راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ المخابرات السودانية: درع الوطن وسياج الأمن ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

في خضم التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد، يبرز دور الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، كركيزة أساسية في حماية الوطن وصون مقدراته. فما شهده السودان مؤخرًا من إشادة واسعة من قبل رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، الدكتور كامل إدريس، بجهاز المخابرات العامة، يؤكد على الأهمية الحيوية لهذا الجهاز في معركة “حرب الكرامة” ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة، ويُسلط الضوء على جهوده المتواصلة في الدفاع عن سيادة الدولة على جميع المستويات.
إن تقدير رئيس الوزراء الذي جاء خلال زيارته لمقر الجهاز بولاية البحر الأحمر، برفقة والي الولاية، لم يأتِ من فراغ، بل هو اعتراف صريح بالتضحيات الجسام التي يقدمها منسوبو هذا الجهاز في سبيل حفظ الأمن والاستقرار. فالمخابرات العامة تعمل في الصفوف الأمامية جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة والقوات المساندة، لتكون العين الساهرة على أمن البلاد، واليد التي تتصدى للمهددات قبل أن تستفحل. هذه الشراكة الاستراتيجية بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية هي ما يعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات وتحقيق النصر المنشود.
ولم يكن رد جهاز المخابرات العامة أقل وطنية وعزيمة، فقد أكد في بيان له عزمه على مواصلة القيام بدوره الوطني في الصفوف الأمامية دفاعًا عن أمن الوطن وصونًا لحقوق المواطن ودعمًا لكل جهد صادق يسهم في تحقيق الاستقرار وترسيخ السلام. هذه التصريحات ليست مجرد كلمات، بل هي تعبير عن عقيدة راسخة في قلوب منتسبي الجهاز، الذين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويقدمون الغالي والنفيس لتبقى راية الوطن خفاقة.
إن التهنئة المتبادلة بين القيادة السياسية والعسكرية وجهاز المخابرات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، تعكس الروح الوحدوية والتلاحم بين مختلف أركان الدولة في هذه المرحلة الحساسة. ففي الوقت الذي يحتفل فيه المواطنون بالعيد، يظل منتسبو الجهاز منتشرين في الميادين وعلى الثغور، يشاركون رصفاءهم في القوات النظامية في حماية البلاد، متذكرين الشهداء الذين سقطوا فداءً للوطن، ومتمنين الشفاء العاجل للجرحى، والفرج القريب للمفقودين. هذه التضحيات هي التي تُبنى عليها الأمم، وبها يتحقق الانتصار.
لقد بات واضحًا أن جهاز المخابرات العامة في السودان ليس مجرد هيئة أمنية تقليدية، بل هو درع الوطن وسياج الأمن، يضطلع بمهام استخباراتية دقيقة ومعقدة تتجاوز مجرد جمع المعلومات إلى تحليلها وتفسيرها واتخاذ الإجراءات الاستباقية اللازمة لمنع التهديدات قبل وقوعها. إن دوره في “حرب الكرامة” يُعد حاسمًا، فمن خلال العمل الاستخباراتي الفعال، يمكن الكشف عن مخططات المليشيات المتمردة، وتتبع تحركاتها، وتحديد نقاط ضعفها، مما يُمكن القوات المسلحة من توجيه ضربات قاضية لها وتحقيق النصر الحاسم الذي دعا إليه رئيس الوزراء.
في الختام، يظل الأمل معقودًا على هذه الجهود المشتركة، وعلى إصرار الأجهزة الأمنية والعسكرية على حماية الوطن وتحقيق النصر. ففي هذه الأيام المباركة، وبينما يدعو الجميع بالخير والأمن للسودان، تبقى عيون المخلصين ساهرة، وأيديهم عاملة، من أجل مستقبل مزدهر وآمن للبلاد. فهل ستنجح هذه الجهود في دحر التمرد وتحقيق السلام الشامل الذي تتوق إليه القلوب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى