شئ للوطن ــ م. صلاح غريبة – مصر التأهب للأوبئة في السودان في ظل تحديات الحرب ــ بعانخي برس

يُصادف 27 ديسمبر من كل عام اليوم الدولي للتأهب للأوبئة، وهو يوم خصصته الأمم المتحدة للتذكير بأهمية الاستعداد لمواجهة الأوبئة المستقبلية. يأتي هذا اليوم في وقت يواجه فيه العالم، ولا سيما السودان، تحديات صحية كبيرة، أبرزها الحرب الدائرة حالياً. فكيف يمكن للسودان أن يتأهب للأوبئة في ظل هذه الظروف الاستثنائية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى الاستفادة من دروس جائحة كوفيد-19 لتعزيز الاستعداد لمواجهة الأوبئة المستقبلية. لكن السودان، الذي يعاني من حرب أهلية، يواجه تحديات إضافية تعرقل جهود التأهب للأوبئة، من أبرزها انهيار البنية التحتية الصحية، دمرت الحرب العديد من المرافق الصحية، مما أدى إلى نقص في الأدوية والمعدات الطبية، وتدهور الخدمات الصحية بشكل عام، ونقص الكوادر الطبية بفرار العديد من الكوادر الطبية من البلاد، بالإضافة إلى صعوبة استقطاب كوادر جديدة، مما يزيد من الضغط على النظام الصحي الهش، وتدهور الأوضاع المعيشية، أدت الحرب إلى انتشار بعض حالات الفقر والجوع والتشرد، مما يضعف مناعة السكان ويجعلهم أكثر عرضة للأمراض، ةصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة، فتعيق الصراعات المسلحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، مما يجعل من الصعب تقديم الرعاية الصحية للسكان.
رغم هذه التحديات، هناك بعض الحلول التي يمكن اتخاذها لتعزيز التأهب للأوبئة في السودان ومنها تعزيز التعاون الدولي، فيجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم المالي واللوجستي للسودان لتمكينه من إعادة بناء نظامه الصحي وتعزيز قدرته على الاستجابة للطوارئ الصحية، بجانب توفير الأدوية والمعدات الطبية، فيجب توفير الأدوية والمعدات الطبية الأساسية للمناطق المتضررة، وتدريب الكوادر الطبية على التعامل مع الأمراض المعدية، مع نشر التوعية الصحية، فيجب نشر التوعية الصحية بين السكان حول أهمية الوقاية من الأمراض المعدية، وكيفية التعامل مع أعراضها، وبناء نظام مراقبة صحي قوي، فيجب بناء نظام مراقبة صحي فعال لتمكين السلطات الصحية من رصد تفشي الأمراض المعدية والتصدي لها في وقت مبكر.
يعتبر التأهب للأوبئة أمراً بالغ الأهمية في السودان، خاصة في ظل الظروف الراهنة. يتطلب ذلك تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حكومية أو دولية أو مجتمع مدني. يجب على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم اللازم للسودان لتمكينه من بناء نظام صحي قوي وقادر على مواجهة التحديات الصحية المستقبلية.