راي

شاهيناز القرشي تكتب ..*اهداف سياسية تتفوق على العسكرية في تحركات الجيش* ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

*شاهيناز القرشي*

تحرك الجيش اليوم 26/9 في الخرطوم وبحري وهاجم من محورين اساسيين ، كان تحركاً مباغتاً ومفاجئاً للدعم السريع ولا أعتقد أنّ استخبارات الدعم السريع كانت تحيط به بشكل كامل، ربما كانوا على علم بمحور واحد وغالباً هو الخرطوم، ولكن محور بحري لم يكن في الحسبان، ولمحور بحري ميزة تتفوق على محور الخرطوم وهي وجود أراضي منبسطة يستطيع الجيش أن ينتشر فيها حتى يتجمّع في نقطة هجوم ولكن محور الخرطوم محكوم بمدخلين وهما كبري السلاح الطبي وكبري الفتيحاب، وهما هدف سهل لمن يستهدف العابرين وكذلك تتجمع القوة في مكان ضيق عند الخروج من الكبري مما يسهل استهدافها، وإذا تقدمت بشكل منفرد أو كمجموعات صغيرة أيضًا ستتعرض لهجوم أكبر من مقدراتها بحكم تمركز الدعم السريع في الخرطوم واستعداده لهذا التحرك،

إذن لا يستطيع الجيش أن ينتشر في الخرطوم قادماً من أمدرمان مثل ما يمكنه أن ينتشر في بحري قادماً من خلف خطوط الدعم السريع لذلك من الطبيعي أن يحقق الجيش تقدماً في بحري ،

بغض النظر عما يحدث في الأرض ونتيجة هذا التحرك ولكن هذه التحركات لديها أهداف سياسية بالتزامن مع الأهداف العسكرية وربما تفوقها في الأهمية، الهدف السياسي من هذا الهجوم هو قطع الطريق أمام المفاوضات بحيث يتجدد الأمل لدى الشعب في انتصار الجيش ولا يرى سبب للتفاوض،

وإذا عاد برهان من الأمم المتحدة ومعه خارطة طريق لتنفيذ وقف إطلاق نار يفضي للسلام سيعارضه الشعب باعتبار أنه يقطع الطريق أمام الانتصارات التي بدأت تتحقق وتوقف انفتاح الجيش غير المسبوق، وربما يحاول البعض تصوير البرهان كحجر عثرة وأن ما حدث على الأرض حدث دون علمه وبعد مغادرته البلاد وهذا كذب فلابد من موافقته على هذه التحركات باعتباره قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة وشكل هذا التحرك لا يمكن أن يكون عشوائي ولا بقرار سريع إنما بعمل من كل الجهات،

ولبرهان هدف آخر وهو تصدير صورة القادر على التحرك والمبادرة والهجوم وأحداث شيء على الأرض حتى لا تفرض عليه شروط لإيقاف الحرب ويواجه بكل الهزائم في أروقة الأمم المتحدة، وتنقسم الأهداف السياسية بين البرهان والكيزان، حيث إنّ البرهان كممثل للسودان وللجيش في الأمم المتحدة يريد أن يقوي الناحية التفاوضية عنده وهو هدف مشترك بينه وبين الكيزان، ولكن هنالك هدف يخص الكيزان بشكل رئيسي وهو قطع طريق التفاوض بالرفض الشعبي حتى يصبح من الممكن وجودهم في تلك الطاولة بممثل ينطق بمطالب الكيزان دون مواربة،

وكذلك تثبيت صورة وفكرة أن من يحجم تحركات الجيش هو البرهان، وهذا سيكون سلاح في وجه البرهان نفسه إذا فكر في تجاوزهم والاتجاه للتفاوض، وهذا يعكس عدم الثقة بين الطرفين، وأن هنالك تضارب في المصالح،

خلاصة معركة اليوم كانت معركة كبيرة تم الإعداد لها من قبل الجيش بشكل جيد، كان الإعلام الداعم للجيش خصماً عليها بسبب رفع سقف التوقعات للشعب، وبتبني إشاعات في الغالب تطلقها غرف إعلام الدعم السريع عن تحرير مناطق واجتياح مساحات كبيرة غير منطقية، فحتى وأن كانت هنالك انتصارات صغيرة للجيش فتضخيمها والتراجع عن التضخيم يتسبب في جعلها غير مقدرة لدى الشعب.

أستشف من خطاب الدعم السريع عمق المفاجأة غير المتوقعة ومن الواضح أن هنالك خسارة مؤثرة وقعت في صفوفهم حتى وأن تراجع الجيش إلى إرتكازاته القديمة، فمن الواضح أن الاصابة في قوات الدعم السريع لم تكن بالسهلة ربما في قيادات وشخصيات بارزة أو ربما في عدد القتلى والمصابين.

هي معركة ستكون لها نتائج ليست بالسهلة على الطرفين واتوقع هجوم من الدعم السريع على منطقة يسيطر عليها الجيش حتى لايعطي الجيش فرصة لتنظيم صفوفه مرة اخرى ومعاودة الهجوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى