شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ قراءة في رسالة المؤتمر الوطني: دعوة للحوار في زمن الاستقطاب ــ بعانخي برس
بعانخي برس

في رسالة وجهها إلى عضويته بمناسبة شهر رمضان، هنأ المهندس إبراهيم محمود، رئيس حزب المؤتمر الوطني (المحلول)، الشعب السوداني بحلول الشهر الكريم، مجددًا موقف حزبه الداعم للقوات المسلحة في مواجهة قوات الدعم السريع. وتضمنت الرسالة عدة نقاط رئيسية، أبرزها الدعوة إلى حوار وطني شامل، وترتيب فترة انتقالية، والتركيز على الأمن الغذائي.
تحليل الرسالة أشار إلى الدعم للقوات المسلحة، حيث أكد محمود على وقوف حزبه خلف القوات المسلحة، معتبرًا ما يحدث “عدوانًا” و”تآمرًا إقليميًا ودوليًا”. هذا الموقف يعكس استمرار الاصطفاف الحزبي في ظل الأزمة، رغم الدعوات إلى تجاوز الخلافات، بجانب الدعوة إلى حوار وطني، حيث تضمنت الرسالة دعوة إلى حوار وطني شامل، يستثني فقط “من أجرم في حق الوطن والمواطن”. هذه الدعوة قد تكون محل ترحيب، لكن التحدي يكمن في تحديد من يستحق الاستثناء، وكيفية ضمان مشاركة جميع الأطراف المعنية، ودعا محمود إلى ترتيب فترة انتقالية “تُدار بكفاءات وطنية مستقلة غير حزبية”، تمهيدًا لانتخابات حرة ونزيهة. هذا الطرح يثير تساؤلات حول دور الأحزاب في المرحلة الانتقالية، وكيفية تحقيق “الاستقلالية” المذكورة، وركزت الرسالة على أهمية الأمن الغذائي، ودعت إلى إطلاق جهود في مجال الإنتاج. كما أشادت بـ”الإرث التكافلي” للشعب السوداني. هذه القضايا تحظى بأهمية قصوى في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها السودان.
في مراجعتنا الداخلية، أشار محمود إلى أن المؤتمر الوطني يعترف بأخطائه ويسعى دائمًا إلى تصحيح المسار. كما أكد أن القيادة الحالية لا ترغب في الاستمرار في المواقع التنفيذية، وفقًا لقرار الشورى لعام 2021م.
في ظل قرار حل المؤتمر الوطني، تثير هذه الرسالة تساؤلات حول دور الحزب في المشهد السياسي الحالي، ومدى تأثيره على الأحداث، والدعوة إلى حوار وطني شامل تظل ضرورية، لكن نجاحها يتطلب توافر إرادة سياسية حقيقية، وتجاوزًا للخلافات الحزبية، وفي الوقت الذي يمر فيه السودان بمنعطف تاريخي، فإن الحاجة إلى قومية سودانية شاملة تتجاوز التحزب والتخندق تبدو أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
تعكس رسالة المؤتمر الوطني رغبة في لعب دور في المرحلة المقبلة، لكن تحقيق ذلك يتطلب تجاوز إرث الماضي، والانخراط في حوار وطني جاد يضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار.