*الطيب قسم السيد*
على امتداد فصول معركة الكرامة،، وتواتر وتتابع مخرجاتها، وتداعياتها، المحزن منها والمسعد المشرف والمخزي، المبكي والمضحك..كنت على تواصل مع صديق وفي غال.. هو من أوفياء هذه الشعب النبيل.. واحد علمائنا في عدد من مجالات العطاء العلمي، سخر علمه وتجربته، لما يخدم برامج البناء والنهضة في بلده.. وشغل مناصب دستورية وتنفيذية، وأكاديمية عديدة، وهو الاستاذ الجامعي المتفوق فيما تخصص فيه من علوم.. البارع في نشر علمه، بين اللاحق من الاجيال التي نهلت من علمه واستزادت من فيض عطائه الثر المديد.
اعتذر مضطرا عن إيراد اسمه، وصفته ومجال تخصصه ومواقع تقلده التي تعددت وتنوعت مواقعها ومنابرها داخل البلاد وخارجها..يزينها، ما نشأ عليه الرجل من قيم..وجبل عليه من مزايا.. وما عرف به وعنه من صفات..توجها الزهد والتواضع،،وجلاها الوفاء والكرم والمروءة والتجرد. اعتذر عن إيراد اسمه وصفته لأنني اعلم ان ذلك لايرضيه.
حدثني هذا الصديق الاستثنائي كما يبادر دائما عن إعجابه ببعض مايقوله بعض علماء الغرب، وخبرائه المنصفين ممن قرأ لهم،، او عنهم او من سمع منهم او اسمع.. فاختار لي في آخر تواصل اسفيري معه،، وهو بعيد عن ديار اهله بشرق الجزيرة ومدينته التي عصفت بها وخدشت كرامة أهلها،،إقتحامات وانتهاكات الجنجويد الفاجرة..لعنهم الله وسود وجوهم حيث حلوا.
لخص لي هذا العالم الجليل رد الله غربته وحماه،، ما أورده خبير دولي عسكري مرموق.. وهو يشرح في مقال مطول له بتفصيل مشوق،،
لماذا فشل مخطط الحرب في السودان رغم انه تم بوساطة افضل ما في العالم من خبراء العسكرية والسياسة والاقتصاد حيث تم حشد موارد ضخمة وتمويل هائل فاق ال (٢٠٠) مليار دولار ، حشدت له
قوة بشرية بعدد قارب المليون فرد من السودان وافريقيا والعالم من عسكر وسياسين وكوادر مدربة متنوعة المناهل والتخصصات وسيارات مسيرات ومن الجرزان والعربان من أوروبا وآسيا وافريقيا واسواق النخاسة..معهم علماء وعملاء، وجواسيس،
ومن كوادر الهندسة
والسياسية ولطعاء الإرتزاق في العواصم، والموائد ممن ادمنوا الخيانة و الوضاعة والتعاسة.
وعلي تنوع سؤاتهم و تتابع خيباتهم
وفرت لهم أسلحة متطورة تكفي لاحتلال قارة بكاملها..وزودوا
باجهزة التشويش والتفتيش، وشبكات الإتصال والمسيرات والسيارات بانواعها. وعتادها. ومتاعها
وتم تجنيد بعض دول الجوار والمنظمات الإقليمية وتحت الاقليمية، والدولية للدعم والتدخل لصالح المخطط -وألفت انتباهكم هنا ايها الكرام،، الى انني انقل تفسير الخبير العسكري الدولي هذا الذي وصلني من صديقي واستاذي السوداني،العزيز المقيم بفعل الحرب، خارج الوطن،، بتصرف،مسترسل مني في الوصف.. غير مخل بالحقائق التي اوردها الخبير العسكري، الأجنبي، المحايد،ذلك انني ادلف متعمدا،، الى وصف الضالعين في اذي شعبنا، ودمار بلدنا، وخدش كرامتنا بما يستحقون من وخزات ولعنات.
افعل هذا مع سبق الاصرار ولا ابالي.
يقول الخبير العسكري الأجنبي:-
تم احتلال جل المواقع الاستراتيجية الحساسة في العاصمة السودانية ومحاصرة بعض المواقع العسكرية والقيادات.. والقول هنا،، للخبير العسكري الاجنبي دون تدخل مني – حيث يضيف الرجل:-
تم نشر القناصة في كل الشوارع والمباني العالية
وجهز كل شيء حتي خطاب الاستيلاء علي السلطة.
وتم شراء السياسين الفاسدين والاقلام المنتفعة والإعلام الفاسد.وتنابلة التحريض والترويج والتلفيق..وتبقى فقط التنفيذ.
تم التأكد بأن كل الامور في الوضع المراد.. وان نسبة النجاح تقارب (٩٩%) وبارك الموتورون،، السلطة (لآل دقلو) وكتب السياسيون الفاسدون بيانات التأييد والمباركة..معدين انفسهم للخروج للشوارع لدعم الإنقلاب. إلا أن
المفاجأة التي لم تكن في الحسبان وسقطت من حسابات الخبراء،، يقول الخبير العسكري الاجنبي،، إنها تتمثل في الآتي ::
لا يمكن ان تثق في سياسي فاسد باع بلده من اجل المال والسلطة لقد اثبتت التجربة ان السياسيين الذين تم شراؤهم، لا وجود لهم على الأرض ومنبوذون من الشعب السوداني.. بل يعتبرهم الشعب، أعداءا وخونة.. إنه شعب ذكي، انقلب، فبدلاً من تأييد المخطط انحاز اغلب الناس منه للجيش ورفضوا تماما فكرة الإنقلاب..بل إن جموعا منهم حملت السلاح للقتال.
العادة تغلب التطبع، معظم مكونات الجنجويد اصحاب خلفيات إجرامية ولصوص. دافعهم الأول الفساد في الأرض فكانت كارثة حقيقية.. انتشر القتل والاختطاف والسرقة والاغتصاب والتخريب والفوضي.. ما أكد صدقية نظرية الشعب السوداني في تقييم الجنجويد.. واصبح ما يدخل الجنجويد منطقة من الشباك،، إلا ويخرج الشعب من الباب.. واصبحت اماكن وجود الجيش الملاذ الأمن للمدنين.
القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها من القوات الخاصة والمشتركة المستنفرين،،
اثبتوا مهنية عالية وجدارة نادرة في التعامل مع المخطط رغم محاصرة القيادات واحتلال بعض المواقع الهامة ومحاصرة حتي المطارات واحتلالها.. ووضع مقر قيادة الجيش والقائد تحت رحمة نيران الجنجويد
لقد تصدي الجنود وصغار الضباط ومساندوهم، بفطرتهم العسكرية ومهنيتهم العالية وعقيدة قتالهم وشجاعتهم،، وتضحيات كبيرة بذلوها.. تصدوا للمخطط ببسالة وشموخ.. وكثير منهم قدموا ارواحهم فداءا للوطن وبقاء السودان.
حيث تم تامين قائد الجيش وتحريره من قبضة وحصار الجنجويد وبدات الماكينة تدور حتي وصلت الآن حالة الانهيار الكامل للجنجويد.. وسقوط المخطط وانتصار القوات المسلحة السودانية والشعب السوداني الصابر المحتسب.
انها قصة مستحيلة.. ولكن اثبت الشعب السوداني انه قادر علي تحقيقها ولسان حاله يقول ما خطه شاعره الراحل سماعين حسن ود حد الزين،،حينما لامس دفقه الجميل العربية الفصحى وهو يقول:-
وطني درجت على هواك
أنا لن أحن إلى سواك..