رياضة

مرفأ الكلمات ــ عثمان عولي ــ الرياضة جسرٌ للعلاقات الشعبية: مباراة الهلال السوداني والأهلي المصري.. جسْرٌ للمودة أم مفترق طرق؟ ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

تُعد الرياضة واحدة من أقوى الروابط التي تجمع الشعوب، حيث تتجاوز كونها مجرد منافسة إلى أن تصبح وسيلة للتقارب والتآخي. وفي هذا السياق، تحظى مباريات كرة القدم بين الفرق الكبيرة بشعبية جارفة، ولكنها تحمل في بعض الأحيان مشاعر متضاربة بين الشغف والتعصب.

مواجهة تقليدية بروح التنافس

تأتي مواجهة الهلال السوداني والأهلي المصري ضمن تلك المباريات التي تشهد دائمًا إثارة كبيرة، فهي ليست مجرد لقاء رياضي، بل حدثٌ يترقبه عشاق الكرة في البلدين. لطالما اتسمت مواجهاتهما بالقوة والتحدي، ومع ذلك، فإن التعصب الجماهيري أحيانًا يُلقي بظلاله على الأجواء، ما يجعل البعض يستغل المباراة في تأجيج الخلافات بدلاً من تعزيز الروابط التاريخية بين الشعبين.

هل تكون المباراة فرصة لتعزيز العلاقات؟

في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، يمكن لمثل هذه المباراة أن تتحول إلى جسر للمودة بين الشعبين، إذا التزم الجميع بروح الروح الرياضية وأدركوا أن الرياضة وسيلة لتوحيد الشعوب وليس لتفريقها. فالملاعب ليست ساحة للصراع، بل منصةٌ لنقل رسالة السلام والتآخي.

ضرورة ضبط النفس والروح الدبلوماسية

لا شك أن الجماهير المتحمسة تُعدُّ المحرك الأساسي لكرة القدم، لكن من الضروري أن تتحلى بروح المسؤولية، وأن تدرك أن الفوز أو الخسارة لا يجب أن يكونا سببًا للفرقة. فكما يتصافح اللاعبون بعد المباريات، يجب أن تظل الجماهير على نفس النهج، تُعبر عن شغفها دون تجاوز الحدود أو السماح للأطراف الساعية للتفرقة بأن تصطاد في الماء العكر.

أملٌ في لقاءات قادمة على أرض السودان

لطالما كانت الملاعب السودانية، خاصة في أم درمان، مسرحًا لمواجهات كروية تاريخية، ونأمل أن تعود الجماهير المصرية قريبًا لحضور المباريات في السودان بنفس الروح الرياضية، ليكون ذلك دليلًا على متانة العلاقة بين البلدين. فكما تحتضن القاهرة مباريات القمة بروح رياضية، يجب أن يكون السودان قادرًا على فعل الشيء ذاته دون توترات.

ختامًا.. رسالة إلى الجماهير واللاعبين

الرياضة يجب أن تبقى جسرًا للعلاقات الشعبية وليست وسيلةً للتنافر. هذه المباراة هي فرصة ذهبية لتأكيد متانة العلاقات السودانية المصرية، فلتكن الجماهير نموذجًا في التشجيع الراقي، وليكن اللاعبون دبلوماسيين من الدرجة الأولى، لأنهم يمثلون شعبيهما قبل أنديتهم. عندها فقط، ستخرج الجماهير متشابكة الأيدي، ويكون الفائز الحقيقي هو الصداقة بين البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى