
*شاهيناز القرشي*
سر نجاح الضربات الإسرائيلية كان في العمل المخابراتي الذي سبق الضربة، حيث عملت إسرائيل على تحديد المواقع العسكرية ومواقع الشخصيات المستهدفة، وكذلك هربت الأسلحة والمسيرات إلى داخل إيران، بالإضافة إلى تجنيد عملاء للموساد. فهل تمتلك إيران معلومات بنفس الجودة تمكنها من تنفيذ ضربات بنفس التأثير؟
وفي اعتقادي، الحرب على إيران بدأت باغتيال حسن نصر الله في عملية أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “النظام الجديد”. وهذا ليس اسمًا اعتباطيًا ولا مصادفة، هذه خطوة ضمن تغيير الشرق الأوسط الذي يتبع التغيير العالمي. سبقت عملية اغتيال حسن نصر الله عملية اغتيال إسماعيل هنية وعدد من قيادات حماس وحزب الله. ويبدو أن عملية اغتيال إسماعيل هنية كانت أول اختبار إسرائيلي للاختراق الذي قامت به الموساد في إيران.
تم تقليم أظافر إيران في اليمن ولبنان وسوريا بالقضاء على نظام الأسد واستبداله بأحمد الشرع، الرجل الذي قابل ترامب وحاز على الموافقة. اكتمل المسرح بزراعة العملاء داخل إيران والسيطرة على شبكتها الداخلية. وحتى المفاوضات ما هي إلا قطعة في اللعبة، إذا لم تستجب إيران للطلبات الأمريكية بالتفاوض ستخضع بالحرب.
ونحن الآن نشاهد الفصل الثاني الذي تم فيه استدراج إيران لدخول المعركة وضرب إسرائيل انتقامًا. ولا أعتقد أن إسرائيل ستتوقف مهما عملت إيران ومهما استنكر العالم، بل ستواصل في ضرباتها المرتبة المجهزة المحددة الأهداف، لتضعف إيران ما استطاعت لذلك سبيلًا، وبالتاكيد إيران ايضًا ستواصل في ضرب العمق الإسرائيلي هنا سنرى الفصل الأخير الذي ستتدخل فيه أمريكا بحجة الدفاع عن إسرائيل لتدمر ما تبقى من منشآت نووية وعسكرية واغتيالات ربما تكون صادمة للداخل الإيراني.
نحن نرى حربًا غير تقليدية ومهمة جدًا للنظام العالمي الجديد (اسم عملية اغتيال حسن نصر الله) فيه شرق أوسط مسالم وغير معادٍ لإسرائيل، وأنظمة جاهزة للتطبيع وفتح السفارات والتعامل مع إسرائيل دون حساسية. في هذه الحالة، إذا تخلت أمريكا عن زعامة العالم أو دخلت زعامات جديدة، لن تتأثر إسرائيل ولن تحتاج للحماية الأمريكية.
إسرائيل التي تحتاج أن تتعامل مع محيطها بشكل طبيعي حتى تستطيع أن تتوسع اقتصاديًا وتقلل الإنفاق العسكري وتحتاج للاستيراد والتصدير من وإلى دول الجوار، يجب أن تعيش في محيط آمن.
مهما كانت التحضيرات الإيرانية لهذه الحرب، فهي لن تواكب التحضيرات الأمريكية الإسرائيلية، وستحدث الكارثة إذا استمرت الضربات الإسرائيلية لدرجة خلخلت القوة الإيرانية وأضعفتها. هنا ستدخل حسابات الربح والخسارة عند الدول الحليفة لإيران على رأسها روسيا التي تم استدراجها لحرب هي الأخرى. والصين ربما تدعم بشكل طفيف ولن تقحم نفسها في حرب مع أمريكا بينما سيتم دعم إسرائيل من قبل إمريكا واوروبا، لن تنفق الصين وروسيا الكثير من الجهد إذا استطاعت إسرائيل إضعاف إيران.
هذه حرب الغرض منها تدجين أو القضاء على النظام الإيراني أو ربما اخراج إيران البلد من المعادلة واشغالها بداخلها الممزق . ستنتهي هذه الحرب إذا وافقت إيران على الشروط الأمريكية، وهنا ستحتفظ أمريكا بإيران كفزاعة للشرق الأوسط، وربما تقود جولات مصالحة بينها وبين إسرائيل. أو ستضحي أمريكا بالفزاعة في حالة تعنت النظام الإيراني وتضمن أمن إسرائيل في النظام العالمي الجديد.