*شاهيناز القرشي*
بقاء الفكر الإسلامي السياسي بشخوصه ومنظومته الحالية مربوط ببقاء الدعم السريع وعدم فناءه كقوة ضاربة قادرة على السيطرة والهيمنة العسكرية، ولهذه الفكرة شواهد موجودة على الارض بدأت منذ 12ابريل حينما رفض حميدتي أن يعمل مع أبن عوف و رفض الشعب أبن عوف انتهز الإخوان المسلمين الفرصة ليقدموا شخصية مقبولة عند حمدان دقلو واختاروا عبدالفتاح البرهان لعلمهم بعلاقته الشخصية المميزة بحميدتي، ولنتذكر الجدل الذي اثير داخل الاوساط العسكرية حول تولي برهان منصب رئيس المجلس العسكري وفقاً لقوانين المؤسسة العسكرية في الاقدمية والاحقية المهنية، واول مافعله البرهان هو مخاطبة حميدتي بشكل شخصي وطلب منه أن ينضم اليه في المجلس العسكري وإلا لن يقبل بالتكليف، الشاهد الثاني افتعلت الحركة الاسلامية الحرب عندما رأت ذلك التحول الخطير في موقف الدعم السريع تجاه الاحزاب أو بالتحديد موقف حميدتي الذي حاول أن يتملص من الدور المرسوم له كقاتل همجي وممسحة دماء وحامي حمى الحركة الاسلامية وقرر أن يرفض تبني رؤية الكيزان بمعاداة الاحزاب والسياسيين، وإذا عدنا في التاريخ الى بواكير الحكم الانقاذي سنجده دائماً ما صنع قوة عسكرية خارج منظومة الجيش بدءً من الدفاع الشعبي مروراً بهيئة العمليات التي كانت تمارس مهام قتالية انتهاء بالدعم السريع وصولاً للبراؤون، هذه عقيدتهم وفكرهم، ولكن طموح حميدتي السياسي والمالي جعله يدخل في صراع مع الحركة الاسلامية التي يعتمد بقاءها على تسخير الدعم السريع وأن يظل حميدتي في خدمتهم ويمثل العصا وقوة الدولة التابعة لهم ، خروج حميدتي عن الطاعة ومع علم الحركة الاسلامية بمافعلوه في الجيش وكيف أنهم نخروا عظمه واساسه كان امر يستحق التحرك العاجل، فوضعوا خطة القضاء على الدعم السريع التي ذكرتها في اكثر من مقال ، فشلت الخطوة الاولى عندما هاجم حميدتي مطار مروي فنفذوا الخطوة الثانية بمهاجمة المعسكرات.
ربما ترى التناقض بين اول الفقرة السابقة وآخرها كيف بقاءهم يعتمد على وجود الدعم السريع و حاولوا القضاء عليه؟ تفسير ذلك في الأتي: ابادة الدعم السريع تعني خروجه من المعادلة العسكرية و عندما يشن الإخوان المسلمين بمساعدة عناصرهم في الجيش والأمن والشرطة هجومهم على معسكرات الدعم السريع والتي كان من المفترض أن تتعرض لضربة جوية تبيد الغالبية العظمى من الدعامة بعدها سيلتفتون للثوار والسياسيين ويقتلون من يقتلون منهم في وسط الفوضى وهنالك دعوة عبر تسجيل صوتي كانت منتشرة في أول الحرب لياسر العبيد احد الإسلاميين المعروفين يقول فيها بقتل السياسيين وسط الفوضى برصاص طائش، وربما يتخلصون من بقية المزعجين بالسجون والتشريد ، ليصنع الإسلاميين بعدها واقع سياسي جديد ليس فيه من مسلح غيرهم، وتكون صدمة هذه المقتلة الواسعة هي بوابتهم للعودة والسيطرة.
الأن بعد أن ظل الدعم السريع موجود ولازال قادر على الحرب سيسعى الإخوان المسلمين لاعادته تحت طاعتهم أو على الاقل كحليف يتبادلون معه المصالح يقدم الدعم السريع الحماية للاخوان المسلمين ولا يضع ابعادهم من السلطة شرط أساسي للسلام وسيقدم الكيزان الشرعية للدعم السريع عبر المؤسسة العسكرية ، وذلك بعد تلميع الدعم السريع مرة اخرى، ولا بأس من تغيير إسمه واخفاء قيادته ،مع بعض اكباش الفداء التي ستقدم من الجانبين كمتامرين وسبب للفتنة، وهذا لاسباب منطقية تخص طبيعة الإخوان المسلمين في السودان الذين وجدوا في القهر طريقة سهلة لإدارة البلاد دون صداع المحاسبة، وكذلك الوضع في السودان بعد الحرب سيكون اسوأ بكثير من قبلها وسيعاني الشعب معاناة سيحملها للحكومة والجيش ، خاصةً وأن الشعب لم يشارك بشكل فعلي واسع في الحرب ، ولايشعر بانها حربه بل يرى أن الدعم السريع ضره والجيش لم يحميه، إذن ليس عليه أن يتحمل تبعات الحرب، والواقع القاسي بعد الحرب سيزيل قشرة( بل بس) على حساب البنية التحتية التي تبناها البلابسة انعدم الكهرباء والمياه والطرق التي تكسرت والمستشفيات الغير صالحة للاستخدام والاسواق، والمدارس، والجامعات،البيوت ، كل هذا الحطام سيجده المواطن امامه كأنه حمار العزير لم يشاهده يتحلل ولكنه نام وافاق ليجده تراب، والجيش والكيزان يعلمون هذا لذلك تجدهم يحاولون تمرير هذه الضربات للبنية التحتية عبر الشعب اولاً، حيث ينادي بها الإنصرافي لتصبح مطلب شعبي وينفذها الجيش كأستجابة للضغط، هذا الشعب سيضج ويوجه سهامه للإخوان المسلمين إذا كانوا في الحكومة او خارجها ، وهنالك فئة اخطر على الإخوان المسلمين والعساكر من الشعب العادي هي الفئة التي وعدوها بالوظائف والتعويض المالي وهم كثر ادخلوهم في وسطهم ويعلمون ما يخفى على المواطن العادي، ويرون انفسهم الأن اقرب لمواقع السلطة هؤلاء لا مكان لهم في دولة سيكون دخلها أقل من متطلباتها بكثير والإخوان المسلمين يريدون أن يعوضوا ماخسروا هؤلاء سينقلبوا عليهم ويجب قمعهم وتخويفهم ، الإخوان المسلمين يحتاجون للدعم السريع كقوة باطشه تسكت الشعب قبل السياسيين بعد الحرب لذلك لابد من عودة هذا التحالف، الكوز لا يعرف ادارة الدولة بعدالة يعرف فقط القمع والسيطرة والفساد .