
عندما يمسك الكاتب بالقلم ليكتب لمن هم في مقاماتكم السامية يجد نفسه مشدوها و قد يتعثر عليه وجود الكلمات التي تلبي مطلوبات مكتوبه ،، ولكن الأمر الجلل يمنح الكاتب الجرأة اللازمة لتجاوز مطبات تلك المحاذير
بدءا نهنئ قواتنا المسلحة وهي تزود عن بلادنا و تنفي عنها خبث الكير
و نثمن جدا الأداء السيادي و التنفيذي الذي تمثلان فيه رأس الرمح و لا أريد إطراءكم بأكثر مما انتم اهل له
و لقد كدت امتنع عن الكتابة عن مشروع الجزيرة لكثرة ما طرقت كما آخرون بكتاباتنا آذان المسؤولين و لكن لا احد يأبه لما نكتبه حتي تمثلنا القول المأثور
اسمعت لو ناديت حيا
مشروع الجزيرة هذه الرقعة الزراعية بمساحة 2.2 مليون فدان كانت تروي ريا” إنسيابيا حتي عهد قريب
و كان المشروع يمثل الفخر للسودان ،، إذ انه بوضعه الذي ذكرته يعتبر اكبر مشروع، زراعي في أفريقيا و الشرق الاوسط و كل هذه التفاصيل والمعلومات موجودة علي مواقع التواصل إذ لاداعي لتكرراها
كان المشروع يقيمه أهل الشأن الزراعي و الإقتصادي علي انه سلة غذاء العالم وكان ذلك ممكنا إلا انه للاسف أصبح أدني من قفة ملاح مزارعيه
أسباب عديدة أدت لتدهور المشروع حتي أصبح (هامل) لا بواكي له غير دمعات يذرفها المحافظ الذي كاد أن يصاب باليأس إلا ان قوة الارادة عنده تدفعه لإيجاد حلول لمشاكل عديدة تحاصر هذا، المشروع العملاق
أعظم مشاكل المشروع هي معضلة الري الذي إنهارت بنيته التحتية حتي لامست الفناء ،، كذلك و رغم الجهود المضنية جدا التي يقوم بها مدير الري بالمشروع و اركان حربه إلا أنها لن تتكلل بالنجاح ولو بحده الأدني لعدم التمويل اللازم لتوفير معينات تطهير المواجر والترع و المحابس و البوابات وقد حدد الخبراء العدد اللازم من آليات التطهير التي تعين علي إنسياب الماء حتي حدود المشروع ليستفيد منها المزارعون في انحاء المشروع جميعا في زمان واحد كما كان الحال سابقا
و إن كان مزارعو تفاتيش الشمالي الغربي بخاصة في السديرة و الفراجين وابوجن و القويز يجأرون بالشكوي من عدم وجود الماء حتي لرفعه بالطلمبات لري ما بذروه في الارض من بذور هم بهذا ليسوا بأحسن حالا من مزارعي التفاتيش التي في بداية المشروع الذين،لسان حالهم يقول الفقد واحد
إذ ان العطش قد اصاب اجزاء كبيرة و متفرقة من المشروع و لا تجدي معها الحلول الفردية
مسألة الري في المشروع تتطلب تدخلا مباشرا من الجهازين السيادي و التنفيذي و تمنيت لو السيد رئيس الوزارة ابتدر خروجه من بورتسودان بزيارة مشروع الجزيرة وليقف بنفسه علي حجم الدمار الهائل الذي أصاب،المشروع
وليت لو ان السيدة عضو مجلس السيادة وهي إبنة المشروع لو انها تحدثت بجرأة و لو بالحد الادني عن تدهور الجزيرة الولاية والمشروع بدلا من ان تصف الجزيرة بأنها قد نهضت سريعا وهي بذلك تجافي الحقيقة و ترفع تقارير مضروبة للقيادتين السيادية و التنفيذية
السادة في السيادي و التنفيذي
لابد من توجيهاتكم الصارمة لوزارتي المالية و الري بتوفير التمويل اللازم لمشروع الجزيرة الذي عاني مزارعوه أكثر مما عاني غيرهم في ولايات كانت و ما زالت آمنة و لا نستكثر عليهم الدعم اللا محدود الذي و جدوه من الدولة و كان لولاة تلك الولايات السهم المقدر في استجلاب الدعم لولاياتهم الآمنة المطمئنة إلا أن والينا كلن يرفع شعار
الاكبر منك ما تصارعو ،، و اكتفي بادارة مدينة ما قبل التحرير و مدينة ما بعد التحرير و مشروع الجزيرة هو سبيل كسب للسواد الاعظم من أهالي الولاية
