
*شاهيناز القرشي*
اولاً سأقول ما يهمني في الفترة القادمة جداً وهو أن يقطع الشعب السوداني امل العساكر وكل حاملين السلاح في أن يحكموا السودان، إذا لم يوقف الشعب العسكر من العودة للحكم كل مرة معتمدين على سلاحهم لن يكون لنا جيش مهني يحمينا بل سيكون حزب سياسي مسلح، وستتوالد الميليشيات كل ما حلم والد أحدهم بأن ابنه يحكم ونجد أنفسنا في خضم حرب لتحقيق الحلم، لذلك يجب أن يقول الشعب السوداني كله بلا استثناء العسكر للثكنات وللحدود وحفظ الأمن والحكم للمدنيين، نتفق ونختلف حول من هم المدنيين ولكن دعونا نتفق على المدنية.
*عودة ترامب*
يتفق الجميع على أن فوز ترامب كان مفاجأة غير سارة للكثيرين من المعارضين وكانت مدهشه للمؤيدين، ترامب الرجل الذي خاطب المواطن الأمريكي العادي من خلال لقمة عيشه ورخاء حياته معتمداً على التاريخ القريب الذي حكم فيه، حيث خفف الضرائب ورفع الجمارك ومارس سياسة انكماشية خارجية مما خفف العبء على المواطن، كما أنه لم يدخل في حرب على عكس جو بايدن الذي دعم أوكرانيا وإسرائيل في نفس الوقت بمليارات الدولارات، وتساهل في الحدود الجنوبية مع المكسيك مما اسفر عن دخول اكثر من عشرة الف مهاجر غير شرعي في فترة حكم بايدن، وارتفعت الأسعار بشكل كبير لاسيما أسعار الطاقة التي تضاعفت خمس مرات في بعض الولايات الأمريكية مقارنة بعهد ترامب، اذن الناخب الأمريكي يرى في ترامب مخلصه من الضغط الاقتصادي المتزايد، وعلى الرغم من أن غالبية النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية تقف ضد ترامب ولكن في ظني هذا مظهر خارجي شكلي ولكنهم عملوا لفوز ترامب، لأن ترامب هو الشخص الوحيد القادر الآن على نزع فتيل الحرب العالمية المحتملة بسياسته التصالحية وعلاقاته الجيدة مع روسيا وكوريا الشمالية، وهو القادر بكل بجاحه على تنفيذ خطوة الانسحاب من الدعم لأوكرانيا الذي ارهق الخزينة الأمريكية ولا يبدو أن النهاية قريب لهذه الحرب، يمكن لترامب اقناع روسيا بالجلوس في مفاوضات كما يمكنه أن يقنع إسرائيل بنفس الشيء لأنهاء الحرب فترامب ليس من دعاة الصرف غير المبرر، ولا اظن أوروبا ستكون قادرة على الصمود خلف أوكرانيا دون الدعم الأمريكي.
*ترامب والسودان*
على عكس سياسات الديمقراطيين المائعة ينتهج ترامب سياسة نفذ ما تقول، سيناقش ترامب مع حلفائه في المنطقة الوضع في السودان، وترتيب هؤلاء الحلفاء يبدأ من أكثرهم اهمية اقتصادية، إذن السعودية هي أكبر واهم حليف أمريكي تليها الإمارات تليها مصر، وهذا الترتيب هو ما سيصنع القادم في السودان، لذلك امام الإخوان المسلمين خيارين أما أن يسارعوا لتحسين علاقاتهم مع دول الخليج وانهاء الحرب كما جاء في اعلان جدة قبل تولي ترامب للحكم في يناير القادم ليوقفوا التحركات ضدهم، أو يتخلصوا من كل العوائق التي تمنعهم من السيطرة المطلقة على والبلاد وإدارة الحرب لصالحهم بشكل كامل وعلى رأس هذه العوائق يأتي البرهان، ويعودوا بعدها كما كانوا قبل 11ابريل ويجعلوا السودان رهينتهم ويضعوا العالم أمام خيارين أما القبول بهم على طاولة التفاوض كإخوان مسلمين وأما استمرار الحرب وليذهب السودان للجحيم وهذا الخيار ليس بالسهل بعد المستجدات في البيت الابيض التي ستخرج روسيا من دور المتشاكس مع أمريكا مما سيضعف من قدرة الإخوان المسلمين على اللعب على التناقضات لصنع حلفاء . وكذلك امام البرهان فرصة ليتخلص منهم بسرعة ويستعد لجولة تفاوض تنهي الحرب ويجب أن نستصحب أن للبرهان وحمدوك علاقات تواصل سابقة مع ترامب وترامب عائد على نفس السكة، إذن بقاء الاسلاميين منفردين كحكام أو حول الجيش يعني إجراءات خشنة تجاه حكومة البورت من الاقليم والعالم فترامب القادم بسياسات تجارية الهدف منها تعويض تخفيض الضرائب بزيادة الجمارك والتوسع في التصدير يريد بحر أحمر مستقر وأمن ويريد لإسرائيل أن تنهي الحرب وهي مطمئنة أن إيران لن تلتف عليها من الجنوب بعد أن تدعم الإخوان في السودان، كما أن حلفاء امريكا يرون في ابعاد الإخوان المسلمين عن حكم السودان والسيطرة على البحر الأحمر ما يحقق مصالحهم .
لذلك على الشعب السوداني أن يطالب بالمدنية ليحقق مصالحه، فمن يحكم بالسلاح لن يخشى الفساد ولا الظلم ولا الحرب نريد أن يكون لدينا قوة قادرة على حماية الدستور والقانون والمصالح الوطنية حتى من تعديات الحاكم المدني، حيث تنتهي مصلحة العساكر في وجود حاكم بعينه، إذا حكم قائد الجيش سيكون هنالك مصلحة للجيش في بقاءه كحاكم حتى ولو كانت معنوية وسيحمي فساده وظلمه، ويمكن لذلك أن يدفع بالجيش لمواجهة الشعب، بينما إذا حكم البلاد مدني ستنتفي هذه المصلحة وسيكون الجيش في خدمة الشعب والوطن فقط.