راي

عادل سيدأحمد يكتب … سُحقاً ل (جماعة الجهل النشط) _ *ضربة جديدة كبيرة في مواجهة(دُعاة الحرب)* _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

كان قرار القمة العربية في المنامة الشهر الحالي حول السودان نصراً لدعوة (لا للحرب)..حيث أقرت القمة ضرورة توجه طرفي النزاع لمائدة التفاوض والِاتفاق من خلال منبر جدة؛المدعوم من الأُمم المتحدة والاِتحاد الأفريقي ودول جوار السودان.

*التوصيف*
وكان اللافت ؛في هذا القرار هو التمحيص والتحميص والتشخيص والتلخيص لأوضاع السودان في محورين:
– ما يحدث هو نزاع داخلي.
– ضرورة عمل آلية للحاجات الإنسانية وحماية المدنيين؛جراء هذه الحرب اللعينة.

*حصار*
بموقف قمة البحرين تجاه الشأن السوداني يكون هناك إجماع دولي وإقليمي بضرورة وقف الحرب وإجراء عملية سياسية تلبي تطلعات السودانيين المشروعة في الحياة الكريمة..
وتستجيب لرغبتهم في رسم معالم دولتهم وفق السُبل الحديثة .
*خيبة على خيبة*
كل يوم يواجه دعاة الحرب ضربة..
ولكن قمة المنامة ضيقت الخناق أكثر على دُعاة(البل والجغم)..
ولعل الضربة الكُبرى أصابت المُحرك السياسي النشط للحرب(الإخوان المسلمين )..فضاعفت خيبتهم؛على خيباتهم السابقة..!
*تحركات الملف*
إذن ملف السودان تحرك خلال عام بين الأروقة الإقليمية..ولم يصل لمجلس الأمن بالقدر المطلوب..ولعل مرد ذلك أنَّ المنظمة الدولية اِعتادت أن تتيح المجال للمبادرات العربية والإفريقية..
وها قد تكاملت الأدوار وتوحدت الرؤى..
وبهذا تكون قرارات القمم الأفريقية والعربية
قد حققت إجماعاً كبيراً يعزز فرص السلام؛ ويرسخ مطالب الشعب السوداني في السلام والحرية والعدالة.
فما عاد هناك من مفر أمام خيارين؛ لا ثالث لهما:السلام أو الفصل السابع.
*اليائسون*
ولكن القوم الذين لم نعرف إجابة لهم؛على السؤال التأريخي الذي طرحه أديبنا العالمي الطيب صالح:(من أين جاء هؤلاء ؟!)..
هؤلاء يعادون الإنسان السوداني المنسجم مع الإنسانية في ركائز الحياة المدنية؛مساواةً وتكافلاً ..
واليأس وحده؛والخوف من القادم؛عطفاً على السابق القريب؛جراء الثورة العاتية التي اجتثتهم واقتلعتهم اِقتلاعاً..فإنهم لن يستسلموا للسلام رغم حث الإسلام على السلام..
وسيتشبثون بالنفخ على نيران الحرب؛رغم مُقت الإسلام للقتال(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ)..
وسيعادون كل من يدعو لوقف الحرب؛رغم حث الإسلام على الحياة(..ولا تنسَ نصيبك من الدُنيا)..
..ولا يتورعون أنهم في خانة أعداء الإنسانية قاطبة.
ولا يلقون بالاً أنَّ سجودهم هو من ثقل الأوزار..وأنَّ تدينهم زائف؛فهو على نسق بوتقة البطشة الحجاجية والشطحة الحلاجية والسَكرة النواسية..!
بل إنَّ هؤلاء الأدعياء هم أعداء الإسلام..كأنما عنتهم الآيات الكريمة ٩ حتى ١٦ من سورة البقرة:( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ﴿8﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿10﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿11﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿12﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿13﴾ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴿14﴾ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿15﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴿16﴾).
*التعذيب والتدمير*
هؤلاء القوم فاقوا هتلر بطشاً..وموسوليني وطشاً..واتسخوا بكل آسِن طَشتاً..
تلونوا بكل أنواع التنكيل بالخصوم؛فاِستخدموا أقسى وسائل الأذى من لدُن (التجريس والضرب بالمقارع والطعن بالخوازيق)..!
لقد بكروا بدق الطبيب علي فضل؛بالمسمار على رأسه..
وختموا بوضع السيخة للمعلم أحمد الخير على دُبره..!
عليهم لعنة الله والناس أجمعين.
فعلوا أفاعيل ما أنزل الشرُ بها من شيطان..
حيرت حتى إبليس؛لدرجة أنَّ التندر يقول إنَّ إبليس قد تهكم فيهم قائلاً:(عندما قتلوا المُعلم أحمد الخير؛شَعرة جِلدي قامت)..!.
لقد اِحتار فيهم إبليس نفسه..فاِختار الإجازة المفتوحة؛في عهدهم الأغبر؛حتى خالهُ الناس قد تقاعد واِعتزل..!
نعم..قوم “الجهل النشط” فشلوا في السياسة..
وأخفقوا في الإقتصاد..
وخابوا في الدبلوماسية..
دمروا التعليم المجاني؛الذي أخرج علماءهم..
وكسروا السكك الحديدية؛التي أحضرت لهم عضوية من عطبرة وبابنوسة..!
وأزهقوا مشروع الجزيرة؛حاضنة حنتوب التي خرجت عرابهم..
فمات الغزل والنسيج وقُطنه..
واندثر مصنع تعليب الخضر بكريمه وفواكهه..
والتعليم والعلاج أصبحا دُولة بين الأغنياء من السودانيين..!
تركوا بلادنا بلا معايش وتعليم وصحة..!
*الفجر القادم*
إن خيارات أعداء الإنسانية والدين والوطن قد ضاقت؛بعد أن كنستهم ثورة الشباب في ٦ أبريل ٢٠١٩م..
فأحسوا بأن السودان ما عاد يحتمل بقاءهم:
حيث ستلهبهم سِياط العدالة..وتعاقبهم أسِنة الحقوق؛فتجردهم من مخالب السياسة؛وتنزع عنهم أنياب الثروة..!
سيصرخون..ويصرخون ويصرخون..
فالحرب اِستثناء..والفجر القادم وشيك..
لأنَّ السلام هو الأصل..
والمدنية هي دار المُنتهى..
سيكون ذاك الزمن؛بالنسبة للأشرار هو يوم السواد والرماد..
وسيكون عليهم يوماً عَبوساً قمطريراً..!
أما بالنسبة لشعبنا الصابر المثابر فسيكون يوم حصاد ثورة الشباب والشهداء..
بعد أن مهرته ست النفور؛ورواه الخير وهزاع وسنهوري..وبقية أسيادنا الشهداء الأبرار..بدمائهم الطاهرة وأرواحهم الظافرة وشجاعتهم الباهرة.
ذاك اليوم قادم..نراه قريباً..وهو يوم :
قيدومة الجزيرة..
وجَدلة الخرطوم
وصُبحية الأُبيض؛
وعُرس السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى