
شاهيناز القرشي تكتب …. مفاوضات الخيار الواحد
بعانخي برس
قبل ان ادخل الى توقعاتي عن المفاوضات في مصر وبعدها جده وربما تعقبهم الامارات ساعود لذكر فكرة كتبتها في مقال سابق ولكنها مهمة الان لنحيط علماً بكيف سيسير التفاوض ولماذا .
مايحدث في حرب اليوم هو نتاج لفكرة عمر البشير التي بسببها حافظ على وجود الدعم السريع كقوة منفصلة عن الجيش وكان ذلك بعد ان كسر الدعم السريع شوكة المتمردين في دارفور ،بعدها كان من المنطقي ان يتم دمجهم في الجيش او تسريحهم ولكن عمر البشير رأى فيهم حمايته من الانقلابات التي درج الجيش السوداني على القيام بها، فحافظ عليهم كقوة منفصلة واستعاض عن سلاح المشاة في الجيش بالدعم السريع .وأصبح الدعم السريع جزء من الجيش ولكنه لايحمل نفس العقيدة (خيراً وشراً) ولا نفس التسلسل ولا نفس المجتمعات العسكرية
،وعندما سُئل البشير ومن ساعدوه على خلق الدعم السريع كيف سنتخلص من هذه القوة اذا تمردت؟ اجاب بكل بساطة بسلاح الطيران ،واجابة عمر البشير ومن معه صحيحة ولكن يجب ان تكون الظروف مناسبة لهذه الخطوة فيجب ان يكون الدعم السريع تمرد وهو في معسكراته او في الخلاء ويريد الزحف على العاصمة عندها سيكون الطيران هو الحل، وكذلك ضمنوا حرمان الدعم السريع من امتلاك سلاح طيران ولا دبابات .وفي نفس الوقت اجابة عمر البشير لم تكن تقدم حل للوضع عندما يكون الدعم السريع داخل المدينة ،وذلك ببساطة لان الانقلابات لا تكون في الخلاء ،والانقلاب الذي كان يتوقعه عمر البشير واحتاط له بالدعم السريع سيكون في الخرطوم فكيف سيملك الجيش وسيلة القضاء على حمايته الشخصية؟ وتمادى عمر البشير في خوفه حتى وصل به الامر الى ايقاف التجنيد الموازي للدعم السريع في الجيش مما انتج خلل فادح نراه الان في حرب الخرطوم .
المفاوضات
نذكرالظروف المحيطة
ذهب البرهان الى مصر وهو خارج من قيادته بالتهريب نختلف على الوسيلة ولكنها الحقيقة التي نتفق عليها ومعنا البرهان نفسه ،العاصمة تكاد ان تخلو من الجيش الا في مناطق تحصنه، الطيران بتكلفته العالية وعائده القليل يمثل اول خطوة في الهجوم ويجب ان تعقبه خطوات ليتحقق انتصار وتحسم المعركة وهذه الخطوات لاتحدث على الارض مماترك الارض حكراً للدعم السريع،المواطن السوداني يعيش على الكفاف وربما حد الكفاف نفسه لم يعد متوفراً، وعلى الرغم من كل هذه الظروف التي من المفترض أن تضعف موقف الجيش ولكن يظل البرهان هو قائد الجيش السوداني المؤسسة العسكرية السودانية الشرعيه التي يعترف بها العالم، وهذه نقطة قوة جوهرية توازن كل اسباب الضعف السابقة ،و الاقليم والمجتمع الدولي يريد ان يحافظ على تماسك هذه المؤسسة لانها القادرة على حفظ أمان الجوار ومصالح العالم بالاضافة لحفظ ألتماسك الداخلي في ظل هذه الظروف ،وفي نفس الوقت لن يسمحوا للمليشيا ان تنتصر على الجيش واعتقد انه أتت اوامر خارجية من دولة عظمى للمليشيا مُنعت بموجبها من اقتحام القيادة العامة، وربما تعرضوا للتهديد المباشر اذا اقتحموا القيادة سيكون هنالك تدخل عسكري خارجي للقضاء على المليشيا ،لان الحسابات العسكرية والواقعية تقول ان اجتياح القيادة العامة بالنسبة للمليشيا اسهل من المدرعات واليرموك والاحتياطي المركزي لانها تحيط بها وتمتلك وسائل دكها .
عليه
سيكون التفاوض على انسحاب الدعم السريع من المدينة كما طلب الجيش، مع ضمان عدم تدمير قوات الدعم السريع التي ستتجمع في معسكراتها وذلك بتحييد الطيران وربما وجود قوات حفظ سلام من دول مجاورة ،ستفرض الدول المتدخلة في الازمة السودانية خيار السلام كحل وحيد، والطرف الذي سيرفض او يماطل سيتحمل نتيجة هذه التصرفات، فاذا ماطل الدعم السريع سيكون هنالك دعم مالي وعسكري للجيش وعقوبات ماليه شديده على الدعم السريع كقيادات ومؤسسات ، ولا اظن الدعم السريع لديه الاستعداد لتقديم هذه التضحية العظيمة لذلك سيقبل بعرض الانسحاب،واذا تماطل الجيش سيتم اطلاق يد الدعم السريع وربما يتلقى دعم بصورة او باخرى فهو يسطير على العاصمة ودارفور وبدأ في مد مجساته تجاه الجزيرة وحينها سنصل للسيناريو الليبي في السودان ونصبح على حكومتين وشبه انفصال ، وذلك سيحدث لان الاخوان المسلمين سينسحبون شرقاً مجرجرين معهم داعميهم من الجيش مفضلين شبه الانفصال على التنازل للوطن الواحد .
لا اظن البرهان قادر على الوقوف في وجه الضغوطات الخارجية التي ستفرض خيار السلام ولكن الاخوان المسلمين المتنفذين في الجيش وحكومة برهان لاحل امامهم الا الحرب او طاولة المفاوضات التي تضع أجندة المؤتمر الوطني اولوية على الطاولة وتضمن الاعفاء الكامل للحركة الاسلامية .
#الحرب_ولا_الكيزان