راي

✍️ منى حمزة تكتب.. كان بايننّك ضررين شيل الخفيف!!!! ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

هذه المقولة من حكم جدي لامي التى استشهد واستدل بها كثيرا في كتاباتي ،،،
وليس هذا فحسب بل حتى في الحياة وكثيرا ما اجد فيها الراحة النفسية والرضى..
والحكمة اليوم تكمن في معنى المقولة(كان بايننك ضررين شيل الخفيف!!!)
فاذا واجهتك المصائب وخرجت باقل خسائر هذا افضل لك
و ان كانت الخيارات متاحة في مجموعة من الصعوبات والمحن والمصائب وهذا بالطبع شي يصعب فيه الخيار.
لان الانسان مسير والامر فيه لله ولكن القصد ان اخف
الاضرار هو الذي اختاره لك لله لان ذلك هو سعتك في التحمل ..فهناء يظهر المعنى شيل الخفيف وانت راضي شاكر
حامدلله ..

كان بايننّك ضررين شيل الخفيف… فالحرب وما فيها من
مصائب واضرار تتفاوت شدة تحملنا لها بل طاقتنا النفسية
لها ليكون هناك خيار من خيارات المصائب حسب وسعنا
وطاقتنا(سبحان الله) فيظهر الرضى حتى بالمصاب عندما
تعقد المقارنة بين هذا وذاك!!
وكان بايننّك ضررين شيل الخفيف عندما يكون الخفيف فقدك لممتلكاتك من بيوت ..وعربات..وعقارات..وارصدة بنكية…وبزنس بالداخل والخارج مقارنة بفقدك لروحك
او احد افراد عائلتك!!

كان بايننّك ضررين شيل الخفيف اذا كان الخفيف هو رجوعك لبيتك في منطقة الصراع المسلح بين حيطانه التى تستر همومك وعجزك وفقرك وحوجتك وربما عوراتك وابتلاءتك افضل الف مرة من النزوح للاماكن الامنة التى
تتكشف فيها وتتعرى وتجزع وتنتظر العطاء من الناس وفي بيتك ساترك رب الناس في بيتك الدفء والشبع بالقليل
واليقين بالامان مهما كان الوضع فهو افضل من بيوت الغير او خيام المعسكرات او افتراش الارض وإلتحاف السماء وصفوف الحمامات والمثل بقول(البطلع من داره بيقل مقداره) وحتى الذين بحثوا عن الامان بعيدا في دول الجوار يعانون ايضا!!! فهم في نظر تلك الدول لاجئين وطنهم منكوب ولا اظن ان هناك وجع اكبر من وجع هذا الاحساس لهم ولا ضرر نفسي اكبر من هذا ولكن مقارنة بسلامة ارواحهم واسرهم هذا (الخفيف)

كان بايننّك ضررين شيل الخفيف عندما يكون الخفيف هو
فقدك لاساس منزلك وعفشك الذي يحمل ذكرياتك وبصمات
حياتك وربما هو كان حصاد سنين وكل لحظة بعمر!!
وربما يكون حصاد سنين اغتراب وعمل ليل نهار في دول المهجر وعندما حطت رحالك من عناء الغربة لتستمتع به
و لترتاح قامت الحرب وخرجت بروحك وارواح من مع وكفة هؤلا تثقل الميزان وبتعود تاني وتعمل غيره وهذا(الخفيف)

كان بايننّك ضررين شيل الخفيف عندما يكون الخفيف هو تعطيل الدراسة لابناءنا في المراحل الدراسية المختلفة مقارنة
بسلامة الارواح وبالامس القريب كم من طلاب فقدوا ارواحهم
في ثورة ديسمبر المجيدة واكيد كانت لهم احلام وامال وكان
ذويهم ينتظرون ثمار حصادهم العلمي الاكاديمي والقائمة طويلة لهؤلا الشهداء الابرار فاذا عقدت المقارنة بينك وبينهم
وانت المتباكي على تعطيل الدراسة اظنك تتوارى خجلا من
نفسك !!!
واذا كان حرمانك من التعليم لانك في منطقة الصراع موجع
لك تاكد ان هذا هو الضرر الخفيف الذي اختاره لك الله مقارنة
باخر فقد اهله او اصبح معاق وغير سليم بسلاح الحرب!!
فتاخرك من التعليم او من مواصلت دراستك كما الموجودين في المناطق الامنة برضوا الخفيف لانه ربما تتعطل من الدراسة وتتاخر من دفعتك بسبب مرض..او اخفاق اكاديمي
او ظروف اسرية..او ظروف مادية اذا هذا التعطيل وبسبب
الحرب هو الخفيف لان الحرب ستنتهي لا محال وتعود الحياة
لطبيعتها وترجع لتكمل مابدأت من دراسة..وعمل ..ومشروع تخرج..ودراسات عليا.. ترجع لتبدأ حياة جديدة وتصنع اسرة
ترجع انت لكل هذا ولا يرجع الزمن الغابر (زمن الحرب) بل يستمر الزمن السمح في المضي قدما لتعيش انت اعوامه الحلوة وتصنع تطوره وتقدمه لوطنك.. وارضك..وناسك..وعِرضك وارضك ..وناسك..وعِرضك
وبنحبك ياسودان@@@@
ثم تحكي عن حرب (تلاتة وعشرين) لاحفادك وتصبح ذكرى
وجزء من تاريخ وطن الصمود كما سابقاتها من حروب هذه
الارض لنا….
في ممالك النوبة وانتصار الكنداكة النوبية رينياس
على المماليك..وانتصار المهدي على الاتراك..وانتصار المثقفين
السودانين على المستعمر الانجليزي…
وكان بايننّك ضررين شيل الخفيف وطالما ياتي يوم وتحكي
كل هذا اذا فقد فزت بالخفيف بلطف من الله ..

من سلسلة ايجابيات وسلبيات الحرب ##[24]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى