راي

مزمل صديق يكتب ..عاطفة وحنان والرحيل المر _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

هاهو العام ٢٠٢٣م يأبى ان يفارقنا وفى خواتيمه يزرع بابا اخر من الحزن والشجن الأليم، بعد شهر بالتمام والكمال من رحيل الموسيقار الكبير محمد الامين يعيد العام احزانه المتراكمة برحيل إبداع اخر تجسد فى الراحل محمد ميرغنى الذى لقى ربه بعد معاناة طويلة مع المرض بمستشفى الشرطة بودمدنى ، (محمد الامين ) و(محمد ميرغنى) بينهما جملة من القواسم المشتركة ابرزها اسم محمد والرقم ١٠ فى محصلة الاسم ، والابداع المشبع بالرصانة والرومانسية، مدرسة متفردة ستظل مشرعة أبوابها عبر الاجيال القادمة ، كان رحيل ابواللمين فى الثانى عشر من نوفمبر وكذلك محمد ميرغنى بعد شهر اى فى الثانى عشر من ديسمبر يودع الفانية بذات المعاناة مع الالم والمرض ، وبرحيل محمد ميرغنى تطفا شمعة أخرى من شموع الفن الأصيل فى بلادى، بكته الجموع فى مشهد مؤثر بمقابر ودمدنى ، وصفه المقربون بالمعلم فى كل شيء ، كيف لا وهو من امتهن مهنة الرسل فى بدايات حياته حيث عمل معلما لفترة ثلاثون عاما قبل ان تتفجر ابداعاته الغنائية الخالدة ، بجانب ان سيرته العطرة نقلت عنه انه رياضى مطبوع حيث لعب للعديد من الفرق الرياضية فى مدينة الخرطوم بحرى التى استقر بها منذ فترة مبكرة قبل انتقاله اليها من منطقة سقادى فى شندي ثم الفكى هاشم .
* التحق الاستاذ محمد ميرغني بمعهد الموسيقى والمسرح عام 1969 ليعمق تجربته الفنية أكاديمياً ويتخرج في عام 1974، حيث زامل دفعة المعهد الدراسية وقتها ، الفنان عثمان مصطفى والعازف علي ميرغني وكل من الملحن الماحي سليمان ، وعمر الشاعر ..
غنى للعديد من الشعراء أبرزهم كل من:- * إسماعيل حسن الذي غنى له اشتقت ليك ، عيونك ديل. * التجاني حاج موسى وغنى له تباريح الهوى. * مصطفى سند وغنى له عشان خاطرنا. * الشاعر صلاح أحمد إبراهيم :- سهمك الفتاك. – الشاعر السر أحمد قدور:- حنيني إليك. * الشاعر حسن الزبير:- لا بتفاصلي لا بتواصلي، ولا الصابر انا ولا الباكي. * الشاعر حدربي محمد سعد :- النازلة ماشة على البحر . * الشاعر السر دوليب:- لو قدرت تغيب علي ، انا والأشــواق، * ما بتقدر تتوب يا قلبي * مين فكرك ياحبيب. * الشاعر محمد عبد القادر أبوشورة:- عاطفة وحنان ، احترت فيك. * الشاعر كامل عبد الماجد:- أخليك. * الشاعر صديق مدثر:- سبأ * الشاعر علي شبيكة :- شفتك وابتهجت. * الشاعر محمد بشير عتيق:- شذى الياسمين.* الشاعر عثمان خالد:- سمحة سمحة الصيدة.* الشاعر صلاح حاج سعيد:- ما قلنا ليك، لوكان عصيت.
شكل ثنائياً في الألحان مع عدد من الموسيقيين والملحنين أبرزهم كل من حسن بابكر، العاقب محمد حسن ، عبد الله عربي ، محمد سراج. هذا هو مطربنا البديع محمد ميرغني.
* يعتبر الاستاذ محمد ميرغنى من المبدعين القلائل الذين اثروا مكتبة الاغنية السودانية بحوالى ٢٠٠ من الأعمال الخاصة التى ستبقى خالدة فى ذاكرة التاريخ ، وشكل الوجدان السودان باروع ما يكون ، ويتسم اداءه بالحضور المتميز، ورحيله سيبقى واحدة من فواجع الشعب السودانى لما له من خاصية وخصوصية ، رحل وحنينه الى موطنه الخرطوم بحرى ما زال يؤرق مضاجع شعب باكمله(وربنا يجازي الكان السبب) رحل وكأن الشوق يحمله اليها رغم غيبوبة المرض : حنينى إليك وليل الغربة اضنانى وطيف ذكراك بدمع القلب بكانى، واقول ياريت زمانى الكان يعود تانى من تانى ، وليته عاد قبل رحيله عن الفانية لتقاسم الشعب كله هول الصدمة لحظتها ، ولكن تباريح الهوى ستظل حبيسة فى الدواخل مع عتمة الليل المفتعلة لتنطفيء برحيل محمد ميرغنى واحدة من أنبل وأجمل ابداعات بلادى.
تغمده الله بواسع رحمته وادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا انا لله وانا اليه راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى