راي

شئ للوطن ــ م.صلاح غريبة- مصر ــ Ghariba2013@gmail.com بصيرة متجددة لإعمار السودان: استثمار الطاقات النظيفة لبناء مستقبل مستدام ــ بعانخي برس

بعانخي برس

 

 

 

يشهد السودان مرحلة عصيبة خلفت دمارًا هائلاً في بنيته التحتية، وعلى رأسها قطاع الطاقة الحيوي. وبين أنقاض الحرب وتحديات إعادة الإعمار، تبرز أهمية تبني رؤية استراتيجية تستشرف المستقبل وتستثمر في الطاقات المتجددة كركيزة أساسية لنهضة البلاد. الورشة التي نظمتها شركة سنترويد حول “الطاقة المتجددة وتحديات إعمار السودان” تمثل خطوة هامة نحو تسليط الضوء على هذا المسار الضروري.
إن تأكيد وزير الطاقة المكلف على الدور المحوري للقطاع الخاص وتضافر الجهود في مرحلة ما بعد الحرب يعكس إدراكًا لأهمية الشراكة في مواجهة حجم الدمار الهائل. والخسائر “الضخمة” التي لحقت بقطاعي النفط والكهرباء، كما أشار الوزير، تجعل من التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة خيارًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن إعادة بناء ما تهدم.
إن التركيز على “العمل الاستراتيجي بشأن تنفيذ مشروعات الطاقة في السودان” وأنواع الطاقات المتجددة المختلفة، كما ورد في تصريحات الوزير، يفتح آفاقًا واعدة. فالسودان، كما أكد الخبراء في الورشة، يمتلك آليات مشجعة لتنمية إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، وتطبيق أربع آليات بشكل آني يتيح للمستثمرين، على اختلاف قدراتهم المالية، المساهمة في هذا التحول.
من جهتها، أبدت شركة سنترويد، الرائدة في هذا المجال، “عزمها وجاهزيتها لإنفاذ مشاريع الطاقة الشمسية”، مؤكدة على أهمية توفير البدائل خلال مرحلة الإعمار. وتحول الشركة من الاستشارات الهندسية في مجال النفط إلى الطاقة المتجددة يعكس تحولًا ضروريًا في الأولويات الوطنية، وإدراكًا لحاجة الوطن والمواطن للطاقة النظيفة في المرحلة المقبلة.
إن النقاشات المستفيضة التي شهدتها الورشة من قبل الخبراء والمختصين، وتأكيدهم على أثر الحرب المدمر على قطاع الكهرباء، يشدد على ضرورة وضع الدولة لأولوية قصوى للطاقة المتجددة. فإلى جانب إنشاء صندوق خاص لدعم هذا القطاع، يصبح وضع ضوابط مشددة لاستيراد أنظمة الطاقة وتدريب فنيين متخصصين في المنظومة خطوات حتمية لضمان بناء قطاع طاقة مستدام وفعال.
إن إعادة إعمار السودان ليست مجرد ترميم لما دمرته الحرب، بل هي فرصة لبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة. والاهتمام بالطاقات المتجددة ليس مجرد خيار بيئي واقتصادي ذكي، بل هو ضرورة ملحة لضمان أمن الطاقة على المدى الطويل، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المتقلب، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
ختامًا، إن مخرجات ورشة “الطاقة المتجددة وتحديات إعمار السودان” يجب أن تتحول إلى خطط عمل واضحة وسياسات فعالة. إن الاستثمار في الطاقات المتجددة هو استثمار في مستقبل السودان، وهو خطوة جريئة نحو بناء دولة قوية ومزدهرة ومستدامة للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى