لم يشتد الحزن برسول الله صلى الله عليه وسلم كما اشتد يوم قتل عمه و رفيق صباه حمزة بن عبدالمطلب.، سيدنا حمزة رضي الله عنه لم يقتل و حسب بل مثل بجسده الطاهر و بقرت بطنه الطاهرة و أخرجت كبده التي طالما هاجت لأجل دين الله و نصرة رسوله .
يوم فتح مكة علمنا رسولنا الكريم درساً مفاده أنّ المصلحة العامة تقدم على الشهوات و الرغبات الخاصة… فقال (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
شهوات الكره و رغبات الانتقام لا تصنع دولة و مطاردة الثأر وقود الحروب و دمار الشعوب و هلاك للبشر و لنا في ما دار بجوارنا أو قربه نماذج ينبغي دراستها و نتائج يجب اتباعها، رواندا كنموذج لم تنهض إلا بالتسامي على الجراحات و تقديم العام على الخاص .
الفكر الانتقامي الاقصائي المبني على ( شخصنة القضايا) و التي تجعل الأطروحات تبتعد عن الأفكار و الأطر إلى الشخوص و الملل فكر هدام انهارت بسببه حضارات كان لها سيادة و وجود.
حتى يكون أي رأي محترم و أي طرح مقبول ينبغي أن يكون الطارح صاحب الرأي مؤهلا و مقنعا و قادر على تعزيز وجهة نظره بالأدلة و البراهين .، ليس من المعقول و لا من المقبول أن يفتي الجميع و أن يرى الجميع أنه من أفتى بالصحيح و قال الصواب.
من داخل الإطار
قد يتراءي للقارئ أني أكتب عن حدث معين… إلا أنّ هذا الحدث وردود الفعل حوله في رأيي جزء من أزمة كبرى هي الأجدر بالدراسة و التحليل، أزمة مجتمعية يجب أن نتداعى جميعا مختصين و مهتمين للكتابة عنها و التحاور حولها ألا وهي أزمة ( التنظير دون نظر).