راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر ــ Ghariba2013@gmail.com النهود عصية على الكسر: صمود يزلزل أوهام الدعم السريع ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

في قلب كردفان الشامخ، حيث تنبض الأرض بعزة أهلها، سطرت مدينة النهود فصلاً جديداً في سجل البطولة السودانية. لأكثر من عامين، وقفت هذه المدينة الأبية كالجبل الأشم في وجه عواصف مليشيا الدعم السريع، تلك القوة المارقة التي عاثت في البلاد فساداً بدعم إقليمي ودولي مشبوه. لم تنحنِ النهود، معقل قبيلة دار حمر العريقة، بل أبت الانكسار، وبرهنت للعالم أجمع أن إرادة شعبها وصلابة فرسانها أقوى من كل أسلحة الغدر والعدوان.
إن ما نشهده في النهود ليس مجرد مقاومة عسكرية، بل هو تجسيد حقيقي لروح الوطنية المتأصلة في نفوس أهلها. رجال القبائل الأوفياء، وشبابها الباسل، والقوات المسلحة التي ساندتهم، شكلوا سداً منيعاً في وجه همجية الدعم السريع. لقد دافعوا عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم ببسالة قل نظيرها، مستلهمين إرث أجدادهم الذين لم يعرفوا الهزيمة. تلك المعركة التي خاضوها صباح الخميس، لم تكن أقل شأناً من معركة كرري الخالدة، حيث وقف الأبطال كالأسود الضارية يحمون تراب وطنهم بعزة ووعي.
إن النهود ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل هي رمز لوحدة السودان ودرعه الحصين. سقوطها، لو قدر له أن يحدث، لن يكون نهاية المطاف، بل سيكون شرارة لانتفاضة شعب بأكمله لاستعادة كرامته وتاريخه المسلوب. إن التضحيات الجسام التي قدمها أهل النهود وكردفان عموماً تعكس الإرادة الفولاذية للشعب السوداني، وتؤكد أن روح الفداء من أجل الوطن لا تزال حية وقوية. لن يستطيع أي معتدٍ، مهما بلغت قوته، أن يثني هذه الإرادة الصلبة أو يمزق وحدة هذا الشعب الأبي. فأبطال النهود، وإخوانهم في كل ربوع دارفور والسودان، لا يرضون بديلاً عن النصر، وسيظل صوت الحق يعلو خفاقاً في سماء الوطن.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الفاجعة الأليمة التي حلت بالمدينة باستشهاد ثلة من أبنائها البررة، وعلى رأسهم الشهيد الحاج النو محمد سبت النور، عميد الأسرة. لقد استُشهد هذا البطل وهو يدافع ببسالة عن عرضه وماله في وجه محاولة جبانة لاقتحام منزله من قبل مليشيا الجنجويد. إن تضحية الشهيد النو، وغيره من شهداء النهود وكردفان، هي نبراس يضيء لنا طريق العزة والكرامة، ويحثنا جميعاً على الاقتداء بهم والاستعداد لبذل الغالي والنفيس فداءً للوطن.
إن أمانينا اليوم معلقة بأن ننال شرف الشهادة كما ناله الحاج النو، هذا الرجل الشهم الذي ينتمي إلى منطقة السعاته أبو زرد، تلك البقعة الطاهرة التي قدمت سبعة شهداء في معركة الكرامة. إن تضحيات هؤلاء الأبطال ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ، سيذكرها السودانيون جيلاً بعد جيل كأمثلة خالدة للفخر والمجد.
ختاماً، نقول للدعم السريع ومن يقف خلفه: إن النهود عصية على الكسر، ولن تسقط أبداً. سنحميها بكل ما أوتينا من قوة وإيمان حتى تعود إلى أهلها حرة شامخة موحدة. تقبل الله شهداءنا الأبرار، وشفى جرحانا، وأعاد أسرانا ومفقودينا إلى ديارهم سالمين غانمين. لقد انتصرت النهود بإرادة الله وثبات فرسانها، وستظل رمزاً للصمود والعزة في وجه كل من تسول له نفسه المساس بكرامة هذا الوطن.
بصفتنا أبناء كردفان وإعلامها، نعلن عن تحول جذري في نظرتنا للأحداث الجارية. سنطلق حملة إعلامية شرسة تحت شعار “إلا كردفان”، تستهدف بقوة الطابور الخامس وكل من يقدم الدعم والمساندة للمتمردين. لن نتوانى في فضحهم وكشف مخططاتهم الخبيثة التي تستهدف أمن واستقرار كردفان وأهلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى