ندي عثمان عمرالشريف تكتب .. معالجة الهشاشة الاجتماعية في السودان: التحديات والحلول ــ بعانخي برس
بعانخي برس

يمر السودان بمرحلة من التحولات العميقة، تفاقمت فيها الهشاشة الاجتماعية نتيجة الصراعات المسلحة، النزوح، الفقر، ضعف مؤسسات الدولة، وانهيار الخدمات الأساسية. هذه الهشاشة تُعد واحدة من أكبر التهديدات التي تواجه استقرار المجتمع وبناء الدولة، وتتطلب استجابة شاملة تبدأ من الجذور.
مفهوم الهشاشة الاجتماعية
تعني
الهشاشة الاجتماعية تشير إلى ضعف قدرة الأفراد والمجتمعات على الصمود أمام الأزمات، كالفقر والنزاعات والكوارث. وتظهر في مظاهر مثل:
– التفكك الأسري والمجتمعي.
– انتشار النزاعات القبلية.
– العنف ضد المرأة والطفل.
– انهيار التعليم والصحة.
– ضعف الثقة بين المواطن والدولة.
أسباب الهشاشة في السودان تكمن في الاتي
1. النزاعات المسلحة لا سيما في دارفور، جنوب كردفان والنيل الأزرق، ثم الحرب الأخيرة.
٢. الفقر والتهميش الاقتصادي ضعف البنية التحتية وغياب العدالة في توزيع الموارد.
٣. النزوح وفقدان المأوى ملايين النازحين داخليًا يعيشون خارج الحماية المجتمعية.
٤. ضعف مؤسسات الدولة فشل في توفير الخدمات، وغياب سياسات اجتماعية عادلة.
٥. الانقسامات الإثنية والقبلية إذ أُدير التنوع بشكل سلبي أضعف النسيج الوطني.
خطوات عملية لمعالجة الهشاشة
1. بناء السلام والتماسك المجتمعي بالاتي
– الحوار بين المجتمعات المتصارعة.
– دعم مبادرات المصالحة القبلية.
– – تمكين الإدارات الأهلية والطرق الصوفية كمكونات للسلام
-المحلي.
٢. إعادة بناء مؤسسات التعليم والصحة
– إصلاح شامل للمدارس والمراكز الصحية في مناطق النزاع.
– توظيف الكوادر المحلية لضمان الاستمرارية.
٣. التمكين الاقتصادي للمجتمعات المحلية
– دعم المشروعات الصغيرة والتمويل الأصغر.
– الاستثمار في الزراعة، الثروة الحيوانية، والحرف.
٤. دعم المرأة والأطفال والشباب
الاهتمام بالمرأة بهذه الشريحه لانها يقع عليها العب الاكبر في الحرب وذلك
– بتوفير برامج لتمكين النساء في مناطق النزوح.
– إشراك الشباب في مبادرات السلام وإعادة الإعمار.
٥.إصلاح الإعلام وخطاب الكراهية
– سن قوانين تجرّم التحريض الإثني أو الديني.
– تشجيع الإعلام المجتمعي الإيجابي.
لو اخذنا نماذج مقارنة
🔹 رواندا:
بعد الإبادة الجماعية عام 1994، ركزت على العدالة الانتقالية والتعليم والوحدة الوطنية.
🔹 سيراليون:
بعد الحرب الأهلية، أُنشئت لجان الحقيقة والمصالحة مع برامج اقتصادية للشباب.
– على الحكومة السودانية والمجتمع المدني والداعمين الدوليين أن يتبنوا خطة وطنية شاملة للتماسك الاجتماعي، تستند إلى مشاركة المجتمعات المحلية والاعتراف بالمظالم التاريخية.
– ربط الحلول بالواقع وليس فقط بالخطب السياسية، وبناء الثقة من القاعدة إلى القمة.
الهشاشة الاجتماعية في السودان ليست قَدَرًا، بل نتيجة تراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن تفكيكها. بالوعي، والشراكة، والعدالة، يمكن للمجتمع السوداني أن يعيد بناء نفسه من تحت الرماد.