راي

*شاهيناز القرشي* تكتب ..*خطر الحركة الاسلامية على الحكومة السودانية* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

*شاهيناز القرشي*

عندما وجه البرهان حديثه للحركة الاسلامية كان يعني كل حرف فيه، لأن الخلاف على السلطة لا مجاملة فيه وعندما اشعلت ألحركة الإسلامية الحرب اشعلتها ضد تحالف البرهان وحميدتي الذي كان يسعى لاقتلاعهم وحرمانهم من السلطة بشكل نهائي، و لم تشعلها لمجرد المشاركة في السلطة بل لاستعادتها كاملة، ولتعود كمالك السكين من جديد الذي يقسم الكيكة كما يحب ويشتهي، السكين الآن بيد برهان يقبض عليها بمساعدة الحركات المسلحة التي تريد أن تتحكم و تقسم وتمنح الجميع دور مساعد الحلة، تحلم الحركات المسلحة أن يكونوا كيزان القرن الواحد والعشرين، ولذلك يمكنهم أن يساندوا الكيزان في الحرب لمرحلة معينة ولكنهم لن يسمحوا لهم بالعودة للحكم، يعلم البرهان والحركات أن الكيزان بسيطرتهم السابقة على الحكم صنعوا شبكة واسعة من المستنفعين الذين ترتبط مصالحهم بمساندتهم للكيزان، موظفين وسياسيين بلا تأهيل وفاسدين شكلوا الدولة العميقة في كل السودان، هذه الشبكة ستنهض وتعود للواجهة بمجرد عودتهم وتساعدهم على السيطرة مما يضع كل من يشاركهم على الهامش ولن يمتلك سلطة حقيقية داخل المؤسسة ولا داخل الاقليم ولا داخل السودان، سيكون مجرد واجهة وكل من حوله يدينون بالولاء لغيره، ما يجمع البرهان والحركات هو علمهم أن الكيزان سيعاملونهم كخرقة استخدمت لغرض ويضعونها جانباً لوقت حوجة، ولكن لن يمنحونهم السكين ولن يقبل الكيزان بنصيبهم مثلهم مثل القوى السياسية الاخرى، وهذا ما قاله البرهان نصاً وقدم مساومة للحرية والتغيير بان يرفع عنهم اتهاماته بمساندة الدعم السريع في مقابل الابتعاد عن الحكم في الفترة التي اسماها بالتأسيسية وتعقبها الانتقالية، ونفس المساومة للكيزان في مقابل التجاوز عن محاسبتهم واقصائهم سياسياً .
والسؤال هو هل سيقبل الكيزان بهذه التسوية؟ في اول فقرة قلت لم تشعل الحركة الاسلامية الحرب من اجل المشاركة، نعم لقد انحرفت الحرب عن توقعاتهم، وفشلت خططهم العسكرية ولكنهم نجحوا في السيطرة الاعلامية ونجحوا في انهاك الشعب الذي سيقبل باي شيء مقابل الامان والسلام وابعاد خطر الجنجويد، وهنا تتركز نقاط ضغط الكيزان على امال الشعب، اذن الصراع الاساسي القادم سيكون بين الكيزان والبرهان شخصياُ، وتصريحات البرهان بالامس القريب لاتشبه تصريحاته السابقة التي يناور فيها ويقول ما لا يفعل، فالحديث الآن عن السلطة نفسها فهل يظن واهم أن البرهان سيسمح للحركة الاسلامية العودة لموقعها السابق ويقدم نفسه قرباناً لملكهم؟
في الايام القليلة القادمة ستتشكل تحالفات جديدة، والخاسر والمنبوذ الاكبر فيها هم الكيزان، وكل من يتحالف معهم سيكون بغرض استخدامهم، ربما ينالون تعاطف شعبي لفترة، ولكن في ايامنا هذه الشعب هو اضعف طرف في المعادلة بحكم النزوح واللجؤ والحرب، وكذلك ما ناله الكيزان من قبول كان بحكم ادعائهم مساندتهم للجيش وإذا اصبح الصراع بينهم وبين الجيش بشكل علني كثيرون من ابناء الشعب السوداني سيلفظون الحركة الاسلامية، أذن العدو الرئيسي للنظام القائم هم الكيزان ولن يسمح لهم بالعودة،
فهل ستقبل الحركة الاسلامية أن تعود لمصاف الاحزاب دون سلطة ولا امتيازات بعد أن اشعلت الحرب وحرصت على ارتكاب الانتهاكات وتصويرها لتضع البرهان في خانة المعاقب وتجبره على الاستعانة بهم ؟فهم افضل من يلعب في هذه الخانة بحكم ادارتهم للدولة في نفس الوضع ، ام ستقاتل البرهان الذي لم يستجب ؟ وغداً لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى