
*مؤتمر الجزيرة*
*كامل التضامن مع ضحايا السيول*
نتقدم في ” مؤتمر الجزيرة” بأحر التعازي، والمواساة الصادقة لأهالي الضحايا الذين استشهدوا، أو تشردوا، أو فُقِدوا، جرّاء السيول الغزيرة التي ضربت مدينة طوكر شرقي السودان، حوالي 250 كلم من بورتسودان، والتي نتجت عن السيول الغزيرة ” لخور بركة”، وأدّت الى إنهيار “سد اربعات” الذي يغذي مدينة بورتسودان بمياه الشرب.
ووفقاً لمواطنين من المدينة، فقد بلغ مستوى إرتفاع المياه الى ” مترين”، أغرق المنازل بالكامل، مما خلّف اوضاعا إنسانية ماساوية. تمثّلت في وفاة اكثر من “30” شخص، وفقدان المئات ، بين شريد، وعالق ومفقود، كما أستشهد “3” من المتطوعين وهم يعملون على إنقاذ المواطنين.
كذلك لا يفوتنا التضامن الصادق مع أهالي شمال السودان الذين تضرروا من السيول والامطار، حيث أدت الكارثة الطبيعية لتشريد اكثر من “70” قرية بولايتي نهر النيل والشمالية، مثل ” دنقلا، والقولد، وجزيرة صاي، وكوكا المحس، والقرير، والزومة، وتنقاسي الحماداب، ومسحت مئات المباني من الخريطة.
إننا في مؤتمر الجزيرة نطالب السلطات في بورتسودان التصدّي لمسؤلياتها بكل حزم، وأن تقوم بشكل عاجل بإرسال طائرات، وقوارب لإجلاء العالقين من المواطنين الذين تحاصرهم السيول من ثلاثة إتجاهات بطوكر، وأن تسهّل عمل المنظمات الوطنية والدولية، وترفع عنها كافة القيود لإيصال المساعدات الانسانية العاجلة لمواطني الولايات المنكوبة، من إيواء، وغذاء، ودواء.
إن حجم الكارثة كبير، ومرشّح للاسوأ، بحسب توقعات وحدة الآنقاذ المبكر بهيئة الإرصاد الجوية عن هطول امطار غزيرة بالهضبة الإثيوبية، ومرتفعات أرتيريا، ستؤدي الى مزيدا من السيول والامطار تهدد نهري القاش وعطبرة.
وإذ تواجه ولايتي الشمالية ونهر النيل، ومدينة طوكر بولاية البحر الأحمر خطر الأمطار والسيول الجارفة، نذكّر نحن في ” مؤتمر الجزيرة” ب” المأساة المنسية” بولاية الجزيرة، وبشاعة الحرب التي يتعرض لها مواطنوها، إنها “بشاعة ترى فيها نفسك بين معمعان حرب ضروس، دائمة الحمرة من الدماء، لا تدري متى، وأين، وكيف تهلك، أو تنجو؟، فلا أماكن آمنة، بل صارت الجزيرة كلها أرضاً للموت، والنهب، والترويع، والإرهاب، والنزوح، واللجؤ، على أيدي مليشيا الدعم السريع المجرمة.
إن مأساة الجزيرة لا تشغلها عن مشاركة أهالي الشمال، ونهر النيل، واهل مدينة طوكر نكباتهم، لأن الجزيرة هي وطن لكل السودانيين، يقيمون على أرضها منذ القدم بالرضى والقبول، كما إن لأهل طوكر على وجه الخصوص دين كبير في رقاب أهل الجزيرة، فقد فتحوا دورهم للنازحين منها، ومنحوهم من أراضيهم الزراعية مساحات مقدرة تعينهم على ويلات التشرد والنزوح.
فلنفتح القلوب شبابيك للأمل، بالنضال، والعمل من أجل حياة الكرامة الإنسانية الكاملة.
*مؤتمر الجزيرة*
*أغسطس 2024م*