
المفراكة……..
لى فيها مآرب أخرى………….!
تناقلت قنوات الاخبار العالمية طيلة الأسبوع المنصرم خبر طلاق الممثلين المرموقين أنجلينا جولى وبرات بيت…قيل أن السيدة (جولى ) اتهمت زوجها بأنه قد قام بضرب إبنهما…!! برغم أن الاخبار قد أوردت صورة السيد ( بيت ) وبرفقته إحدى الحسناوات فى عدة مواقف…ولكن يبدو أن السيدة (جولى ) قد آلمها ضرب الابن أكثر من الخيانة…! كنت أود لو انهم اخبرونا لماذا قام هذا السيد المتوحش بضرب ابنه …أو باى أداة قام بضربه حتى استحق الطلاق…بل والحرمان من رعاية الأبناء الستة …فقد طالبت السيدة ( جولى ) بأن تكون هى الوحيدة التى ترعى الأبناء…!!
أذكر أننى قبل عدة سنوات كنت فى زيارة صديقتى المعلمة الألمانية (كورنيليا ) ..وكنا نحتسي الشاى فى المطبخ وندردش ..فجأة اقتحمت المنزل ابنتها ذات الستة عشر ربيعا وهى تبكى..فتبعتها امها وهى تسألها (ماذا بك يا عزيزتي؟ هل انتى مريضة ؟ هل أغضبك أحدهم؟ هل..) وقبل أن تكمل سؤالها انتهرتها البنت ( كريستينا) بصوت عالى( اصمتى يا أمى…) فقالت الأم بصوت كسير (ولكن…) و مرة أخرى صرخت البنت فى وجه امها ( هل انتى صماء ؟ قلت لك اصمتى ولا تحشرى انفك فى امورى..لم أعد تلك الطفلة …ولست فى حاجة لتطفلك…! اخرجى من غرفتي حالا..) وسمعت باب الغرفة يصفق فى وجه الأم الكسيرة …
ووجدتنى اسرح بعيدا وانا اقول….ربنا يرحمك يا أمى…لا يمكن أن أقف ولا عُشر هذا الموقف أمامها…تذكرت نظرتها الناريّة لنا حين نخطئ أمام الضيوف ..يكفى أن تكون فى عذاب مقيم تنتظر انصراف الضيوف لتنال عقابك وترتاح…
هل صارت التربية موضة قديمة ؟ ما الضير من بعض الضرب الخفيف باليد أو حتى بالعصا ؟ هناك مثل انجليزى يقول (Spare the stick…spoil the child ) اى ترك العصا يفسد الطفل… حتى ينتبه الطفل ويفهم العقاب ولا يكرر الخطأ ؟ لقد عوقبنا وضُربنا فى طفولتنا ضربا خفيفا كان القصد منه التخويف…فخرجنا للحياة ونحن أقوياء نحسن التصرف ونتحمل المسئولية…
لاحظت أن كثير من الآباء والأمهات قد اهملوا تربية الأبناء بالطريقة الصحيحة…فالطفل يأتى بأفعال خاطئة وتكتفى الأم بعبارة (يا ولد اقعد ساكت) وهو مستمر فى غلطه وهى كأنها قد أدت واجبها…ثم الأسوأ هو ذكر السودان بأبشع الألفاظ أمام الأطفال…بل قد ذهبت تلك الأم بعيدا حيث تناقلت أوساط التواصل الاجتماعي فيديو لطفلة تهددها والدتها بأن تذهب للسودان فى الاجازة ( كنوع من العقاب ) …والطفلة تصرخ باكية انها لا تريد الذهاب إلى السودان..!
عندما كنت فى انجلترا أذكر انه كان هنالك زوجان شابان قدما ضمن إعارة الزوج…وأنجبا طفلا واحدا ..ولم يذهبا فى اجازة للسودان طيلة التسع سنوات التى كانت مدة الاعارة…ثم عادا نهائيا للسودان …فما أن رأى الطفل المطار المغبر والوجوه المرهقة حتى تعلق بوالده فى ذعر وهو يبكى قائلا ( !…Dady ..I want to go back home) اى اريد العودة للديار…!!