راي

مزمل صديق يكتب ….. فى انتظار المستحيل… بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

فى انتظار المستحيل…

كتب/ مزمل صديق

* واحدة من ابرز المشكلات التى تسببت فيها الحرب الدائرة معاناة المرضى نتيجة خروج مؤسسات القطاع الصحى فى العاصمة الخرطوم ، وكانت الجزيرة على قدر التحدى بنسبة مقدرة طيلة الفترة السابقة والان الجزيرة فى قطاعها الصحى شغالة ب (جاز المصافى) كما يقال ، حيث تحملت مؤسساتها الصحية الكثير من الاعباء فى ظل معاناة الكوادر العاملة بسبب عدم صرف رواتبهم لاكثر من نصف العام والظروف الضاغطة، رغم ذلك تحملوا المسؤولية المضاعفة وهم الان فى انتظار المستحيل بعد قرار وزير المالية الاتحادية بتحمل الولايات لرواتب العاملين واعلان والى الجزيرة عدم مقدرته على توفير مبالغ لعدد ٦٠ الف عامل وعاملة اى ما يعادل حوالى ١٥ % من العاملين بالسودان باعتبارها الولاية الثانية بعد الخرطوم فى كثافة اعداد العاملين….

* مررت اليوم بعدد من المؤسسات وتوقفت عند فناء مستشفى الجزيرة لأمراض وجراحة الكلى ورايت العجب العجاب ، مرضى فى انتظار فرج قادم يمنحهم فرصة لغسل السموم التى تسري فى دواخلهم، اسرة يتم استئجارها من خارج المستشفى بعد امتلاء العنابر والصالة، تمددت معاناة الانتظار لخارج مبنى المستشفى فى مشهد تراجيدي مؤلم للحد البعيد، ظلت الكوادر منذ اندلاع الحرب تعمل بمتوسط توفير الغسالات لما يتراوح بين ٩٠٠ الى ١٠٠٠ غسلة فى الاسبوع الواحد ولمدار ٢٤ ساعة يوميا ، معاناة لا يمكن وصفها باى حال من الأحوال والواقع اكثر ايلاما، فضلا عن شراء حوالى ٤٥٠ امبولة هيبرين شهريا بمبلغ يتجاوز ال١٢ مليون جنيه ، وعلمت ان وزارة المالية والاقتصاد والقوى العاملة بولاية الجزيرة صادقت على مبلغ ٥ مليون و٥٠٠ الف لشراء الف سير تكفى لأسبوع واحد بجانب ان الوزارة قامت بتوفير الوجبة للمرضى مما يعنى ان وزارة المالية بالجزيرة وادارة المستشفى تقدمان ما هو متاح وفوق المستطاع لتوفير الخدمة ولكن ما يعانيه المرضى يحتاج تكاتف الكافة خيرين كانوا او منظمات والدور الاكبر يقع على وزارة الصحة الاتحادية التى تشكل غيابا ملحوظا فى امر مرضى الكلى بالسودان .
* التأمين الصحى رغم التدفقات المالية التى بدأت تدخل خزانته الا ان هناك مديونية بلغت حوالى ١٠٠ مليون لمستشفى الجزيرة لأمراض وجراحة الكلى وهى أحوج ما يكون لسدادها لمقابلة الضغوط الكبيرة علما بأن من ينتظرون اجراء الغسلات فى الطواريء المئات من المرضى فهل نجد استجابة ام تظل المعاناة سيدة الموقف فى ظل الغياب شبه التام لدور التأمين الصحى فى ظروف أحوج ما يكون لخدماته.
* حوالى ١٠٠ عملية بجانب اجراء ٣ عمليات جراحية للكبد والبنكرياس و١٠٠٠ غسلة أسبوعيا تتم بمستشفى الجزيرة لأمراض وجراحة الكلى بودمدنى مع غياب للموارد ( مما يعنى المستشفى شغالة بالبركة )… وتوقف خدماتها يعنى الموت لا محالة لمرضى لا ذنب لهم سوى قلة الحيلة ونتمنى (الا يصل الوضع لهذا الحال )… والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى