منوعات

عفاف عدنان تكتب …مزاج …بى مزاااااااج …. بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

مزاج …بى مزاااااااج ….

 

عادة يبدأ ما يسمى مجازا (الكيف ) ..بمراحل بسيطة جدا …ثم تتطور وتأخذ شكل التعود …ثم يستفحل هذا الشىء داخل الدماغ متخذا شكل الحيازة والإستيلاء تدريجيا حتى يلحقك ( أمات طه ) ….لأنه يبدأ ناعما محبوبا …ولأننا نكابر فلا نعترف بأنه قد أمسك بتلابيب إرادتنا وخلانا ما فاهمين حاجة …الأشياء الصغيرة كالشاى والقهوة ليست هى السبب الوحيد …بل الطقوس المصاحبة لها …والتى قد تتخذ أشكالا غريبة …بل مضحكة فى كثير من الأحيان …ونحن نذهب لهذا الفخ الناعم بأرجلنا …وقد رأيت فى وقت بعيد أحد أصدقاء أبى لا يتناول الشاى إلا إذا كان الكوب مليئا …بل المضحك أنه يصر على أن يملأ حتى يسيل الشاى على جنبه …غير ذلك فالكيف ناقص …كذلك كل الذين رأيتهم يشربون القهوة ..لابد أن يمرر عليهم إناء القلى …فيتنسمون رائحة البن المقلى قبل أن يصير مغلى !!
ثم نرتقى السلم درجة لنصل إلى السجاير والتمباك …وهذا عالم عجيب ..فقد كنت أرقب من طرف خفى بعض المدخنين كإخوتى وزوجى …كل منهم له نوع معين من السجاير ..وطريقة أيضا خاصة به …فأخى كان ( يشم ) السيجارة أولا فيتنسم عبيرها قبل إشعالها …وبعض الناس يلتزمون بنوع الشعلة (كبريت ..ولاعة ..جمرة..إلخ ) وأذكر زمان أن إحدى (المشاطات ) كانت تدخن سيجار بدون فلتر وكانت تدخن نصف اللفافة وتوفر النصف الآخر لما بعد ذلك …الأظرف أنها عندما تدخن النصف الأخير تشبك دبوس فى طرف السيجارة كى لا تترك فيها باقى ..!! ثم يأتى دور (سلطان الكيف ) والذى له أيضا طقوسه ..فالبعض يفضل الكيس وآخرون يفضلون (الحقة ) ..وبعضهم (يدردم السفة ليضعها داخل الشفة السفلى …وغيره داخل العليا أو أى مكان آخر…
عندما كنا فى الداخلية …كنت أرى كثيرا من الزميلات قبل الشهر الكريم بيومين وهن فى حالة يرثى لها …الرؤوس مربوطة علامة الصداع ..والأعين محمرة ..وحبوب البنادول فى متناول الأيادى تحسبا ..وذلك للتعود على عدم القهوة والشاى …ولا أدرى لماذا يتكر ر هذا الألم كل سنة ..ولماذا لا نترك هذه الأشياء التى تستعمرنا ؟
ونخلى (راسنا دة نلف فيه العمة بس ) على قول النكته الشهيرة …عندماسأل أحدهم ضيفه هل يرغب فى كوب شاى واعتذر الضيف بأنه لا يشرب شاى ولاقهوة ..فعرض عليه سيجارة فاعتذر أيضا …ثم تمباك …فاعتذر ..فقال له مندهشا ( هااالخرابة …الله خلق ليك راسك دة فى شان تلف فوقو العمة ؟)..
أما الأشياء الأقوى …حمانا الله ..فهى التى عندما تتحكم فى المزاج تخلق من صاحبها عبدا لها ..والأغرب أنه يكون مطمئنا من أنه سيقلع عنها لما يعوز ..ولا يدرى متى سينال حريته منها …وأنه لا يستطيع منها فكاكا …رأيت فى أحد محلات الملابس فى لندن (تى شيرت ) مكتوب عليه (الحشيش ..لا تمشى فوقه …دخٍنه ) !!!
قصصت من قبل قصة الجارة التى جاءت تشكو لأمى زوجة المدير فقالت ( والله ..والله يا حاجة …مرة المدير دى بخييييلة ..يا يمة قبلا وقبالا ..القهوة دى …مى زرقا ؟…مى شوية ؟…مى مرًة ؟ مى حارة ؟ …ما ادتنا ليها …!!!)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى