منوعات

مهندس سامي صلاح يكتب .. قصص سرايا العباسية.. كوميديا مجتمعات ام درمان ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

أم در قصة لم يدركها نجيب محفوظ ولم ينتبه لها الطيب صالح. وشفي الله الحبيب بركة ساكن من جراح الفقد فيلتقط بعض ما لاحظت.
واين استيلا ابنوسة الجنوب سيدة بروح المعاني.
وهنالك زقاق صغير يبدأ من أمام ساعة المديرية وينتهي بمكتبات سوق ام درمان وينتهي المشهد بمسجد ام درمان العتيق تسبيح وصلاة ودراويش كأن إرادة الله تعلن أن هذه هي النهاية قدسية الدين وبراءة المجتمع إعلان كامل المنظر ناقص المعنى.
ونذهب لنتسوق الورق واقلام الرسم الهندسي من السرايا سيرا على الأقدام. ويبدأ الزقاق بحكايات غريبة ويستمر المسلسل أعوام حتى الحلقة قبل الأخيرة.
كانت هنالك فتاة هربت من أطراف المدينة من ام فدادية واب مجهول وسكنت الزقاق تارة تبيت قرب المكتبات وتارة أخرى بداية الزقاق وعين حراس المديرية تأمن لها نوم ليلة.
والفتاة مطاردة من شماسة الليل فبعد الدور الثاني من مشاهد فلم هندي ونشوة السلسيون تتحرك غرائزهم وتبدأ رحلة البحث عن فريسة وهم كما الذئاب يمارسون الغريزة بجماعية دون خصوصية وهكذا هي حياتهم بلا خصوصية أو أشياء عميقة.
وبعد شهور لاحظت أن الفتاة عقدت صداقات مع بعض زعماء الليل من شماسة السوق وكأن المقايضة الجنس مقابل الحماية. ولا بأس من بعض العادات المشتركة لمجتمع البؤس هذا. وكانت تختلف سحنة وجمال عن رفقاء الليل وبعض آثار نعمة ما قبل الهروب باقي.
ولكنها غابة الزقاق لا كبير على قانون الزقاق والمقايضة تتم الجنس مقابل الطعام الجنس مقابل الحماية الجنس مقابل بعض الهدايا والجنس سلعة الفتاة الوحيدة ومتطلبات الحياة في الزقاق كثيرة.
ومن الناحية الشرقية للزقاق شارع اتجاه واحد يبدأ من أمام المسجد وينتهي بتقاطع ميدان الخليفة.
كل من يمتلك مبنى هنا هو من أسر ام درمان العريقة. وهذا القانون حتى نهاية التسعينات وبعد ذلك كانت الايام دول بين الناس فالمال يشتري كل شئ
وظهرت أموال البترول تغير كل شئ وصارت العراقة والأصل مزاودة فوق البيع.
كان هنالك محامي يمتلك دكان ارضي والرجل محامي وتاجر عملة وسمسار أراضي واظنه ورث الدكان من ميراث فضفاض وبعض اسم جده وسلوك ترفي ملحوظ.
يحتاج زملائي أبناء المغتربين لفك مصروفهم فاذهب معهم ونلتقي المحامي ونصرف المبلغ.
ونلاحظ ونلاحظ.
يحضر دائما بعد العاشرة وهذا يعني لي ليلة حمراء سابقة تؤكدها حمرة العين وبعض الروائح التي لا تخفيها العطور ولا مدغ لبان شكلت.
وللامانة المحامي كان يدفع أعلى سعر صرف وكنت استقل جهله بسعر الصرف اليومي فازيد السعر دون أن أترك له مجال للشك.
وبعد فترة زمنية أخرى. لاحظت وجود بنت الفدادية في مكتب المحامي وهذه المرة دون مقايضة ولاحظت أن المكتب بدأ يفتح في السابعة والنصف بتوقيت ثابت.
وبنت الفدادية بدأت حملة جمالية علي المكتب وازدهرت تجارة الصرف وبدأ بعض الثراء يظهر في أرجاء المكان.
وعادت ملامح بنت الفدادية عودة الخضرة ما بعد الخريف صارت فتاة ام درمانية كاملة الملامح جمال ملحوظ والق البوتقية أو تلك اللمحة الجمالية التي تميز بنات ام درمان.
ومع المفاصلة في سعر الصرف التي بت أجدها من بنت الفدادية وتقلص مهارات الخداع عندي مع تيراق النباهة والصحو.
فرحت للسيدة الأمدرمانية الجديدة.
كذلك لتلك الزيجة والمصاهرة بين عمق ام در والمحامي الثرى وقاع المدينة وبنت الفدادية.
وانتبهت لمقايضة أخرى بحرفية نوعية.
وتجاوز آخر لمعيار المجتمع الذي يسامح ويغفر لطبقة ويعاقب طبقة أخرى.
وبعد سنين ولم ينتهي المشهد.
في صف الوقود أطلت سيدة من عربة برادو مظللة لتدفع فاتورة الوقود.
وبلا دهشة ابتسمت وشمت في معيار المجتمع السوداني بلا قياس ولا أصول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى