راي

كمال ساري يكتب .. مستقبل الزراعة في السودان ماذا عنا؟؟ ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

تطور العالم من حولنا في مجال الزراعة باستخدام التقانات الحديثة لزيادة الإنتاج والانتاجية، فيما عدا السودان إلذي ما زال يمارس الزراعة التقليدية القديمة المتخلفة التي اكل عليها الدهر وشرب.
تحضرني قصة المصري الذي يمتلك ثلاثة عشر( قيراطا) اي نصف فدان تقريبا كان يزرعها في السنة أكثرمن مرة، واستطاع من دخلها أن يدرس أبنائه  في أحسن الجامعات ويعيش أحسن عيشة وكان يحكي قصته هذه بفخر إلى سوداني مقيم بالسعودية يمتلك ثلاثون فدانا واندهش المصري عندما علم بذلك، وانهال عليه بالاسالة التي لم تنقطع ازاي؟وكيف؟ انت مقيم هنا وتارك ارضك؟ والكثير من الاسئلة التي نحتار في إيجاد إجابة لها ونحن في السودان

السودان كم تعلمون بلد زراعية واراضيها خصبة من شمالها إلى جنوبها من شرقها إلى غربها مع توفر الأمطار والمناخ الملائم للزراعة، ونعيش من فوق سطحها من أكثر الشعوب فقرا وجوعا،_ نمتلك المقومات وتنقصنا العقول المفكرة_ .. وحكاية مشروع الجزيرة هدية المستعمر إلى الشعب السوداني هذه حكاية أخرى، الذي يروي انسيابيا من أرخص أنواع الري في العالم أصابه الدمار . ومن المحزن والمخجل كان ينادي بعض حكامنا وولات امرنا ومن أتى بعدهم، بعد أن صار المشروع مقعدا وأصحابه الخراب يجترون في عبارة… “سنعيده وسيرته الأولى” وكيف يكون ذلك؟ …. على مايبدو كانوا يقصدون من اعادة سيرته الاولي هو ليست التعمير كان الخطأ في توقعاتنا نحن المخالفة ، بل الرجوع به إلى ما قبل الاستعمار حيث كانت الارض عبارة عن احراش وغابات تسكنها الضباع والوحوش وقد صدقوا ونجحوا في إعادة سيرته الأولى بالفعل!! والدليل رجوع غابات والمسكيت التي تملأ المساحات الشاسعة من أرض الجزيرة ، وخروج بعض المساحات عن دائرة الإنتاج وأصبحت خالية تذروها الرياح، وهاجر بعض أهلها الي دول المهجر كبديل لكسب العيش واسالة اخونا المصري الحائرة التي تجول وتصول في الاذهان بحثا عن إجابة ومازالت ماثلة أمامنا.

نمتلك الأرض الخصبة ويشقها أعظم نيلين من الجنوب إلى الشمال والمياه الوفيرة والأمطار الغزيرة الموزعة توزيع الا هي، رغم كل هذه الهبات الربانية التي حبانا الله بها، يعيش المواطن السوداني أقسى انواع الفقر والعدم والجوع، ونبقي في اعادة الاسئلة المتكرر ما هو السبب الرئيسي وراء هذا التدهور الزراعي في السودان؟ هل هناك ايدي خفية ولها دور بارز في تعطيل عجلة التنمية في اقتصاد السودان؟ ما هي الحلول التي يمكن ان تخرجنا من هذه الأزمة التي مازالت تتوسع في رقعتها لتشمل كل بقاع السودان؟ هل نحن كحكومة وشعب بكامل وعينا وندري بالحاصل، ونغض الطرف عنه؟ ام هنالك أشياء أخرى مخفية لا تسمح الظروف بالبوح بها؟ أين دور العلماء المهندسين الزراعيين والاقتصاديين من أبناء السودان الوطنيين الخلص؟ ما هذا الصمت المريب ؟ هل نحن فعلا مقبلين على الأسوء من ذلك؟
لابد من البحث والتمحيص لايجاد حلول لهذه الأزمة، والصمت والتجاهل لمثل هذه القضايا غير مجدي بل يزيد الأمور تعقيدا ولا بد من تحريك جميع الشركاء في العملية الزراعية وإبراز ادوارهم الفاعلة.لانقاذ السودان من هذه الكارثة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى