منوعات

م . سامي صلاح يكتب ..زكريات سرايا العباسية….. عشة ام رشيرش والبوستة جات سوق الرصيرص ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

ام درمان دهشة وسحر ولما كانت أم در بوتقة تأتي العادات والتقاليد بتلك البوتقية إذن الدهشة حق للجميع.
نرجع بعد عام دراسي إلى واد مدني ونروي عن أم درمان الجميلة ونحتفظ بمسافة جمالية لمدني والا اتهموك عشاق واد مدني بالزندقة فالمنافسة بين واد مدني وأم در لا تسمح لك بالميل الأمدرماني.

ومشهد كونك تمتدح ام درمان دون حفظ هذه المسافة مشهد قد يكلفك اتهمم الحضور وتهم أخرى.
ونعود لام در ومن سرايا العباسية نبحث عن بيت إيجار للعام الجديد ونستمتع بتعاطف الزميلات على طلاب الأقاليم المشردين نحن.
ويستضيفنا محمد برلوم ايام بكرم اولاد بورسودان.
ونبحث ونبحث.
وغرب مستشفى ام درمان خلف الشارع الأسفلتي عمارة من طابقين موجودة  تجاور بيوت طين عتيقة ولا تتناسب جمال مع جيرتها من بيوت متهالكة كأنها قصر باشا يحكم اقطاعية حوله.
وذهب بنا السمسار لهذا المبنى بغرض استئجار شقة في الطابق الثاني.
ومن شكل المبني يتضح زهد سكانه في قيمة ما ندفع من إيجار.
وكانت العمارة هذه للمطربة عشة ام رشيرش. وعشة كانت كمي زيادة وصالونها الشهير.
عشة تغنت باغاني الحقيبة وكتبت كثير من أغانيها في وصف عشة ام رشيرش والبوستة جات سوق الرصيرص.
وهنا هتفت دواخلي عثرت على الكنز
هي كنز ام درمان السردي لقصص كثيرة.
واستأجرت الشقة وعشت مع زملائي سنة برفقة عشة ام رشيرش وكل يوم قصة كأنني شهريار.
امرأة في الثمانين تعرف كل مشاهد ام درمان التي تروي والتي لا تروي
من السياسة إلى جلسات الليل إلى كل اغنية حقيبة بقصتها الحقيقية وفيمن قيلت.
وفوق ذلك أم رشيرش مؤسسة اجتماعية عظيمة.

عشة تأخذ الأطفال مجهولي الأبوين وتقوم بعناء التربية كفالة يتيم بمعنى كامل.
وقصص هؤلاء الأطفال وكيف كانت تدمجهم في المجتمع.
وهكذا نشأت صداقة مع امرأة بطعم القديسين.
امرأة بوابة اجتماع وبوابة ثقافة.
امرأة بروح العطاء دائما.
وتبكي زكرياتها.
وفي مناسبة زواج الحبيب عمر المدني بواد مدني.
عرفت عشة بتاريخ الزواج.
أتت بفخامة هذا التاريخ الغنائي والارث الحضاري مجاملة لنا في واد مدني
سفارة ام درمانية كاملة الحضور والأناقة.
نهمل أشياء كثيرة أهمها شخوص يجب أن نلتزم بتقليد الرؤية بزاوية المجتمع الكيكة.
عشة ام رشيرش امرأة حررت الكثير من الأفكار.
وعبدت الله بطريقتها الخاصة وربت أكثر من ستين يتيم من طفل بفوطة مدَممة إلى رجل يواجه مجتمع ام درمان.
فأي عبادة اقدس من هذا السلوك.
رحم الله هذه المرأة فقدت أعطت وما استبقت شيئا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى