منوعات

عفاف عدنان تكتب ….. خروف العزابة بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

 

عفاف عدنان

خروف العزابة ……………

كان منصور يعيش مع والديه بالرغم من أنه موظف بإحدى الوزارات ..وذلك لغلاء المساكن …وضيق ذات اليد ..ولكنه كان قد استمرأ الوضع ..إذ أنه وحيد والديه وكانوا قبله قد فقدوا عدة أبناء …كانت والدته تدارى أخطاءه الكثيرة ولا مبالاته عن والده الصارم ..وتفتح له باب المنزل الخلفى خلسة وتتركه له عندما يعود من سهرته مع أصحابه العزابة فى أول الفجر ….
وفى إحدى المرات ..إضطرت الوالدة لتسافر إلى المدينة المجاورة للعزاء فى والد إحدى الجارات القريبات وكانت لابد أن تحضر العيد معها هى وبعض النسوة على أن تعود فى ثانى أيام العيد ….فطلبت من شقيقتها ـ التى تسكن معهم فى نفس المدينة والتى غالبا ما تحضر معهم العيد لأنها أرملة ووحيدة .ـ أن تفعل لمنصور ما كانت تفعله هى …فوافقت على مضض لأنها لا يعجبها الحال المايل …

وقبل العيد بيومين دخل منصور كعادته متسللا وش الصباح واستغرق فى النوم ولم يلبث أن استيقظ على هزات شديدة من خالته ( قوم يا ولد ..إنت فى غيبوبة ؟ دة نوم شنو التقيل دة ؟ ) فرد قائلا ( أصبحنا بالله ..مالك ياخ ؟ ) فردت صارخة ( الملة الجمرا حى …شوف المصيبة العملتها ) فنهض وهو يدعك عيونه ..(فى شنو ؟) (خليت الباب فاتح ..خروف العيد طفش فقال لا مباليا ( خلاص ..ما فى رزقكم …) فردت حانقة ( منو القال ليك ما فى رزقنا ؟ إنت ما سمعت بى رزقا تكوسو ..ورزقا يكوسك ؟يلا أمشى كوسو ..وإلا قسمت بالله إلا أحدث أبوك يشوف معاك صرفة ولما يسأل إنت أساسا كنت وين وجيت متين ..) وشعر بالخوف ..لأنها جادة …فلبس ملابسه وخرج وهو يتسائل …دة حسى يلقوهو وين ؟ يارب دى شبكة شنو دى من الصباح فقرر ..يمشى للعزابة ويحكى ليهم مشكلته …ودلف للحوش فرأى فحما وخضار وزيت وأشياء غريبة عليهم ..فسأل ( شنو يا جماعة ..كسرتو كنتين ؟ ) فرد عثمان ( يكسر راسك ..مالنا ما بنعيد زى الناس ؟ …صالح مشى يجيب خروف ..والله إشتركنا كلنا ..براك حتضرب الشية والمرارة النية ؟ ) …فجلس برهة وجاء صالح وعثمان يجران خروفا …وفجأة خطرت له فكرة ( إنتو ما سألتونى الجايبنى بدرى شنو .) ثم قص لهم القصة ..وعقب قائلا ( أنا جاتنى فكرة …أشيل الخروف دة أوديهو لى ناس بيتنا ..وأربطو بإيدى ..وبالليل يجى صالح ونتفق على ساعة معينة وأفكو واديه ليه ..وبعد داك يكون راح تانى …خروف صايع متعود على الهروب ..وناس البيت يشيلو شيلتم وأنا أجى أفطر معاكم هنا ..) ووافق الرجال ..وأخذ الخروف ودخل المنزل مبتهجا ( أها يا خالتى لقيتو ..بربطو براى شديييد …) ..وفى المساء راقب أهله وتأكد من نومهم وفى الوقت المحدد ..إسترق الخطى لمكان الخروف وأخذ يفك الحبل ثم ذهب إلى الحائط ونادى صالح همسا ..وما أن سلمه الخروف حتى سمع خالته تصرخ ..(حرامى يا ناس الحلة ) فأسرع فى الظلام عائدا ودخل فراشه وما لبث أن نام …وفى الصباح دخلت خالته قائلة ..( العيد مبارك عليك ..قوم أفطر مع أبوك …وكاد أن يغمى عليه عندما رأى الشية والمرارة ..وسمع خالته تقول (والله رزقنا فى الخروف دة قوى خلاص …الحرامى جرى وحاج سعيد جارنا قبض الخروف ورجعولينا ) …!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى