شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة – مصر Ghariba2013@gmail.com ــ المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في دعم خارطة الطريق السودانية ــ بعانخي برس

يشهد السودان منعطفاً تاريخياً حاسماً، حيث تقف البلاد على أعتاب مرحلة جديدة تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى لانتشالها من براثن الحرب والدمار. وفي هذا السياق، تبرز خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة، والتي تمثل بارقة أمل نحو تحقيق السلام والاستقرار المنشود.
إن خارطة الطريق هذه، التي جاءت بعد مشاورات مستفيضة مع القوى الوطنية والمجتمعية، تعكس إرادة صادقة لإنهاء حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد، وتؤسس لمرحلة انتقالية تفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وتشمل خارطة الطريق جملة من المبادرات الهامة، من بينها: إطلاق حوار وطني شامل، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، وإجراء تعديلات في الوثيقة الدستورية، وتأكيد حرية الرأي والعمل السياسي. كما تشدد على ضرورة وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية كشرط أساسي لأي حوار مع المتمردين.
إن هذه المبادرات، إذا ما تم تنفيذها على الوجه الأمثل، قادرة على أن تحدث تحولاً جذرياً في المشهد السوداني، وأن تقود البلاد نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
إلا أن تحقيق هذه الأهداف الطموحة يتطلب دعماً قوياً من المجتمع الدولي، وفي مقدمته الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
إن هذه المنظمات مدعوة اليوم إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية، والوقوف إلى جانب الشعب السوداني في هذه المرحلة العصيبة.
إن دعم خارطة الطريق السودانية ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
إن المجتمع الدولي مدعو إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لتنفيذ مبادرات خارطة الطريق، والمساعدة في تهيئة الظروف المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
كما يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على المليشيات المتمردة لوقف القتال والانخراط في حوار جاد يفضي إلى حل سلمي للأزمة.
إن الشعب السوداني يتطلع إلى المجتمع الدولي لتقديم الدعم والعون في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه.
إن دعمكم لخارطة الطريق هو دعم لمستقبل السودان، ومستقبل المنطقة بأسرها.