ندي عثمان عمرالشريف تكتب ــ *مجتمع الجزيرة المجتمع المتسامح بطبعه* *أرض المحنة وأرض المحبة* ــ بعانخي برس
بعانخي برس

منذ أن ولدت في ولاية الجزيرة ومنذ نعومه أظافري كانت وما زالت عنوانًا راسخًا للتماسك والتعايش الإنساني، مجتمعٌ تفوح من تفاصيله اليومية رائحة المحبة، وتنساب فيه روح التسامح كما ينساب النيل بين ضفتيه.
مجتمع الجزيرة ليس فقط رقعة زراعية خصبة، بل هو قبل ذلك نسيج اجتماعي غني، تشكّل من مختلف المكونات والقبائل والأعراق، لكنها جميعًا صهرتهم الحياة على ضفاف الترع، وفي ظلال النفير، ومواسم الزراعه و الحصاد، لتُخرج لنا مجتمعًا لا يُشبه غيره.
في الجزيرة، لا يُسأل الإنسان عن أصله، بل يُعرف بأخلاقه، ولا تُقاس قيمته بقبيلته بل بعطائه. من ود مدني إلى الحصاحيصا، ومن الكاملين إلى المناقل، ومن رفاعه الي الحاج عبدالله تتنفس القرى والمدن المحبة، وتطرد الكراهية من مداخلها.
ليس غريبًا أن يُطلق على الجزيرة اسم “أرض المحنة”، فهي بحق كذلك، تحتضن كل من ضاق به الحال، وتُشعل قناديل التآخي في زمن عزّت فيه القيم. وبين أفراح الأعياد، وجلسات الشاي، ومواسم الحصاد، ترى ملامح التعايش تمشي على الأرض بثقة وطمأنينة.
وحين عبرت الحرب عتباتها، لم تغيّر من طبع الناس فيها، بل زادتهم تماسكًا وكرمًا، وأكدت أن الجزيرة ليست فقط جزءًا من الجغرافيا، بل قلب الوطن النابض بالخير والتسامح والإنسانية.
الجزيرة مجتمع إذا تنفّس ، تفوح منه عبق المحبة والتاخي
ففي ولاية الجزيرة، التعايش السلمي ليس شعاراً بل واقع معاش:
– في قرى مثل “أبو قوتة” و”الحوش” يعيش المسلم والمسيحي جنبًا إلى جنب في احترام ومحبة.
– في أسواق ود مدني، يتشارك الناس من مختلف القبائل والجهات البيع والشراء وكأنهم أسرة واحدة.
– في مواسم الأفراح والأتراح، يلبّي الجميع الدعوة بلا تمييز، فالقلوب هناك متآلفة.
– المدارس تضم طلابًا من خلفيات متنوعة، لكنهم يكبرون كأصدقاء دون أن يفرقهم شيء.
الجزيرة أرض تتنفس المحبة وتُعلّم الوطن معنى التعايش.
وهنالك نمازج و أمثلة كثيرة لمناهضة خطاب العنف والكراهية في ولاية الجزيرة:
ففي قلب ولاية الجزيرة، تختنق الكراهية وتنمو بذور السلام:
– مبادرة منتدي المشروع الوطني الجامع للتعايش السلمي ونبذ الكراهية
– مبادرات شبابية في ود مدني مثل “كلنا أهل” تدعو للتسامح وتُدير منصات حوار مجتمعي.
– شيوخ الطرق الصوفية يعززون المحبة في الخطب والدروس، ويعملون علي رتق النسيج الاجتماعي مؤكدين أن العنف ليس من الدين.
– صفحات محلية على فيسبوك ترفض خطاب الكراهية وتحذف كل محتوى يُثير الفتنة.
– لجان الأحياء تتدخل سريعاً لاحتواء أي خلاف، وتُذكّر الناس بأننا جميعًا سودانيون.
الجزيرة تقاوم الكراهية بالوعي… وتُعيد للوطن ملامحه الهادئة.
وتناهض كل مظاهر الكراهيه والحقد
ودائما يعمل الناس قفل اي باب تأتي منه العنصريه
يدعمون تماسك المجتمع السوداني ويعملون من أجل الإنتاج
كل في مجاله رعاه ومزراعين وتجار ومعلمين وحرفين
يعملون سويا لأجل وطن تسود فيه روح المحبه