ثم لو وجدت الجزيرة الولاية والمشروع نصيف ما وجدته تلك الولايات لكان حقا لعضو مجلس السيادة بنت المشروع ان تفخر بالنهضة الكبيرة
أقول هذا و كان لزاما علينا أن نقول البقرة في الابريق
السادة السيادي و التنفيذي
أدركوا العروة الصيفية قبل ان تقرأوا عليها الفاتحة فإنها تحتضر • وبعدها لا يفيد، نقل الدم في شرائينها
ثم لناتي لثاني اكبر المشاكل التي تعترض نجاح المشروع و هي ذات شقين
اولهما مسألة التمويل
و ثانيهما مسألة السعر التركيزي للمحاصيل
أما في مسالة التمويل فقد رفع البنك المركزي سقف التمويل لمبلغ ثمانية مليون جنيه للفرد الواحد (هكذا)
و لكن للاسف لم تظهر اي بوادر انفراج تمويلي من البنك الزراعي، الممول الرئيسي و لا شركات التمويل التي تحادث معها السيد المحافظ في سعيه لتوفير التمويل لمن يطلبه و لانعيب علي البنك و لا شركات التمويل إجراءات الضمانة و لكن نعيب عليهم التعسف و السلحفائية المقيتة في اجراءات التمويل و أري انه تكفي للضمان الشهادة الزراعية الصادرة من مكاتب التفاتيش بالغيط و التي تمنح للمزارع او المستأجر او الوكيل المعتمد من جهة قانونية
و هنا لا بد من الحديث عن ان بعض المزارعين تعثروا في دفع استحقاقات البنك عن آخر عروة شتوية في (وش) الحرب التي قضت علي كل ممتلكات المزارعين حتي اصبح الواحد منهم صفر اليدين
و هنا نامل توجيه ادارة البنك الزراعي و الطلب من شركات التمويل تأخير مطالباتهم و جدولتها مع استحقاقات التمويل في مواسم لاحق
اما بالنسبة للسعر التركيزي إلزام المالية بتحديد سعر لمحاصيل العروتين بخاصة العروة الشتوية و ان تحمي وزارة المالية المنتج من تغول السوق علي منتجات المزارعين حتي لا يهجروا الزراعة و ان تدخل الدولة ممثلة في وزارة المالية كمشتر كما هو الحال في الزراعة المطرية و التي، يمولها البنك الزراعي بطريقة السلم و يقبل فيها حالات الإعسار وهي بمئات الملايين
ثالث اكبر المشاكل و هي تقع في نطاق مسؤوليات وزارة العدل التي سنت قانون جمعيات مهن الانتاج الزراعي و الحيواني
و بهذه المناسبة لا يوجد جسم يدافع عن المزارعين و يوفر لهم حقوقهم
هناك جهات تعرقل قيام تلك الجمعيات بمشروع الجزيرة والمسجل العام للجمعيات يدرك اهمية قيامها و قد يعلم المعرقلين لقيامها و هنا نطلب من السيد محافظ المشروع ان يجعل قيام تلك الجمعيات أحد إهتماماته و قطعا إن ذلك يعينه علي التواصل مع مزارعيه
ثم من الضرورة بمكان تكوين مجلس ادارة فاعل من الذين قلوبهم علي المشروع وأياديهم بيضاء و ضمائرهم نظيفة مما يعين المحافظ في رسم السياسات و الخطط للنهضة الشاملة للمشروع وان يكون الديدن في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس
يا عباس ياعماه
إنا لا نولي هذا الامر من يطلبه •
تعهدت إحدي شركات البترول بتوفير الوقود اللازم من الزراعة حتي الحصاد و لكن للاسف لا أثر لذلك العهد
السيد رئيس مجلس السيادة
السيد رئيس مجلس الوزراء
نعلم تعدد الملفات أمام كل منكما ولكن ملف مشروع الجزيرة ليس بأقل اهمية منها
و لقد تهيأت للسيد محافظ المشروع في سعيه الحثيث لإيجاد حلول لمشاكل المشروع تهيأت له الفرصة لأن يقابل كل منكما ليطرح عليه تلك المشاكل و المعوقات و لقد خرج من عند كل منكما بوعود هلل لها المزارعون و رأي المتفائلون انها المخرج من عنق الزجاجة الذي لازم المشروع طويلا
فهلا تكرمتم بتوجيه منسوبيكم لجعل تلك الوعود حقيقة؟
المزارعون يأملون ذلك
عبدالسلام العقاب
wadalaqab @gmail.com
0914210983