راي

شاهينازالقرشي تكتب …*أبي أحمد واتصال منتصف النهار* _ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

*شاهيناز القرشي*

وصل أبي أحمد للسودان وبعدها تناثرت التحليلات بناء على تكهنات وافتراضات لحديث دار بينه وبين البرهان الذي انفرد بأبي أحمد في سيارته الخاصة ليكون حديثهما بلا شهود، سأترك التكهنات وآخذ حقائق الميدان، باقتراب قوات الدعم السريع من الحدود الأثيوبية والأنباء عن تعاون الجيش مع قومية التغراي الشرسة وتسليحهم ومدهم بالسيارات واشتراكهم مع الجيش في معارك ماحول سنار،

الناظر للتاريخ القريب سيتذكر معارك إِقليم تغراي التي كادت أن تقسم إثيوبيا وتدخلت فيها إريتريا وعلى الرغم من ذلك وصل التغراي حتى 40 كيلو من أديس أبابا، واستطاع أبي أحمد الانتصار على التغراي ودمر اغلب اسلحتهم ولكن لازالت هنالك مناوشات وتوتر ، اذاً تسليح التغراي من جديد بواسطة الجيش السوداني يعني تقوية شوكة التغراي من جديد و بغض النظر عن نتيجة حرب السودان سيكون الثابت أن التغراي تسلحوا وعودة المعارك لقوتها. اذاً أمام أبي أحمد واحد من طريقين أما التعامل مع الجيش السوداني لايقاف هذا التسليح أو التعاون مع الدعم السريع للقضاء على التغراي.

إختار أبي أحمد الجيش وذلك في تقديري لعدة أسباب، اولاً هذا هو الطريق الأسرع لإيقاف التسليح، والجيش يمثل المؤسسة الرسمية والتي تتطلب معادتها التخفي ونكران التعاون مع الدعم السريع، وكذلك رغبة العالم والإقليم في إنهاء هذه الحرب، وتمثلت استجابة البرهان في التواصل مع محمد بن زايد وذلك يعني أن زيارة أبي أحمد نجحت.

ولكن تعودنا من برهان الذهاب إلى منتصف الطريق في كل الاتجاهات فتواصله مع محمد بن زايد لايعني توقفه عن تسليح التغراي أو ربما هذا الأمر خارج عن يده وهنالك من سيواصل في هذا التسليح بحكم وجود شخصيات تدين بالولاء للإخوان المسلمين في الجيش، ويجب أن أشير الى أنّ جبهة تغراي لديها تعاون سابق مع نظام الإخوان المسلمين حينما دعموا الرئيس السابق ملس زيناوي في ثورته المسلحة على مانغستو، كان دعماً كبيراً بالتدريب والسلاح وصل لدرجة قيادة الدبابات و الطائرات من قبل طيارين سودانيين وأصبح ملس زيناوي حليف استراتيجي للانقاذ حتى حدثت محاولة اغتيال حسني مبارك واجتاحت القوات الإثيوبية شرق السودان انتقاماً وبعدها تراجعوا للفشقة وظلوا هناك حتى وقت قريب.

في حالة عدم استجابة البرهان سيتحول أبي أحمد للطرف الآخر ويدعمه ويحاول القضاء على القوات التي تتجمع بالقرب من حدوده أو داخلها ويصبح أبي أحمد طرف في الحرب بدعم إماراتي لا محدود وغير مُجرّم، وسيفضل أبي أحمد أن يقصف طيرانه الحدود السودانية بدلاً عن اقليم تغراي وهذا سيعتبر تحول خطير جداً لصالح الدعم السريع الذي يمكنه أن يستعين بالطيران الإثيوبي كما يفعل الجيش السوداني مع مصر ،

ستتوفر له خطوط إمداد شرق البلاد بالإضافة إلى منافذ تشاد وسيكون هو الصديق الأكيد لإثيوبيا بدلاً عن المؤسسة الرسمية. *والحرب يخوضها الاصدقاء* نرى هذا في أوكرانيا حيث تحارب معها أمريكا وأوروبا ،و روسيا تحارب معها الصين وكوريا ، إسرائيل ظلت باقية بدعم أصدقائها، أبي أحمد نفسه حاربت معه إِلامارات وإربتريا، أنظر الى الدعم السريع الذي صمد في حرب ظن الكثيرون أنه سينهار فيها سريعاً ستجده صديق لكل إفريقيا تقريباً ولدولتان كبيرتان في العالم العربي هما السعودية والإمارات

ولايوجد لديه عداوة سافرة إلا مع مصر والتي تعتبر أضعف صديق في حرب، وتملص من ارتباطه بروسيا ليتجنب عداوة الغرب، وأنظر للسياسة الخارجية السودانية الرسمية التي تدار بعلقية كيزانية لايوجد صديق واحد راغب في دعم هذه الدولة فتاريخ السياسة الخارجية الانقاذية كان فيه الكثير من الخيانات والتقلبات ( محاولة اغتيال حسني مبارك هزت العلاقة مع مصر واثيوبيا، طرد وتسليم حلفاءهم الاسلاميين، معادة السعودية وفتح التعاون مع إيران، معاداة أمريكا واوروبا لصالح الصين وروسيا، خلافات مع كل الجوار الإفريقي) هذه التصرفات تركت حكومة الإنقاذ دون تحالف استراتيجي داعم ، كانت علاقات مصالح بحتة تعتمد على خذ وهات والآن الجيش السوداني يدير العلاقات الخارجية بنفس العقول والعقلية وكانت النتيجة جيش بلا أصدقاء ولا أموال و *الحرب تخاض بالاصدقاء والأموال*.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى