مختار مأمون يكتب
لابد من التخطيط لسودان جديد
قبل حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣ كان السودان حلبة من حلبات الصراع بين الدول العظمى طمعا في خيراته وثرواته التى لم تكتشف بعد وحتى المكتشف لم يستفد منه السودان الفائدة العظمى التى تغذي خزينة الدولة بالعملات الصعبة وحتى الان يصدر السودان خيراته مواد خام دون صناعات تحويلية ودونكم القطن الذي انتشرت محالجه في كل مواقع الإنتاج وانتشرت المحالج التجارية على حساب محالج الدولة في مارنجان والحصاحيصا والباقير وكساب وحمدنا الله وغيرها كثيرا ،الأمر الذي إنعكس سلبا على صناعة الغزل والنسيج وصناعة الزيوت والصابون وأعلاف الثروة الحيوانية وتوقفت معظم هذه الصناعات التى كانت منتشرة في السودان. إننا لسنا ضد الإستثمار ولكن مع الإستثمار المرشد دون تركيز الإستثمارات في الصناعات في الخرطوم وقد كشفت الحرب بعد تعرض المصانع للضرب من قبل المتمردين حجم الضرر الذى انعكس على ارتفاع الأسعار وفي الأحيان إنعدام السلع وبعد أن تضع الحرب أوزارها ويتم القضاء على التمرد لابد من إعداد الدراسات والخطط والبرامج التى من شأنها توزيع الصناعات على كل الولايات وكل ولاية لها ميزة تفصيلية في إقامة الصناعات المرتبطة بالإنتاج والمواد الخام مثل صناعات الغزل والنسيج والزيوت ومنتجات الثروة الحيوانية فضلا عن الصمغ العربي وهو سوداني أصلا(ويسمى عربي) والتنقيب عن المعادن بخلاف الذهب والسودان غني بمعادن اليورانيوم والنحاس والحديد والكروم والفوسفات وغيرها كثير من المعادن ويتمتع السودان بالمناطق السياحية والمنتجات الغابية والخضر والفاكهة والثروة السمكية والمياه العذبة التى يمكن بعد معالجتها وتصديرها للخارج وكل هذة تدر عملات صعبة للدولة .ولماذ لم تنشئ حتى الآن صناعة الأسمدة والمدخلات الزراعية والسودان بلد زراعي في المقام الأول والحديث عن الزراعة يقودنا للحديث عن حفر ترعتى كنانة والرهد ونذكر هنا ما جاء في خطاب الراحل المقيم الشريف حسين الهندي عندما قدم خطاب السودان في حفل افتتاح خزان الروصيرص حيث قال إن خزان الروصيرص سيظل مجرد حائط لتخزين المياه مالم يتم حفر ترعتى كنانة والرهد وهذة رؤية مستقبلية تؤكد أهمية حفر الترعتين وهل نطمع في قيام الترعتين خاصة بعد تعلية خزان الروصيرص لرى المساحات الزراعية الخصبة في مسار الترعتين هذا فضلا عن توفير المرعى للثروة الحيوانية الضخمة في هذة المناطق.
إن هذة الإمكانيات جعلت الأمم تتداعى على السودان تداعي الأكلة على قصعتها وخلال الأربعة سنوات الماضية أصبح السودان في كل يوم يشهد مبادرة جديدة مرة الرباعية وأخرى الثلاثية واليونيتامس وفولكر الذي أراد ان يفرض أفكاره وخططته ومؤامراته على السودان وهو لايدري بأن شعب السودان شعب صعب المراس ولا يرضى الذل والهوان وظل السودان خلال هذة الفترة يستقبل الوفود من كل دول العالم فمرة وزير خارجية اسرائيل وتارة أخري المبعوثين الستة وآخرها وزير خارجية روسيا واصبح سياسيو تلك الفترة رهن إشارة بعض السفارات والدول التى كانت تطمع أن يكون لها في السودان موقع قدم خاصة في بعض المواقع الاستراتيجية ذات السيادة التى تتحكم في مداخل ومخارج البلاد وتعددت المبادرات والمؤتمرات والورش والإتفاقيات وآخرها الاتفاق الإطاري وكل هذة السيناريوهات كانت تعد المسرح لقيام الحرب التى اندلعت في يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣ وما زالت مستمرة بالرغم من التضحيات والمهنية العالية التى التى أدارت بها القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين والشعب السوداني الذي يدعم الحرب بكل مايملك وهنا لابد من الإشادة بالموظفين والعمال وأصحاب الأعمال الحرة الذين صبروا على ويلات الحرب رغم شظف العيش كما نشيد بأصالة معدن الشعب السوداني عند المحبة وكيف كانت الملاحم التاريخية عندما إستقبلوا الضيوف من ولاية الخرطوم والولايات المتأثرة بالحرب دون أن تنصب خيمة واحدة لإيواء الذين أخرجتهم الحرب من ديارهم .إن هذة الحرب أثرت سلبا على البلاد إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وأمنيا وأصبح المواطن غير آمن على نفسه وأسرته ولابد من قيام أيا كان إسمها للدفاع عن السودان في المحافل الدولية وتمليك المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين الأدلة الدامغة على الجرائم التى إرتكبتها المليشيا المتمردة في حق الشعب السوداني الكريم الذى قدم الشهداء وألآف الجرحى والمفقودين وعلى الأجهزة الإعلامية توثيق هذة الجرائم لتكون وثائق للتاريخ. وبعد نهاية الحرب لابد من إعداد الدراسات والخطط والبرامج لقيام سودان جديد يعتز بقوته وكرامته وعزته وشموخه وعندها يقول للعالم إن السودان عصي على كل متمرد وخائن ومتآمر وطامع في خيراته وإنه سيد نفسه وتبقى قواته المسلحة والقوات النظامية الأخرى صمام أمنه ورمز عزته وكرامته ويبقى شعب السودان كريم أبي لا تخيفه المحن والمؤامرات وعقوق أبنائه .
والله نسأله أن يحفظ السودان من شرور أعدائه.