راي

*شاهيناز القرشي* تكتب .. *دولة الدعامة* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

*شاهيناز القرشي*

بعين السياسي الذي ينظر للامور بدون مشاعر ، يعني لاغضب لا فرح لا مع لا ضد ماذا ارى؟
عندما تسمح دولة بقيام مؤتمر معلن الاهداف في اراضيها ، وهي تعلم أن هنالك جهات اخرى ضد هذه الاهداف فذلك يعني ضمنياً أنها تتخذ موقف من أثنين الاول أنها محايدة تجاه الطرفين وليس لديها مصلحة مع احدهم، أو هي تدعم الطرف الذي عقد هذا الاجتماع ومستعدة لتحمل كل العواقب التي يتطلبها هذا الدعم ولديها مصلحة في ذلك، وفي الحالة السودانية الجهات التي تتخذ موقف ضد اجتماع نايروبي هي المؤسسة العسكرية الرسمية للدولة ، والتي تسيطر على الحكومة ، بينما الطرف الاخر هو فصيل كان ينتمي للجيش دخل في صراع مسلح مع الجيش يمكنك أن تسميه تمرد ،أو تسميه دفاع عن النفس سمه ما شئت من حيث وقفت، ولكنه في النهاية صراع مسلح، أذن الدولة التي ستدعم أحد الاطرف مباشرةً تحولت للعداء مع الطرف الاخر، واصبحت جزء من الصراع ، و الدعم السريع لايمكن أن يلجأ لنايروبي لاقامة مؤتمره معلن الاهداف مالم يكن قد حاز على الضؤ الاخضر بشكل مسبق، وهنا يجب أن يطرح السؤال الاهم ماذا لو اعلن الدعم السريع دولته هل ستعترف بها كينيا؟ سماحها بقيام المؤتمر على اراضيها يعطي مؤشرات اجابية لهذا القبول .
هنالك مؤشر اخر يمكن قرأته لمعرفة ما إذا كانت هذه الدولة المزمع قيامها ستنال أعتراف ، وهو حضور عدد من الشخصيات السياسية التي غامرت بوزنها السياسي وضحت بانتماءها لاحزابها التي تعتبر ذات وزن حتى وأن كنت تراه ليس ذو قيمة سياسية عندك ولكنهم شاركوا في حكومات سابقة وهم يعبرون عن الطبقة السياسية في السودان ، وفي ظل الانقاذ كل الاحزاب تعرضت للتجريف البشري والاعلامي والمادي واصبح الجميع بوزن الريشة، فمن حيث الوزن السياسي حالهم حال الجميع، وكذلك هذه الشخصيات ضحت بفرصة أن يكونوا جزء من الحكومة التي سيكونها الجيش ويلوح بها ببن الفينة والاخرى، ما اريد أن اقوله ارتماء هذه الشخصيات في حضن ال دقلو واختيارهم لهذا العار الوطني يقول: أن الامر جلل و لن يمر مرور الكرام وأنهم يعلمون بأن هنالك جهات وكيانات ستعترف بهذه الدولة، وستدعمها لسبب او لآخر ولكن تاكدوا مايحدث في نايروبي ليس زوبعة في فنجان، ربما هو ذريعة لتكشف الدول الداعمة للجنجويد عن وجهها الحقيقي ويصبح دعمها علني ومدعوم بعدد من الاعترافات مما يرفع عن كاهلها خطر العقوبات والادانات، وبدلاً عن صراع مسلح بين جيش وفصيله، يصبح صراع بين جيشين، وبدلاً عن البحث عن منصات التفاوض يصبح البحث عن منصات اعتراف بالدولة.
ستتعدد الوسائل من دفع الاموال وبذل المصالح وعقد التحالفات واستغلال الخلافات لايجاد من يعترف بهذه الدولة التي لن تكتفي بغرب السودان لانها تعلم مخاطر أن تكون دولة حبيسة تحيط بها دول حبيسة وليس لها أمل في عقد صلح قريب مع جارتها التي تمتلك منفذ بحري هو الوحيد القادر على دعم اقتصاد دولة الدعم السريع الذي سيبدأ من تحت الصفر ويعتمد على الاستيراد والتصدير في كل شيء ويحتاج لمصادر دخل عالية ليستمر في حربه، وليبسط سيطرته على المناطق التي يجب أن يسيطر وعليها ،ويوفر مقومات حياة في مناطقه.
مايحدث في نايروبي له مابعده مالم يجد في الامور جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى