
الازلام كانت تستخدم في الجاهلية لمعرفة الاحداث المسقبلية وفي الغالب هي سهام كانت تكتب عليها عبارة (افعل او لا تفعل) ذلك الشي المعين..
وقد ورد في السيرة ان عبد المطلب والد الرسول صل الله عليه وسلم كان قد كشفت الازلام لوالده ان يقدمه فداء لاكثر
من مرة وفي كل مرة كان يعيد نصب الازلام وفي نهاية الامر وبعد تكرار ذلك فداه والده بالابل سبحان الله ليكون من صلبه
سيد البشرية وحامل الرسالة الاسلامية..
اذا ما اصابك ما كان ليخطئك وماكتب لك من اقدار في صحيفتك لا مبدل او مغير له!!!
والموت في الرقاب في الحرب او دون حرب او حتى في البروج المشيدة الامنه!!
قد اصاب الناس الذعر في الوهلة الاولى لسماع صوت الاسلحة التقيلة التى لم يسمعوه الا في( افلام الاكشن) ربما
وخرجوا من بيوتهم تحركهم غريزة الخوف والبحث عن الامان
وامتدت بهم الرحلة الى المناطق التي احسوا فيها بالامان وذهب بعضهم الى خارج الحدود لدول الجوار ظنا منه انه كلما بعد كان آمن له وانه ربما تصل الصراعات المسلحة لكل شبر في السودان…
ولكن بعد هذا الهروب من الموت اختار الموت من كتب في صحائفه الموت سوء في ارض الصراع المسلح بالسلحة الفتاكه او في ارض الصراع..بنقص الغذاء والدواء ..او في
ارض الصراع بالخوف والسكتات القلبية وجميعهم شهداء حرب وبقى من مدّ الله في عمره الا ان انتهت الحرب.
ولحقت نصب الازلام بمن وقع عليه اختيار الموت والرحيل وهو شهيد غربه بعد ان ترك الديار هاربا من الحرب
خوفا على عياله والاعزاء..
لحقت بهم الاقدار المكتوبه في الصحائف منذ الازل وبعد ان
اطمئنوا على سلامة ارواحهم في ارض اللجوء ونسو او تناسوا فراق الديار وخراب الحال وضياع الاموال والبيوت
بل ضياع بعضهم من كلهم حيث تفرقوا كل في مكان بحثا عن الامان بعد كل هذا حانت ساعة الاجل وتعددت الاسباب والموت واحد!!!
ورحلت ارواحهم الى الحياة الابدية البرزخية وفقدت اجسادهم تراب الوطن ليواريها تحته برفق وحنان هم اكثر
حوجة اليه و فقدت اجسادهم دموع الاحبه وهم يودعونهم
على فراش الموت. وفقدت اجسادهم تدافع الجيران والخلان
والاعزاء والابناء والاخوه لحملها الى مثواها الاخير..
ولكن هذه هي الاقدار والانسان مسير لا يملك لنفسه
السعادة او الشقاء..لا يملك حتمية الفناء او البقاء بل لايملك
حتى قرار اللجوء والنزوح وترك الديار والجوار ليهرب ولكنها
الحرب فرضت عليه الرحيل. فرضت عليه فراق من يحب دون
ارادة منه فقط البحث عن الامان .فرضت عليه ان يقف مكتوف الايدي لا يستطيع ان يمنع المرض..او الجوع..او الجذع ..او حتى الموت عن من يحب وجاء الموت واصابت
نصب الازلام وفقدنا من نحب..فقدنا الشباب والحرائر واليفع
في ارض ليست ارضنا وديار ليست لنا وعادات لا تشبهنا ودعنا من يحتاجهم الوطن ومن يحتاجهم اهلهم ومن يحتاجون هم لشبابهم وهم في عز الشباب ولكن هذه هي
مسيرة الحياة الفانية في الدنيا والحياة الباقية في الاخرة
والاخرة خير لك من الاولى..
وداعا لكل من فقدهم الوطن في ارض اللجوء في مصر وفقدهم ذويهم
وشكرا لرابطة ابناء ام المدائن مدني وهم يحملون هم انسان
هذه المدينة حي وميت ليعيش مكرم ويدفن مكرم
والى جنات الخلد كل من رحل وهو غريب ديار وغريب
اهل ولترقد ارواحهم بسلام
وداعا المحامية اماني عبدالله مساعد وانتِ فقد في كل القضايا الانسانية.
وداعا الإنسانة الدكتورة زينب موسي احمد وانتِ فقد للثقافة والاعلام والعزاء لرابطة الاعلاميين بالجزيرة
وربنا يربط على قلوبنا ويحفظ الجميع ويعم السلام في الوطن ويرجع الامان والاطمئنان.