راي

منى حمزة تكتب… ام المدائن مدني بعيون العاشقين كل الجمال والابتسام ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

يحتضنها النيل الازرق برفق لانها معشوقته المدللة دون
بقية المدن التي تمسك في ازياله تقربا وخشوع حتى وصوله
الى المقرن وإلتحامه مع رفيقه الابيض..
انها [مدني] اسم له دلالاته الروحية، والفكرية، والسياسية.
وقد تميز انسانها بحبه لها، وتحيزه لها، وإنتماؤه لها بل بعشقه
لها فهي في حدقات العيون مهما بعد عنها وتاهت به الطرق في المرافي والمنافي وفي الشوارع الهايمة في سحر الملذات
والمجون.

انسان مدني عاشق لمدينته حد الصبابة في اي مكان في الدنيا تدغدغ الذكريات روحه لشوارعها ونسيمها وبساطة
سكانها وعمرانها فيختلط الابتسام بدمع الشوق. مدني هي ام لكل مدن السودان حيث احتوت ابناء السودان في حضنها بالداخل وفي علاقاتها الانسانية والاجتماعية المتميزة بالخارج.
وابناء مدني تجمعهم روابط الحب الكبير لمدني في اي مكان
حلوا وبالانس والذكريات الجميلة فيها حكوا وما كلوا وما ملوا
ابناء مدني لايرضون لها الانكسار وسوء الحال وحريصين دوما لتغير الاحوال الى افضل حال في مناحي الحياة في المدينة بالتكافل والتعاضد عبر روابطهم الاجتماعية والانسانية في كل دول العالم.

ولابناء مدني بصمة واضحة تمثلت في وقفتهم كالبنبان المرصوص لاهلهم الذين كانو يعيشون تحت الرصاص في
ارض الحرب حيث شمروا السواعد وشدوا الازار ورفعوا درجة
الجاهزية التامة لاهلهم وقاموا بدور لا ينسى في جمع اموالهم
وإرسالها لحسابات بنكية لاشخاص موجودين في الحرب ليوفروا بها شراء الدواء والغذاء والماء بل ليسندو بها المرضى
الذين كانت حالتهم لاتتحمل واخرجوهم باموال طائلة للمدن الامنة لمواصلة العلاج. كما رحلوا طلاب الشهادة السودانية الى المدن الامنة قبل ان يعيق الجنجويد ذلك
دعموا مدينتهم المنكوبة ودعموا انسانها الذي كان يعيش في خط النار،،وبعد ان تحررت المدينة واصلوا جهدهم بجمع اموالهم لترحيل كل انسان مدني من دول الجوار برحلات على
نفقتهم الخاصة كما رحلوا ايضا النازحين في الولاية الامنة بالرحلات الطوعية الى مدني.
والان مدني تتعافاء باهلها الذين رجعوا اليها وفتحوا الابواب
والحيشان فتحوا الدكاكين والاسواق بل فتحوا قلوبهم بيضاء
لبعضهم البعض لبداية عهد جديد لهذه الام الرؤم.

ولكن مازالت هناك بعد العثرات نحتاج فيها لامتداد السند الانساني والمادي لابناء مدني بدول المهجر(المغتربين)….
فبهم وبحقهم وفكرهم وجهدهم عاش انسان هذه المدينة
اصعب ايام الله في الارض وايضا بهم رجع وعشان اهلهم وزويهم في ديارهم بعد غربه وبعد ترحال.
والان مدني امكم وام المدائن تناديكم لتعمير الخراب الذي لحق بها وتريد منكم استمرار الدعم الممنهج لاصلاح الخراب
في البنية التحتية بدعم الجيش الازرق في قطاع الماء والكهرباء لحل هذه المشكلة فالماء عصب الحياة والكهرباء
هي النور الذي ينشر الامن والسلام ويحارب الجريمة ويجمل
المدينة بحلة زاهية تلبسها في المساء في شارع النيل..في شارع الشعبي…في شارع البحر امسيوقو…في شارع المرور
ومستشفى القلب في الكبري..لابد من دعم الكهرباء لشراء
النواقص التي تعيق استمرار التيار الكهربي في المدينة ثم
لابد دعم شركات النفايات لنظافة المدينة واحياء تشجيرها
ولابد من دعم المدارس وتعميرها ..ولابد من ماليس منه بد
حتى تبتسم ام المدائن مدني،،،وتبتسم وانت في ود مدني

ايجابيات الحرب والنفرة الشعبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى