
كان واحدة من أهم أشواق مواطني الجزيرة ومبدعيها هو تحقيق حلم أبناء هذه الولاية بقيام مؤسسات إعلامية راسخة ومتطورة تتكئ على إرث وتاريخ هذه الولاية الإعلامي والفني والإبداعي وخاصة فضائية الجزيرة والتي كان يعول عليها مشاهد الجزيرة والسودان كثيرا بأن تخرج له بثوب أكثر ألقا وأنضر بيرقا لما تكتنزه هذه الولاية من مواهب فنيه وشعرية إتكاءا على أرث تاريخ عريض غذي الكثير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
البيئة التي سبقت قيام إعلان فضائية الجزيرة والتي كان يسبقها تلفزيون الجزيرة الريفي والذي كان يعمل لساعات معدودة كان يقدم برامجا في غاية من الأهمية والجاذبية فبدلا أن يكون إرث التلفزيون خطوة لإنطلاقة قوية جاءت فضائية الجزيرة أكثر تواضعا حتي إذا قارناها بفضائيات ولائية أخري لذلك جاءت كل برامجها باهته وفقيرة لم تلامس واقع الجزيرة ولم تعكس إبداع أهل السودان ولم تسعي لإنتاج برامج جاذبة وهذا الشرط كان واحدا من أهم إشتراطات الوالي الأسبق للجزيرة البروفيسور:الزبير بشير طه لقيام الفضائية وهو إنتاج برامج تبث لمدة ستة شهور على الفضائية وهذه فترة كافية لإنجاح هذه المسيرة والتي نضجت فكرتها في عهد وزير الإعلام البروفيسور :إبراهيم القرشي الذي شق طريق أول خطواتها ومدير التلفزيون الموهوب الأستاذ صلاح أبو القاسم الذي وضع كثير من اللمسات الفنية لقيامها.
إلا أن التعجل في إخراج هذه الفضائية لنقل مهرجانات السياحية والتسوق وبرامج الحكومة والتي إكتفت إدارتها دون أن تكون لها خارطة برامجية واضحة وجاذبة جعلت منه تلفزيونا منفرا ليس له القدرة على عكس ماكان متوقع من برامج وشعارات تضع ٱمال وتطلعات هذه الولاية في أول إهتمامتها فالجزيرة غنية بإرث تاريخي وإبداعي لايوجد في أي ولاية أخري إلا أن الرؤيا التي خرجت بها جعلتها في ذيل الفضائيات التي سبقتها أو جاءت بعدها رغم يقيننا بأن تسخير الكوادر الموجودة بها وإعادة بعض الكوادر المهاجرة كان يمكن أن يخلق منها فضائية مميزة كتميز إنسان هذه الولاية لما لا وقد خرج من حوشها الكثير من الإعلاميين وعلى سبيل الطيب إبراهيم بانقا،وأبوعبيدة أبوعرب وعماد الدين همام،ومبارك خاطر،والطيب قسم السيد،وسلوان دفع الله،ومحمد الحاج على رحمه الله ومحمد حمدالنيل والقائمة تطول.
فأي خطوة لإعادة فضائية هذه الولاية من جديد مالم يراعي الخارطة البرامجية والخطوات الإدارية ولإدارة تعرف كيف تسخر الإمكانيات الموجودة وإستقطاب أخرين سيكون مصيرها هو نفس المصير السابق صورة باهته وبرامج فقيرة وهوية معدومة و إهدار للمال وفقر المنتوج.