
إستئناف التعليم في السودان بين الواجب والواقع
مني حمزة
منذ العام 2019 وباندلاع ثورة ديسمبر المجيدة…باصرار …وعنفوان الشباب السودانين طلاب وطالبات المدارس والجامعات…بداءت إرهاصات تعطيل الدراسة
في السودان…بين الحين والاخر بسبب التظاهرات وانشغال الطلاب بها باعتبارها الوسيلة السلمية لنيل حقوقهم وامنياتهم ببناء
الوطن…
ثم كانت النكسة الصحية العالمية بانتشار وتفشي جائحة كورونا ونال السودان ماناله العالم من تعطيل للدراسة…واستمر لعام ثم
إنفرجت الازمة جزئيا لتعود المدارس والجامعات للتعليم في العالم اجمع…ولكن
الشباب السوداني مازال في الشوارع بهتافاته يبحث عن مايريد تحقيقه….
ثم اصبح امر التعليم اكثر تعقيدا ..باضرابات
المعلمين في جميع ولايات السودان لتحقيق
التغيير الايجابي للتعليم الذي نادت به ثورة
ديسمبر المجيدة…فيما يخص تغيير المناهج
ومجانية التعليم…وزيادة اجور المعلمين…واخذت اضرابات المعلمين ما اخذت من تاخير الدراسة في السودان …بل وصل الحد ان تتراكم الدفعات في الجامعات..
ووصل الحد ان ينقل الطلاب والتلاميذ بامتحانات قياس صفية لفتره تعليمية واحدة
من اصل فترتين للعام الدراسي..
واستمر حال التعليم في السودان في صراع
مابين الواجب والواقع الذي يحتم علينا ضرورة استمرارية تعليم اجيالنا التى نرجوا منها احداث التطور والتقدم لهذا الوطن…
ثم كان قيام الحرب العبثية في يوم15 ابريل
قبل سبعة اشهر من اليوم …وللاسف قبل 60 يوم من بداية امتحانات الشهادة السودانية للعام2022_2023 ومازالت معلقة حتى الان وقد اصيب الطلاب الجالسين للامتحان بالاحباط واليأس والى متى؟؟؟
وفي محاولة من القائمين على امر التعليم
هناك اقتراح لفتح المدارس والجامعات بنهاية هذا الشهر…لان وقف التعليم يعني وقف التطور والتقدم لهذا الوطن مهما كانت الصعاب…والتي تتدرج حول،،،،
عدم دفع رواتب العاملين بالدولة طيلة فترة الحرب اللعينة…ومن بينهم شريحة المعلمين
المطالبين بمباشرة عملهم في المدارس والجامعات اذا نفذ قرار فتحها…
وكذلك الاسر االتى يعتمد الكثير منها على مرتبات ..كيف يمكنهم تجهيز ابناءهم للمدارس والجامعات بدون مال!!!
الامر الاخر ان معظم هذه المدارس وداخليات الجامعات هي مراكز لايواء سكان الخرطوم النازحين من الحرب…
والاهم من كل ذلك هو ان التلاميذ والطلاب
بسبب الحرب في ولاية الخرطوم ودارفور وكردفان قد تفرقوا في انحاء مختلفة من السودان وكذلك خارجه…فكيف يمكن ان ينال
هؤلا حقهم في التعليم وهل المدارس في الولايات الامنة لها القدرة على استيعاب النازحين؟؟؟
نعم الواجب يحتم علينا ان نقدم تنازلات وتضحيات ربما…
لتسير عجلة التعليم في بلادي فقد تعطلت كثيرا…وتعطيلها ماهو الا تكبيل لتطورنا ونجاح اهدافنا التى نرجو،،،
اذا الواقع يحتم علينا الرضى بالحلول الوسيطية الى حين من اجل استمرار التعليم
مفتاح التطور والتقدم والنماء لهذا الوطن المكلوم!!!!