راي

شاهيناز القرشي تكتب..*هل سلموا محمد صديق؟؟* *ولماذا؟ وهل ما فشل في الخرطوم الجزيرة سينجح في نهر النيل على دماء الصديق؟* _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

*شاهيناز القرشي*
عندما فشلت الخطوة الاولى في دك معسكرات الدعم السريع وذلك بعد تسريب معلومة القصف الجوي المزعوم لحميدتي قام بحصار مطار مروي وقبض على الطيارين، كان لابد للإخوان المسلمين أن يلغوا الخطوة الثانية والتي تقوم على محاصرة المعسكرات واصطياد الناجين من القصف الجوي وربما يخوضون معارك شوارع لا تتعدى الستة ساعات وسيكون الدعم السريع بعدها اثر بعد عين، ولكن الغاء هذه الخطوة كان يعني أن ينفذ البرهان انقلابه عليهم بالاتفاق مع حميدتي ليوقعوا الاتفاق النهائي الذي يلي الإطاري والذي كان سيتخلص من الكيزان وسيطرتهم على مؤسسات الدولة وتجذرهم في الجيش بشكل فعّال لم تفعله الوثيقة الدستورية (ارجو مراجعة مقال سابق بعنوان انقلاب البرهان على الكيزان به شرح اوفى)، غامر الاخوان المسلمين بتنفيذ الخطوة الثانية على الرغم من علمهم بعدم استعداد الجيش وعدم قدرته على خوض حرب مدن ضد سلاح المشاة الوحيد الذي يمتلكه الجيش السوداني وهو الوحدة المؤهلة لخوض هذأ النوع من الحروب، قامت جماعة الاخوان المسلمين بهذه الخطوة المرتجلة معولين على المواجهة التي ستحدث بين الشعب الاعزل والدعم السريع وتوقعوا أن ينتفض الشعب ليواجه هذه القوة التي تجاوزت الستين ألف جندي داخل الخرطوم مدججين بالسلاح مدربين على حرب المدن وكثافة النيران و يعرفون المدينة بسبب استقرارهم فيها وحراستهم لكثير من مرافقها وقد ادخل حميدتي معظم الستين الف جندي قبل يوم من انطلاقة الحرب بغرض تأمين توقيع الاتفاق النهائي وتنفيذ الانقلاب على الكيزان، ولكن بالطبع هذه المواجهة المرتجاة لم تحدث ورفض الشعب خوض الحرب، حتى الذين ساندوها لم تتجاوز مساندتهم لها الهتاف في المناطق الآمنة ، وكان الاخوان المسلمين في هذه المواجهة يعتمدون على أحد أمرين: الاول انتصار الشعب، والثاني أن يقوم الدعم السريع بابادات جماعية واسعة لسكان الخرطوم ويصنف على اثرها كجماعة إرهابية، وربما حينها يطلبون حتى التدخل الاممي لإيقاف هذه الجماعة .
أرجع الاخوان المسلمين هذا الفشل لعدة اسباب وفكروا أن الجزيرة ستشكل بيئة أفضل للمواجهة المرتجاة بحكم مجتمعها الريفي القبلي، ستكون المعركة تحت راية البراءون وينسب كل النصر لهم وعندها ستفرض اجندة الكيزان بقوة الشعب الذي اقتلعهم.
وصل قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح طلحة أبوزيد لقائد الفرقة الأولى اللواء ركن أحمد الطيب الذي أمّن مداخل المدينة وحجز القوة المهاجمة خارج مدينة ود مدني وهنا يجب ان تستحضر عدم تفاعل الطيران مع كل النداءات بأن يضرب تجمعات الدعم السريع على طول الطريق من الخرطوم إلى مدني والتي كانت ستمنعه من التقدم على الأقل، طلب قائد الكتيبة من اللواء تسليمه قيادة المعارك فرفض ذلك ولم يقبل أن يكون تحت قيادته، فجاءت أوامر عليا للواء أحمد الطيب بتسليم القيادة لكتيبة البراء بن مالك فرفض أن ينصاع وخيرهم بين انسحابه وبين تسليم القيادة، فأمروه بالانسحاب وكانت هذه اللحظة التي انسحب فيها الجيش واحتفل مع المواطنين في شوارع مدني، وما تبقى معروف فقد تبخرت الكتيبة وتركت المدينة للدعامة منتظرين المواجهة الحلم والتي لم تحدث مع إنهم عالجوا بعض الأسباب التي أوقفت هذه المواجهة في الخرطوم، مثل عدم الاستعداد الشعبي فدربوا المستنفرين، عنصر المفاجأة الذي انتفى، المجتمع الريفي المتماسك الذي سيقف لهذا الهجوم عكس مجتمع المدينة الذي يعيش في فردانية وعند هذه المواجهة اما الانتصار أو الابادة وكلاهما مكسب، وعندما فشلت الخطة خونوا اللواء أحمد الطيب واتهموا اهل الجزيرة بتسليمها واخفوا دورهم الذي قصم ظهر الجزيرة .
