راي

عمرو خان يكتب .. الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة على الحرب في السودان _ بعانخي : برس

بعانخي برس

 

 

 

اتسعت فجوة الانقسامات والخلاف في الرأي بين جموع الشعب السوداني بفعل فيديو انتشر سريعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي ظهر فيه استخدم الذكاء الاصطناعي لانتحال شخصية الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وعمت حالة ارتباك لدي المهتمين بهذا الشأن خاصة بعد الإشارة إلي أن هذا المحتوي مسرب من حساب مجهول يقول إنها “تسجيلات مسربة” للرئيس السابق منذ أواخر أغسطس/آب.
ولكن بدا أن هذا الفيديو جاء ضمن حملة ممنهجة لأحداث شئ من البلبلة لدي الشعب السوداني الذي يعاني من الانقسامات االتي مزقته نسيجه الوطني عبر السنين وحتي الآن، لاسيما رجح خبراء علم الذكاء الاصطناعي أن مثل هذه الحملات التي تستخدم تقنينات AI تستهدف طرح محتوى مزيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأحداث تأثير معنوي سلبي على الشعب السوداني بظهور الرئيس السابق الذي ما وال يواجه اتهامات جنائية.

الذكاء الاصطناعي و الحرب في السودان

شهد العالم تطورات هائلة في مجال التكنولوجيا خلال العقدين الماضيين، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءاً لا يتجزأ من العديد من المجالات، بما في ذلك العسكرية. وفي السودان، الذي يعاني من صراعات مستمرة، يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أن تلعب دورًا كبيرًا في تغير مجرى الأحداث. يهدف هذا المقال إلى استعراض أثر استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب في السودان، وتحليل الفوائد والمخاطر المرتبطة بهذا الاستخدام.
الذكاء الاصطناعي في السياق العسكري
قبل أن نتعمق في الحالة السودانية، من المهم أن نفهم كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري بشكل عام. تشمل التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي:

أنظمة المراقبة والاستطلاع: تحسين قدرة القوات على جمع المعلومات وتحليلها بسرعة.
الأسلحة الذاتية: تطوير الطائرات بدون طيار والأسلحة الذكية التي تستطيع تحديد الأهداف وضربها بدقة.
تحليل البيانات الكبيرة: استخدام الذكاء الاصطناعي لمعالجة وتحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة كبيرة، مما يمكن القادة العسكريين من اتخاذ قرارات مستنيرة.
الذكاء الاصطناعي في الحرب في السودان
السودان شهد صراعات متعددة منذ استقلاله، أبرزها الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، والنزاع في دارفور. مع تطور التكنولوجيا، بدأ يظهر دور للذكاء الاصطناعي في هذه الصراعات بطرق مختلفة.
فمثلًا من خلال متابعتي لمقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية المنشورة على مواقع الدعم السريع وتلك الموالية لها، يتضح أن هذه المواقع تستخدم بشكل مكثف وبمهارة عالية تقنية تحويل النصوص إلى كلمات منطوقة (Text-To-Speech)، بالإضافة إلى تقنية “التزييف العميق” (Deepfake). تُستخدم هذه التقنيات عادة في عالم التعليم الإلكتروني، حيث تقوم بتحويل أي نص مكتوب إلى كلام منطوق بنفس اللغة أو بعد ترجمته إلى لغة أخرى باستخدام الترجمة الآلية، لكن في هذا السياق تُوظَّف لإنتاج محتوى إعلامي موجه في إطار الصراع العسكري.

التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي في الحرب في السودان
المراقبة والاستطلاع: يمكن استخدام الطائرات بدون طيار المزودة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المناطق الساخنة وتحديد تحركات القوات والميليشيات. هذه التقنية يمكن أن توفر رؤية شاملة للحالة على الأرض بدون الحاجة لتعريض حياة الجنود للخطر.

تحليل البيانات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التي يتم جمعها من مختلف المصادر (مثل الاتصالات، والمعلومات الاستخباراتية، والتقارير الميدانية) لتقديم تحليلات دقيقة حول أنماط العنف وتحركات القوات.

التوعية الإنسانية: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المنظمات الإنسانية في تحديد المناطق الأكثر حاجة للمساعدات بناءً على تحليل بيانات النزوح والاحتياجات الأساسية.

نعمة أم نقمة: استخدام AI في الحرب في السودان
قد يكون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب في السودان فوائد وأضرار، ولكنه ماهي الفوائد والأضرار المحتملة من استخداماته؟
اولًا: الفوائد

زيادة الكفاءة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين كفاءة العمليات العسكرية وتقليل الأخطاء البشرية.
حماية الأرواح: باستخدام الطائرات بدون طيار وتقنيات المراقبة الأخرى، يمكن تقليل الحاجة لنشر الجنود في الميدان، مما يقلل من الخسائر البشرية.
اتخاذ قرارات مستنيرة: يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تحليلات دقيقة وسريعة، مما يساعد القادة في اتخاذ قرارات أفضل وأسرع.
المخاطر
ثانيًا: الأضرار
التحديات الأخلاقية: استخدام الأسلحة الذاتية يثير تساؤلات أخلاقية حول قرارات الحياة والموت التي تتخذها الآلات.
الهجمات السيبرانية: يمكن أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي عرضة للهجمات السيبرانية التي قد تؤدي إلى تسريب معلومات حساسة أو تعطيل العمليات العسكرية.
الاعتماد المفرط على التكنولوجيا: الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون خطرًا إذا فشلت هذه الأنظمة في أوقات حرجة.
وأخيرًا؛ إذا كان العلم سلاح فعلي الدول والكيانات والأفراد أن تتسلح بالعلم ، وإذا كان الذكاء الاصطناعي علم جديد وحديث قادر على أحداث شئ من محاكاة قدرات العقل البشري في المجالات والوظائف، فإن من يمتلك هذا العلم أو السلاح فإنه يمتلك القدرة على تغيير مجرى الحروب والصراعات بشكل جذري.
وفي السودان، يمكن أن يقدم استخدام الذكاء الاصطناعي فوائد كبيرة من حيث الكفاءة وحماية الأرواح واتخاذ القرارات المستنيرة. ومن الممكن أن يحدث غير ذلك أذا كان هذه العلم أو السلاح في أيدي أهل الشر، ومع ذلك، يجب التعامل مع هذه التكنولوجيا بحذر، مع مراعاة التحديات الأخلاقية والمخاطر المحتملة.
ومن الضروري تطوير أطر قانونية وأخلاقية واضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في السياق العسكري لضمان استخدامه بشكل مسؤول وإنساني.

عمرو خان
كاتب صحفي مصري وباحث أكاديمي
وخبير دولي في الذكاء الاصطناعي
رئيس لجنة الذكاء الاصطناعي في
الاتحاد الإفريقي الدولي للتنمية المستدامة
والتدريب
للمتابعة:
FACEBOOK: amr khan
Whatsup:01064403365

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى