علي كثير من الادارات غير انها لم تجد دقيقة واحدة لتقف من امام بوابة الرى لتسأل. مالكم ومشكلتكم شنو.. اذ اغلب الشكاوي علي بريد الري الذي يحتاج لموارد مالية ضخمة حتي ينجز اعماله.
فمن المتوقع زيارة د. كامل ادريس رئيس مجلس الوزراء لمشروع الجزيرة قريبا فسيكون السؤال هل لديه الحلول لمشكلة مياه ري المشروع بيده ام ستكون زيارتة لامانة حكومة الولاية وادارة مشروع الجزيرة كما فعلت د. سلمي.. فتلك لم تخرج بحلول وقتية بل اظنها للمعرفة والتعارف فقط.. ويكون “ابزيد لا غزا ولا شاف الغزو”
(خمة نفس)
احيانا دائما ما تكون التقاطعات والتدخلات والترضيات خصما علي قرار قد اتخذ، يعني قراركم (بلوا واشربوا مويتوا) فيجب علي متخذ القرار الا يلتفت للخلف ينفذ وهنالك تدرج للشكاوي.





