راي

قولا لينا _ د. محمد بشير الإمام _ الحرب تستمر والوقت يمضي!!! _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

الحرب تستمر والوقت يمضي!!!
نال إعجابي شرح رائع جدا لتعريف الجودة والكفاءة قائم على تشبيه المفهومين بهدف منصوب أمام المرمي يصاب بالأسهم فاذا أصاب الرامي الهدف من أول محاولة هذا يعني تحقيق الكفاءة والجودة في أفضل حالاتهما أما إذا كانت الإصابة بعد محاولات عديدة فهذه تعني الكفاءة ولكن بجودة اقل فاذا تأملنا هذا الشرح نجده يستمد قيمته الجوهرية من دقته الملحوظة في حساب الزمن.

فالكفاءة وحدها أحيانا لا تفي بالمطلوب خاصة في حال وجود المنافس الذي يمتلكها بجودة اعلي وهذا يعني أننا حسب المعايير التنافسية لعالمنا المعاصر إن كنا منتجين فالإنتاج وحده لا يكفينا لمنازلة الكبار ما لم يتسم بالسرعة والجودة والكفاءة فكيف هو حال من لا ينتج أصلا!!؟؟

للأسف نحن السودانيون لا نعمل حاليا والوقت يمضي والحكومات والشعوب في كل العالم تتعاون وتتحد وتسعي جاهدة لتنفيذ خططها واستراتيجياتها بلا كلل ولا ملل أما في بلادنا تتوقف عجلة الإنتاج بصورة شبه كاملة بل ومنشاتنا الصحية والتعليمية والاقتصادية ومعظم صروحنا الحيوية يتم تدميرها بشكل ممنهج والسبب هو الحرب!! فالي الذين أشعلوا شرارتها الأولي وبذلوا قصارى جهدهم وما زالوا يعملون ليل نهار لاستمرارها نقول هل أنتم راضون عن صنعكم؟

ألا تدرون أنكم ظلمتم كل الشعب السوداني وأنتم تسلبونه حقه في الحياة والأمن وجميع الاحتياجات الإنسانية واستغلال وقته فيما يعود عليه بالنفع؟ فكم من الوقت تحتاجه طفلة بريئة لتتعافي من صدمتها وهي تشاهد والدها السابح في بركة من الدماء قبل وداعها؟ وكم من السنين سيهدرها الشعب السوداني عموما لنسيان ما تجرعه من مرارات بسبب القتل والجروح والنزوح والاغتصاب وغيرها من تبعات الحرب التي تدخل عامها الثاني وتزيد الأوضاع سوءا يوما بعد يوم؟ وفي رأيكم ما هي المدة الزمنية الكافية لمعالجة الأضرار النفسية التي لحقت بشعبنا بعد الحرب؟ فبركم أين ديمقراطيتكم المنتظرة وأنتم تصبون زيتكم على نار الحرب يوميا والوقت يمضي؟

سيعوض الله ضحايا الحرب من السودانيين الذين فقدوا الأرواح و الممتلكات بلا شك خيرا مما فقدوا أما الذين قاموا بظلمهم واضطهادهم و تعطيل حياتهم و تمادوا في ذلك مع سبق الإصرار و الترصد و لم يتعظوا من أشباههم أمثال فرعون و قارون و النمرود و الحجاج و هولاكو و بقية الطغاة المتجبرين لابد أن ينالوا الجزاء المستحق عاجلا أم اجلا, و إن عجز الضعفاء عن اخذ حقهم فان الله لا يعجز وهو يسمع و يري من ينشرون الفساد في بلادنا قتلا و ترويعا و نهبا و طغيانا ويمد لهم مدا فالحرب ربما تكون وسيلة لابتلاء البشر و اختبار الإيمان و في النهاية قدرة الله و حكمته البعيدة تفوق إدراكنا المحدود ولو أراد الله إيقافها و اخذ رعاتها اخذ عزيز مقتدر لفعل لكن سمي الله نفسه الصبور و معناه كما قال النووي في شرحه علي صحيح مسلم (هو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام ) و بكل تأكيد فان لله حكمة خفية في استمرار الحرب و تأخير النصر و هو القائل في محكم تنزيله ( كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسي أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لا تعلمون ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى