راي

قولا لينا د _ محمد بشير الامام mohamedemam.tr@gmail.com _ مقومات نهضة السودان.. التعليم أولا _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

يعيش السودان حاليا اسوا أزماته المرحلية على كافة المستويات ويشهد إهدارا لثرواته البشرية والمادية بتفريط غير مسبوق وينحدر للوراء بسرعة الصاروخ وتتوقف عجلة التنمية على أرضه بصورة شبه كلية إلا انه ورغم شدة البلاء وصعوبة الكارثة التي المت به سيعود بإذن الله قويا ليضمد جراحه العميقة ويطوي صفحة أحزانه الدفينة ويتدفق خيرا وفيرا على شعبه بما يكفي احتياجاته. و توقع عودة السودان بالطبع ليس ضربا من أحلام اليقظة و إنما استنتاج منطقي مستمد من تجارب مماثلة لدول مرت بذات الظروف التي نعيشها و لربما اسوا منها والمهم في الأمر أن عملية التحول من دائرة الاقتتال و التخريب و الحياة البربرية اللا مسئولة إلى نقطة الانطلاقة الحقيقية و بداية الانتظام في ميادين العمل و الإنتاج و الإعمار هي بكل تأكيد خطوات مشروطة تتطلب الإدراك و الجدية و العزم علي عدم العودة للماضي و التأسيس لدولة متماسكة و منسجمة بين جميع مكوناتها بلا أحقاد أو كراهية و كل ما سبق لا يمكن تحقيقه دون العمل علي رفع وعي المواطنين و تحديد رؤية استراتيجية شاملة يتشاركها جميع السودانيين فيما بينهم بروح الصدق و الإخلاص و التعاون.
التركيز علي أهمية التعليم في مرحلة ما بعد الحرب من المقومات الضرورية جدا لنهضة السودان من جديد فالتعليم هو الداعم الأساسي لتصحيح المسارات الخاطئة التي أوردتنا مورد الهلاك و هو المنقذ الذي يضيء طريق البناء و النماء و يعيدنا إلى موقعنا الطليعي بين الأمم و لكي نبدأ بالطريقة المنهجية السليمة في إصلاح بلادنا لابد من توجيه كل ما بوسعنا من قدرات لتطوير التعليم في بلادنا علي كافة الأصعدة و استغلاله الاستغلال الأمثل حتي نتمكن من اكتساب المعرفة اللازمة لإزالة العقبات التي حالت بيننا و نهضتنا المرجوة و علينا بزيادة الاستثمار في التعليم و تحسين جودة المناهج و تعزيز برامج التعليم المهني و التقني و تطوير البني التحتية التعليمية و توسعة مظلة التعليم و تكثيف الأنشطة التدريبية خصوصا بالقطاعات الإنتاجية لتلبية احتياجات سوق العمل و إحياء الشراكات الذكية مع الدول الصديقة لتشجيع التبادل التعليمي و البحث العلمي و الابتكار و البناء المعرفي و المهاري و من اجل إنجاح هذا المشروع الاستراتيجي لا بد من تخصيص ميزانية كافية تسمح يتغطية تكاليفه علي اكمل وجه فها نحن و منذ سنوات بعيدة و حتي لحظة كتابة هذه السطور ندفع ثمن إهمالنا للتعليم و قد كانت حكومة البشير تخصص اكثر من 70 % من ميزانية الدولة لمستلزمات الدفاع الوطني و القوات الأمنية مقابل حفنة من الدراهم للتعليم و الصحة و الخدمات الاجتماعية و المؤسف انه معظم إن لم يكن جميع ما تم تشييده من عتاد عسكري تم إحراقه في اشهر عديدة كما احترقت معه قلوب الأرامل و أمهات الشباب و تحطمت معه كرامتنا الإنسانية بوحشية غير مسبوقة و السبب الأبرز مجموعة من الجهلاء يمسكون بيدهم السلاح ! و السؤال الحائر في انتظار الإجابة هل سيتمادى هؤلاء الصبية في القتل و التخريب لو نالوا قدرا من التعليم الذي يعرفهم فقط بقيمة وطنهم الذي يضرمون النار في أجزائه ليل نهار بانه أرضهم و مأواهم و ملاذهم و إن غربت شمسه فلا بديل لهم غيره؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى