ٱدم ٱدم إساي يكتب….على خلفية بيان الخارجية السودانية…..حرب البيانات إلى أين ؟ بعانخي برس
بعانخي برس

آدم آدم إساي
* بيان الخارجية السودانية اتسم بالعدائية و بعيدا عن الحنكة و الحصافة السياسية.
* البيان كتب على طريقة ما يطلبه البلابسة و الفلول .
*الإتحاد الٱفريقي جلس مع كل الأطراف بما فيهم شخصيات سيئة السمعة في النظام البائد.
يبدو أن وزارة الخارجية السودانية قد فقدت البوصلة فأصبحت تتخبط في دروب التيه ، المؤسف أنها فتحت جبهة جديدة ضد الإتحاد الٱفريقي و دخلت معه في حرب دبلوماسية لا جدوى منها ، بيان الخارجية جاء على خلفية لقاء رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي موسى فكي محمد بمستشار قوات الدعم السريع .
اللغة التي أصدرت بها وزارة الخارجية بيانها تتسم بالعدائية و بعيدة عن الدبلوماسية التي تعتمد على القوة الناعمة في توصيل الرسائل و توضيح المواقف ، بيان وزارة الخارجية جاءت بعيدة عن الحنكة و الحصافة السياسية ، محتوية على عبارات على شاكلة ( لغة هابطة ) ، ( المستوى المتردي ) ، ( تخدم أجندات ) هذا الخطاب يشبه لغة و أسلوب وزارة الدفاع التي تتسق مع مجريات المعارك ، لكنها حتما لا تشبه نهج وزارة من أولى مهامها بناء جسور علاقات متينة خاصة مع المحيط الإقليمي ، من المعلوم أن أس إستراتيحيات وزارة الخارجية في أي دولة هو كسب أصدقاء جدد و تحييد الأعداء المحتملين و بناء تحالفات ، و تكوين رأي عام مساند لتوجهات الدولة و ليس ٱختلاق معارك عبثية تزيد من إشتعال الحرب ،
لذلك برايي أن بيان الخارجية تكشف عن خلال جوهري في الوزارة و توضح بجلاء سيطرة الفلول على مفاصلها ، و إن بياناتها تكتب على طريقة ما يطلبه الفلول و البلابسة ، إن لغة البيان بما فيها من عنترية جوفاء تعيد للذاكرة خطابات الكيزان الهتافية في بواكير عهدهم ، و هذه الطريقة الرعناء جلبت الكوارث للدولة السودانية فدفع الشعب الثمن غاليا ، حيث وجد نفسه محاصرا من كافة الجهات ، الأن يتكرر السيناريو نفسه ، حيث جاء الرد سريعا و حاسما من قبل الاتحاد الإفريقي الذي اصدر بيان شديد اللهجة ردا على بيان الخارجية السودانية ، الذي وصفه بأنه نصا رخيصا ينطوي على إفتراء .
يبدو أن وزارة الخارجية السودانية لا تعرف تعقيدات الأزمة السودانية خاصة مع إستمرار الحرب ، ربما تتغافل عن مهام و ادوار الجهات الساعية لإيقاف الحرب و إحلال السلام في السودان في صدارتها الاتحاد الإفريقي ، هذه الجهات يتحتم عليها الجلوس مع كل الأطراف الفاعلة ، هذه النقطة إستند عليها الاتحاد الإفريقي حيث أكد بانه خلال تعاطيه للأزمة في السودان يتفاعل مع كافة الأطراف السياسية ، الإجتماعية ،المدنية ، العسكرية ، و من بينها شخصيات ( سيئة السمعة) في النظام السابق ، العبارة بين القوسين نقلتها من البيان بحذافيرها ، هذه العبارة دليل على إدانة الإتحاد الٱفريقي لفلول النظام البائد الذين يسيطرون الأن على مفاصل وزارة الخارجية ينفذون اجندتهم من خلالها.
الملاحظ أن الاتحاد الإفريقي في تعامله مع الأزمة السودانية ينتهج نهجا يتسق مع قرارات و توصيات مجلس السلم و الأمن الذي جمد عضوية السودان في الإتحاد الٱفريقي بعد إنقلاب 25 أكتوبر ، فيما يبدو إنه سيمضي في سياسته تجاه حلحلة الأزمة السودانية و لن يضع اعتبارا لموقف حكومة الأمر الواقع ، هذا دليل على فشل الخارجية السودانية في إدارة ملفاتها الدولية و الإقليمية ،
إذن حرب البيانات التي أشعلتها الخارجية لم تثمر عن شيئ على العكس من ذلك ستجلب نتائج سلبية ، تظهر الجيش بأنه الطرف المتعنت و المتصلب في مواقفه ، و إن الدعم السريع هو الطرف الأكثر مرونة و الساعي إلى حل الأزمة ، و بذلك سيفقد الجيش تعاطف جهات عدة مما سيضعف الموقف التفاوضي بالنسبة لحكومة الأمر الواقع ، هذا ما عبر عنه بيان الاتحاد الإفريقي حين أشار بأن نص بيان الخارجية يشكل تشجيعا للإتحاد الإفريقي في مضاعفة الجهود و الثبات على إرادته الحاسمة في توحيد الجهود مع الجميع الأطراف الإفريقية و العربية بالإضافة لشركاء الدوليين بهدف بناء العملية السياسية في السودان بكل حسم ، و هذا يعني أن الإتحاد الٱفريقي قد استلم قفاذ التحدى في مواجهة الحكومة السودانية سيمضي في مسار حشد جميع الأطرف بهدف وقف الحرب في السودان و العودة إلى العملية السياسية و لن يلتفت إلي موقف الخارجية السودانية الرافض لهذا المسار .