لازال الاخوان المسلمين يحملون خطتهم الحلم بالمواجهة من ولاية إلى أخرى والان الهدف نهر النيل ولكنهم زادوا ادواتهم هذه المرة بشحن عنصري ممنهج مصنوع وبتسليح أكبر وتحشيد أعظم ودعاية واسعة لكتيبة البراء بن مالك، واستفزاز عالي للطرفين، اذاً الان مطلوب هجوم ومواجهة ولكني لا استبعد وجود أصابع تلعب ضد الاخوان المسلمين انفسهم داخل هذه الخطة وهم يظنونها لهم، فهم الآن يحشدون اللايفاتية والصحفيين ليطلبوا ضرب مصفاة الجيلي اعتماداً على الشحن العاطفي الشعبي الذي خلقه استشهاد محمد صديق ويردد خلفهم القطيع بكل غضب، تعالوا نحلل هذا المشهد والى أين سيوصلنا .
اولاً دعوني اثبت شيء ضرب المصفاة هو هدف موجود لديهم مسبقاً وكانوا يحتاجون سبب لتبريره وهنا يقفز السؤال هل تصادف خبر استشهاد محمد صديق مع هذا الهدف فتم استغلاله؟ أم أن محمد صديق تم بيعه ليكون شرارة التبرير للخطوة التي ينادي بها البلابسة؟ وإذا كانت هذه الخطوة لصالح الجيش والوطن فلماذا نحتاج لتبريرها وايجاد سبب يسوق الناس للمطالبة بها؟؟ الاجابة بالنسبة لي أنهم يريدون أن يكون ما سيحدث مجرد تنفيذ لرغبات الشعب الذي لن يلومهم على النتائج التي لن تكون لصالح هذا الشعب، فاذا كنت انت من دفعني للفعل لا تستطيع لومي على النتيجة.
توقعاتي أن المعركة القادمة هي نهر النيل وسيحدث فيها أحد الامرين: ابادة أو انتصار. والابادة للواقع أقرب ولن يستطيع الشعب أن يلوم الجيش ولا كتيبة البراء فما حدث كان نتيجة الضغط الشعبي، سيحمل الاخوان المسلمين ورقة الادانة للدعم السريع بالإبادة العنصرية لطاولة المفاوضات ليجدوا مكان لمؤخراتهم على كراسي السلطة او سيخلقون واقع جديد يمنع السلام للأبد ويتمزق السودان ليرضى الاخوان. ويجب أن نسأل ما هو العائد العسكري المتوقع من دك مصفاة الجيلي؟ هل توفر غطاء يمنع نيران مدفعية الجيش مثلاً؟ هل تشكل تضاريس تمنع المشاة من مواجهة الدعم السريع؟ هل تدمير مصفاة الجيلي يعتبر خسارة للدعم السريع أم للوطن والمواطن؟ هل سيعجز الدعم السريع الذي يجد ملاذات آمنة في قرى الجزيرة أن يستبدل المصفى بقرى تجاوره؟ وهل الضربة مجدية بعد كل هذا الضجيج الذي ينبه الغافلين يوقظ الميتين؟
الهدف
أن يتحرك ذلك الجزء ويحدث فيه صدام عنيف، مطلوب أن يمارس الدعم السريع أكبر قدر من الجرائم والقتل والاغتصاب، واكاد اجزم أن لم يفعلها الدعامة للبلس الكيزان الكداميل وفعلوها في نهر النيل، فقد كانوا دائماً هم الطرف الثالث .
وسأعود لنقطة ذكرتها عرضاً وهي أن الاخوان المسلمين ربما يتعرضون للخيانة ولن يحدث ما يحلمون به في نهر النيل وستسلم للدعم السريع كما سلمت الجزيرة وحينها سيكون الاقتلاع، فالواقع أثبت أنهم كقرادة على ظهر الجيش والاقتصاد والوطن لا خير منهم ولا فيهم ومن يبحث عن القوة لن يعتمد على قرادة، واظنهم يساقون ويتوهمون السياقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى